سبّحوه بالعود والكنّارة، صلاة من المزامير: ليستجب لك الرب


ليستجب لك الرب -20
في يوم الضيق

يمثّل هذا المزمور؟ أقدم شاهد عن الليتورجيا الملكية في أرض فلسطين. فالشعب يصلّي من أجل ملكه الذاهب إلى الحرب. يقدّم عنه ذبيحة، وينتظر قولاً من الله يعلن له هذا النصر، فيتقبّل هذا القول بحماس واندفاع.
جاء القول الإلهي في قلب المزمور (آ 7: الآن علمت أن الرب خلّص الملك الذي مسحه)، فبدا بشكل جواب على صلاة ترافقها ذبيحة.
الشعب هو الذي يتكلّم ويستمع إلى القول الإلهي يعلنه الكاهن أو النبيّ. أما الفاعل الحقيقي فلا يتكلّم. بل نتكلّم عنه ونكلّمه. الفاعل الحقيقيّ هو الله. وممثّل الله على الأرض هو الملك الذي مسحه.
اسم الله قويّ، اسم إله يعقوب ينظِّم الجماعة المؤلّفة من 12 قبيلة حول المعبد. والعون يأتي من الهيكل في صهيون، وهو صورة طبق الأصل عن الهيكل السماويّ. وحضور الله المحيي في قلب العمل البشريّ، يجعل رغبات الملك وشعبه تحقّق. يمين الرب تفعل هذا.

في صلواتنا، في أدعيتنا، نقول لك يا رب:
أذكر حكّامنا والمسؤولين بيننا، ليقيموا العدل ويحلّوا السلام
وعلى خطى بولس الرسول، نقيم الدعاء والصلاة والابتهال والحمد.
نقيمها من أجل جميع الناس
ونقيمها من أجل الملوك وسائر أصحاب السلطة
ساعدنا لنحيا حياة سالمة مطمئنة بكل تقوى وكرامة
وننشد لك هذا المزمور مع المرتّل الذي يذكر الملك المسؤول عن شعبه، وتبدو مسؤوليته جسيمة ساعة يُحدق الخطر بالشعب والبلاد.
يأتي الملك فيصلّي، ويصلّي معه شعبه. من أجله يا رب ومعه نرفع صلاتنا إليك يأتي فيقدّم الذبيحة المطلوبة قبل أن يذهب إلى "حرب" من أجل العدالة والسلام يقدّم الذبيحة ليشكر لك مسبقاً نعمك وعطاياك له ولشعبه
ونشارك نحن المؤمنين ملكنا الصلاة ونقول له: يُعينك الرب في يوم الضيق.

إستجب يا ربّ صلاةً يرنعها الملك إليك
أعنه وأخرجه من الضيق، وأخرجنا معه إلى السعة والرحب فنرى خلاصك
أعطه ما يطلبُه قلبُه، وهو لا يطلب غنى وعظمة
بل قلباً حكيماً يعينه على قيادة شعبه في طُرق الخير والطمأنينة والسعادة.

بل نشكرك يا رب، يا من وعدت بأن تفعل العظائم من أجل ملكنا ومن أجل شعبنا
الآن علّمنا أنك تخلّص الملك مسيحك، الذي اخترته ومسحته ليقود شعبك
الآن علمنا أنك تنجّي شعبك وميراثك من كل شرّ، وتهتمّ به كما يهتّم الراعي بخرافه.

يعينك الرب في يوم الضيق
يرفعك اسم إله يعقوب.

يوم يتوَّج الملكُ وتُلقى على كتفه المسؤوليّة، يصرخ الشعب: يعينك الرب
يوم يذهب الرئيس ليحمي حدود البلاد، يصرخ الشعب: يعينك الرب
يوم يحسّ الحاكم بالضيق والشدّة، وهو لا يستطيع أن يفعل شيئاً
نصرخ نحن المؤمنين: يعبنك الرب، يستجيب لك صلاتك من أجل شعبك.
ارفع اسمه وأعطه النصر على أعدائه، أعداء بلاده
أجبه من علياء سمائك حين يدعوك من أجل شعبه
واملأ قلبه ثقة ورجاء، وأعطه إيماناً به ينقل باسمك الجبال.

يرسل لك من مقدسه نصراً
ويشدّد ساعدك من صهيون.

أيهّا الرب الساكن في مقدسك، في هيكلك المقدّس،
إلتفت إلى ملكنا الموكَّل على شعبك
أيها الرب المقيم على تلّة صهيون المقدّسة، في أورشليم القدس،
أنظر إلى رئيسنا بعين الرضى
شدّد ساعده وقوّه، أعنه وهب له النصر
إحفظه كما حفظت يعقوب،
واجعل السلام حوله كما جعلت السلام بين يعقوب وعيسو
نجّيت يا رب شعبك في الماضي من الضيق بواسطة موسى
أبعد الهمّ عن تلبنا، كن معنا من أجل عمل الخلاص.

يذكر جميع تقدماتك
ويقبل محرقاتك راضياً.

ويأتيك الملك وبيده التقدمات، وعلى شفتيه الصلاة
هكذا فعل داود على بيد أرونا اليبوسي.
قدّم لك التقدمة، فكفّت الضربة عن شعبك
هكذا فعل سليمان يوم دشّن الهيكل لعبادتك.
رضيتَ عن تقدمته وملأت المكان بحضورك بشكل غمام فيه النور والظلمة
وكما رضيت يا رب عن داود وسليمان، إرضَ عن ملكنا الجديد وأعطنا علامة عن هذا الرضى،
قل كلمة واحدة فنشعر بخلاصك.

يعطيك بحسب رغبات قلبك
ويتمّم كل مقاصدك.

جاء الملك إلى هيكلك، وهو يحمل في قلبه همّ شعبه
جاء وقد قصد أن يُحلّ بقوّتك السلام على الأرض،
أن يغيث بحكمتك اليتيم والأرملة، أن يرفع بعونك يد الظلم عن البائس والمسكين.

جاء الملك يطلب بركة له ولشعبه فتنمو المواشي وتكثر الغلال
جاء وقد نوى أن يجعل شعبه سعيداً.
ولكنه ضعيف، ولكنه تراب ورماد
ولهذا جاء إليك يطلب العون منك يا ربّ
وجئنا نحن معه نصلي إليك يا رب لتعطيه رغبات قلبه.

نرنّم فرحاً بخلاصك
ونرفع الراية باسم الهنا
فإن الربّ سيتمّم كل مطلب لك.
نشيدنا في الهيكل هو نشيد الفرح
أنت يا رب خلّصت الملك وسوف تخلّصه وتخلّص معه شعبه
وبهذا الخلاص لا يعود المجد إلى الملك أو إلى قوّاده وجنوده
المجد يعود إليك وحدك يا ربّ، يا صانع العظائم
لا لنا يا رب، لكن لاسمك أعطِ المجد.

عرفنا الخلاص فرفعنا الراية باسمك، وامتدحنا اسمك ورفعنا الصوت عالياً ونحن متأكّدون أنك ستتمّم اليوم ما يطلبه منك الملك، ما يطلبه الشعب
هكذا كان في الماضي، وهكذا سيكون اليوم، وهكذا سيكون غداً.

أنت الرب الإله الأمين على عهده، الصادق في كلمته
أنت الإله الذي اهتمّ بشعبه في الماضي فلا يتركه الآن، بل يرسل إليه من يخلّصه حتى وأن تركت أم أبناءها، فأنت لا تترك شعبك
لذلك نرنّم فرحاً بالخلاص الذي تمّ للملك والبلاد كلها.

الآن عرفت أن الربّ يخلّص الملك مسيحه
يعينه من سمائه المقدّسة وبيمينه الجبّارة يخلّصه.

ويأتي الكاهن فيعلن باسمك يا رب أنك استجبت الملك، وأعطيته الخلاص المطلوب
أنت وجدك تحمي شعبك وتخلّص مسيحك،
أنت تخلّص الرجل الذي اخترته ليملك في شعبك
أنت اخترته فلا تتركه، أنت تبنّيته يوم اعتلى العرش، وأنت لا تتخلّى عنه
علّمه أن يجعل ثقته فيك وحدك، ويفهم أن خلاصه لا يقوم بكثرة الجنود.

وبعد هذا هل نقول: الرب بعيد؟ لا،
فأنت معين ملكك من سمائك المقدّسة وتستجيب له سؤله
هل نقول: الرب بعيد؟ ولكنك ساكن في هيكلك، وسط شعبك،
وأنت تسمع صراخ مساكينك
هل نقول: الرب ضعيف؟ لا، وذراعك ممدودة ويمينك جبّارة وكلمتك فاعلة
هل الرب ضعيف؟ لا، فلا شيء يقف بوجهك، ولا أحد يفلت من يدك القديرة.
يفتخر بعضهم بالمركبات وبعضهم بالخيول
أما نحن فنذكر اسم الرب إلهنا.
هم ينهارون ويسقطون جميعاً ونحن نقوم ونقف ثابتين.

شعبك يا رب، عدده ضعيف وعدّته الحربيّة بسيطة
أما العدوّ فخيوله كثيرة ومركباته لا عَدّ لها.
في حسابات البشر سينكسر شعبك وينهار، ولكن حساباتك غير حسابات البشر
تَعلّم جدعونُ أن كثرة الرجال لا تعطي القائد النصر
وفهمَ أبناء داود أن المركبات لا تنفع شيئاً مهما كانت كثيرة

أما إذا كان الله معنا، أما إذا كانت قوّتنا باسم الرب، فالرب سيبدّل الأمور
أنت يا من طرحت الفرس والمركبات يوم الهجوم على شعبك
أنت الذي زرعت الوباء في جيش يحاصر مديتك المقدّسة فعاد المحاصرون خائبين
أنت تعرف أن تهب النصر لشعبك ساعة تشاء وبوسائل ماديّة وبشريّة بسيطة.

في الماضي كلّم موسى الشعب باسمك: أنتم ترتاحون والرب يحارب عنكم
كذلك يقول الكاهن للملك وللشعب: ستنظرون ما يفعله الله
الأعداء سيسقطون وينقلبون، وأنتم تبقون ثابتين
ثقوا فقط بالرب، فثقتكم به أعظم عون لكم، وذكر اسمه أعظم من المركبات والخيول.

يا ربّ خلّص الملك
وكن عوناً لنا، واستجبنا يوم ندعوك.

جاء الملك يطلب المعونة، وأنت سوت تعينه
جاء شعبك يرفع إليك الدعاء، وأنت سوف نستجيب له
نحن ننادي وأنت تجيب، كما الأب مع أبنائه
نحن نصرخ وأنت تسمع للواثقين برحمتك ومحبّتك وقدرتك.

اسمك وحده يكفي.
نحن شعبك نسير باسمك أيها الرب إلهنا
معك نسير إلى القتال، لا ضدّ لحم ودم، بل ضدّ قوى الشر التي تعمل فينا جميعاً
نسير على طريق وصاياك، نسلك في سبل رسومك وشرائعك.

نحن المؤمنين، ملكنا هو يسوع المسيح
ولاسمه تجثو كل ركبة في السماوات والأرض
أنت ملك منذ ولادتك، ملك في آلامك وموتك، ملك في قيامتك وصعودك أنت ملك منذ الآن يا ربّ،
وستكون ملكاً عندما تضع أعدائك تحت قدميك وآخر عدوّ كبير هو الموت
وها نحن نهتف لك مع الهاتفين: لإلهنا الحمد والمجد والحكمة والشكر،
لإلهنا الإكرام والقوة والقدرة أبد الدهور أمين.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM