المثل الثالث لعازر والغني

المثل الثالث
لعازر والغنيّ

تأمّل نرساي في مثل لعازر والغني (لو 16: 19- 31)، فابتعد عن حرفيّة النصّ ليقدّم سحبات غنائية يطرح فيها الظّلم الذي يصيب المساكين، وعدالة الله في الآخرة. بعد كلام عن الرموز والمعاني (1- 34)، رسم صورة الغنيّ وصورة المسكين (35- 65)، وتوقّف عند وجه الغنيّ (57- 90) قبل أن يعود إلى وجه المسكين (91- 112)، كما في النصّ الانجيلي. وتوسّع الشاعر في الكلام عن جهاد لعازر (113- 136) ثم عن تنعّم الغنيّ (137- 154)، فاستخلص تأمّلاً في اللامساواة في هذه الحياة (155- 183). وغاص يبحث عن المعنى الخفيّ (814- 209) ليتوقّف عند الغني وما يمثِّل (201- 224) من كبرياء، والفقير (225- 262) وما يمثّل من صبر وشجاعة وثبات. وطرح موضوع الموت والآخرة (263- 282) مع رعدة للاغنياء وراحة للمساكين: نال الغنيُّ العذاب (283- 310) مع أنه توسّل إلى ابراهيم (311- 342). جاء جواب ابراهيم قاسياً (343- 364) حتّى بالنسبة إلى اخوة الغنيّ (365- 406) الذين يجب أن يسمعوا لموسى والأنبياء. أما العبرة من المثل فجعلتنا بين الواقع والرمز (407- 438)، وهيّأتنا لتطبيق المثل (439- 460) ولفهم عدالة الله (461- 479) وحكمته (480- 506) التي تعمل كالفلاّح والطبيب. وتنتهي القصيدة (507- 525) بإرشاد يدعو السامعين إلى حمل الثمار الصالحة.

الرموز والمعاني
صوّر مخلّصُنا الصور الرمزيّة على كفّ كلماته،
وقبلها باسم الواقع كما هي.
باعتناء قاسَ الكلمات مقابل الكلمات،
ورمى عليها ختم الأمثال لئلاّ تُحتقر.
5. بكل الأشكال شبّهها بما كان،
وأخفاها تحت لباس بهيّ سمّاه الرموز.
باسم الرموز أخفى القوّة التي تختفي في الكلمات،
لئلاّ تُرذَل من عقل تراخت نفسه.
تأمّلَ في التراخي النفسي لدى نفس متراخية،
10. حين رسم صورة أعمال الأبرار والأشرار.
للأبرار والأشرار بيّن جمال بهاء كلماته،
وحثّهم على أن يسمعوا كلمات مملوءة عجباً.
عجبٌ كبير أخفيَ في كلمات انجيله،
فكانت في اهتمامنا مرئيّة ولامرئيّة.
15. كانت مرأيّة كما تحقّقت في الفعل،
ولا مرأيّة بقدر ما ابتعد العمل الذي فيها.
فالعمل يكمّل النقص الذي في الكلمات،
ومثل نور يبيّن جمال الجمالات.
امتلأت كلماتُ الكرازة جمالات،
20. واستترتْ فيها، كما في كنز، قوّةُ أقوالها.
خفيتْ قوّةٌ عظيمة في طلب ذاك الذي طلب،
وهو لا يجدها إلاّ إذا طلبها بمحبّة حبّه.
حبٌّ محبّ دعاني لأقرأ في كتاب ربّنا،
وحين قرأتُ اقتادني المثَل نحو الفهم.
25. هي القراءة جرّتني لأطلب الكلمات طلباً،
فسقطتْ عليّ من الكلمات تأمّلاتٌ مملوءة خفاء.
رأيت خفاء الكلمات الذي يختفي،
وجرّني عقلي لأكشف كلمات وراء كلمات.
دخلتُ ووقعتُ داخل باب الكتب المقدّسة،
30. وكما في أيقونة رأيت سمات الأيقونة التي طلبتُ.
طلبتُ أن أتأمّل في وقار الرموز وبهائها:
لماذا اسم الرموز في الحروف؟
رأيتُ اسم الرموز يجري بين الحروف،
فأردتُ أن أعرف المدلول مع التسمية.

صورة الغني وصورة المسكين
35. رأيت وجهين مرسومين بلون الكلمات،
وإذ هما متشابهان، لم تُشبه الصورةُ الصورة.
عليهما رُسم اسم الغنيّ واسم المسكين،
فاختلفا بالأسماء والأفعال.
رُسم اسم الغني فوق، في رأس الصفحة،
40. وفي نهايتها اسم المسكين الذي كان مسكيناً وبائساً.
بجمال الثياب صُوّر وجهُ الغنيّ،
والمسكين بلباس رديء، برُقَعٍ بائسة.
جميلاً كان منظر (الغنى) في صورة لا حسن فيها،
وقبيحاً كان منظر وجه ذاك الذي نفسه حسنة.
45. نوراً كانت مختلف ألوان الوجه الكريه،
وأظلم من الظلام وجه المسكين.
يا لعجب نراه في (هذين الوجهين):
في الحقيقة، كانا جميلين وما كانا جميلين.
فالغنيّ لم يكن جميلاً في ما للجمال،
50. والمسكين لم يكن قبيحاً بحسب القباحة.
صاحب النفس المتواضعة كان قبيحاً في الخارج،
وفي الداخل كان متكبّرُ العقل كريهاً وقبيحاً.
بنفسه كان كريهاً كرهُ ذاك الكريه كله في كله،
وبروحه كان جميلاً بهياً ذاك الجميلُ في كل شيء.
55. الجمال الخارجي حقّر صاحب النفس الكريهة،
وقباحة الجسد عظّمت صاحب النفس الجميلة.

وجه الغني
كريهاً بجسده كان ذاك المسكين وكريهة صورتُه،
وبشعاً بروحه وقبيحاً كان ذاك الجميلُ بأعضائه.
على أعضائه نرى بهاء الجمال،
60. وفي نفسه منظر قبيح أقبح من كل قباحة.
تجاهى صاحب الروح البغيض بثياب من البزّ،
وتنعَّمّ في ملذات لا عدّ لها.
جميلة كانت ثيابه، وشهيّة مآدبه،
فما شبع من التنعّم بعظمة خيراته.
65. كان غناه وافراً وزادُ حياته تعدّى الحدود،
فلم تكن فسحة بين لذّة ولذّة.
كثُرت، وتكدّست الخيرات فوق الخيرات،
فما نقصت أنواع المأكولات من مواضعها.
بكل مأكول تنعّم هذا المتنعّم،
70. وإذ كان يتنعّم كان يتوق ويقول: تعالوا نتنعّم.
ما نقص نوع لذّة من مائدته،
فقبل أن ينقص الأول، يسبقه الآخر.
مثل عيد كان بيتُ صاحب النفس الشرهة،
وكالرعد يُرعد صوتُ المبهجات.
75. بصوت مبهجاته تعذّب المسكين،
الذي ركّب أقوال حزن على ضيقاته.
على قدر بهجة هذا المبتهج تضايق المضايق،
وعلى قدر أغانيه، كانت مراثيه.
واحدٌ غنّى، وواحد بكى بمرارة،
80. فمن لا يدهش من فرحة نفس وكربة نفس!
واحد رقص، وواحد ناح كما على ميت،
ومن لا يعجب من أمور لا عدالة فيها.
واحد أثِمَ، وواحد عملت نفسه في البرّ،
ومن لا يقول: لا عدالة في مجازاتهما؟
85. تجاهى ذلك القاسي، فأين العدالة؟
وتعذّب ذاك الوضيع، فهل هذا يليق؟
لا تُرى المساواة في وجهيهما،
فتقابلا في التنعّم والعذاب.
ما استحقّ ذلك القاسي هذا التنعّم،
90. وما لاق هذا العذاب بذلك الوضيع.

وجه المسكين
وبدّل زمنٌ رديء أزمنة الأبرار والأشرار،
فكُرّم الواحد، وحُقّر الآخر بما لا يُسرّ.
تعذّب محبّ الحقّ بلا حقّ،
ومحبّ الكذب تنعّم وتمجّد.
95. في خيرات خيّرة أقام ذاك الذي نقصته الرحمة،
فما تحنّن على ذلك المسكين المرميّ على بابه.
عند باب القاسي سقط المحبوب الذي اسمه المسكين،
فتاق (إلى الطعام) فما روَّحَ أحد عن حاجته.
محتاجاً كان وبائساً ومحروماً من كل خير،
100. وتضاعفت مسكنته وأمراضه.
تألّم جداً من مشقّتين اثنتين:
فقر يُذلّ الانسان، وقروح كريهة.
امتلأ قروحاً كريهة فكثرت كلُّها فيه كلِّه،
وليس من موضع نجا من النجاسات.
105. جسمُ صاحب الروح القويّ صار نبع قروح،
فسال منه قيح كريه يُنفر النفس.
سالت من أعضائه سواقٍ من القيح،
ورائحة القيح الذي جرى نفَّره.
كلاب جائعة شربت قيح جسده،
110. واقتاتت من وليمة جروحه.
إلى رائحته الكريهة جاءت نفوس جائعة،
فزارته وشُفيت بجراحه.

جهاد لعازر
فالانسان الذي هو انسان بالجسد والروح،
صار غريباً فما زاره انسان.
115. فيا انساناً صار جسده قبيحاً للجسديّين،
فهرب منه نظرُ أبناء جنسه!
فيا نفساً تُقيم في جسد ميت،
وتسكن فيه، ولا حياة في أعضائه.
ويا أعضاء موجودة ولا موجودة،
120. تحرّكها النفس بالحياة من دون الحياة!
ويا نفساً حملت وحملت ثقل الجسم،
وما تراخت في هذا القتال المتعب القاسي.
متعبٌ وقاسٍ الجهاد الذي تحمّله البار،
فلم يكن ما يشبه ثبات روحه.
125. فمن رأى يوماً جهاداً متعباً مثل هذا الجهاد،
ومن تأمّل بُطْلاً يشبه هذا البُطل!
من حارب حرباً بالجسد ولا جسد له،
ومن صمد في معركة الحواس ولا حواس له!
فالحواس التي تصمد في المعركة غابت عن هذا المقاتل،
130. بعد أن دمّرها فسادُ المرض القاسي.
بمرض قاسٍ تعذّب ذاك الروحُ السليم،
وإذ كان يتألّم لم يتألّم، بسبب صبره.
ما تألّم لأنه شاهد نهاية أتعابه،
ولكنه تألّم جداً حين تأمّل دمار جسده.
135. بجسده ونفسه تعذّب في جهاد أتعابه:
جسده بالمرض، ونفسه بألم الكسل.

تنعُّم الغني
سحق الكسلُ ذاك الذي لم يعرف الكسل،
حين رأى أنواع عذابه وتنعُّمَ رفيقه (الغنيّ).
تأمّل في وفرة خيرات ذاك الغنيّ،
140. وتاق (أن يشبع)، فما روّح أحد عن عوزه.
كم كان معوزاً ذاك الذي كان بالاسم معوزاً،
وكم كان وافراً الغنى المخفيّ في نهاية تعبه!
كم كان مرتاحاً هذا الغنيّ بمظاهر جميلة،
وكم كان وافراً العذاب الذي يصل إليه.
145. كم كان شقياً هذا الشقيّ المليء إجراماً،
الذي شاهد هذا العذاب وما أشفق.
كم كان مستعبَداً وقلبه أقسى من الظرّان،
لأنه لم يروّح بفتاته عن متواضع النفس.
كم كان وديعاً ومتواضعاً في اتضاعه،
150. حين نظر إلى كثرة ملذات الغني.
رؤية الطيّبات سحقته أكثر من المرض،
فتضاعَفتْ عذاباته ودمعاته.
ليلاً ونهاراً ملأ البكاء والنحيب فمه،
فناح حين سمع صوت ملذّات هذا المبذّر.

لا مساواة في الحياة
155. بقدر ما تنعّم المبذّر في ملذّاته،
ازداد حزن مرضه (= المسكين) وعوزه.
وبقدر ما الشقيّ قسا في استبداده،
ازداد هو اتضاعاً وصغراً.
وبقدر ما المتكبّر تعالى في عظمة خيراته،
160. تنازل المتّضع حين نظر ضعفَه.
وبقدر ما نما جمالُ الذي لم يكن جميلاً،
ازدادت بشاعة الشرّ لدى الغنيّ البشع.
وبقدر ما كانت تُرتّب مآكلُ الشره،
كان المعوز يرتدي معطف الصبر.
165. وبقدر ما فرّحت الشرهَ مختلفُ الطيّبات،
بلبل المرضُ والجوع النقيّ والطاهر.
يا لجهاد سحق المقاتل سحقاً،
ويا لذائذ، كم كان المتنعّم بك في انحلال!
يا لمرض كان فيك المريض معافى،
170. ويا لعافية كان المقيم فيك مريضاً!
يا لرؤية وجهين، واحد تجاه الآخر،
عذوبة لا حدود لها، وعذاب لا يُقاس.
تنعّم الغنيُّ ولكنه ما شبع،
وازداد عذاب المسكين ازدياداً.
175. تأمّلتُ اللامساواة: كم كانت كبيرة،
فتضاعف تنعّمُ الشقيّ وألمُ البار.
رأيتُ التنعُّم والألم مُزجا في الكلام،
فاقتربتُ لأرى رؤية مليئة باللامساواة.

بحث عن المعنى
دفعتني اللامساواة لأبحث بحثاً في معنى الكلمات،
180. فانسحق فكري لكي يُولّد كلمات عمّا يبحث.
تعال، يا فكري، إقترب وابحث عن المعنى بحثاً،
وبيّن بجلاء مختلف التفاسير المعدّة لك.
لأي علّة اسم الغنيّ واسم المسكين،
ولماذا رُسم ذكرُ أعمالهما؟
185. هل حصلت أعمالهما فعلاً، كما كُتب،
أو هي ستتحقّق بعد زمن؟
أحقاً تنعّم الغنيّ وتألّم المضايق؟
واحد تلذّذ، وآخر تعذّب حتى الموت؟
هل انتهى حقاً زمن فرح القلب وحزن النفس،
190. وهل يضع الموت حداً للملذات والضيقات؟
هل انطلق المسكين ومضى إلى حضن ابراهيم،
ولبث الغني يتعذّب في هوّة الجحيم؟
لا، أيها السامع ما كانت هذه فعلاً،
ولا تمّت كما تفسَّر كلماتٌ قيلت فيها.
195. لم يتنعّم الغنيّ ولم يلتذّ باللذائد،
ولم يتعذّب المسكين بالمرض والعوز.
تفسير ما كُتب نجده في الكلمات فقط،
وللتعليم كتب الكتّابُ مختلفَ الرموز.
لتعليم البشر صوّر محبّ البشر الرموز،
200. ليصطاد البشريّة بالرموز إلى تعليمه.
مثل مصوّر أعدّ كلمات كرازته،
وصوّر العالم في رسمين وفي فرقتين.
في إنجيل، صوّر وجهين وفرقتين:
غِنى العافية والمسكنة التي تحمل الأمراض.
205. صوّر بشكل هذا الغنيّ، غنى العافية،
والمسكنة باسم مسكين، اسم لعازر.
باسم لعازر كنّى جانب المسكنة،
وأضاف إليها ثبات النفس التي لا تُقهر.

الغنيّ وما يمثّل
باسم الغني دعا المتلذّذين ومالكي الغنى،
210. وبتنعّمه صوّر تنعّم المتنعّمين.
بقساوته مثّل شقاء لا رحمة فيه،
وبشَرِّه وبّخ رغبة الماكرين.
بعظمة كبريائه واضعَ تكبّرَ النفوس المترفّعة،
وعلّمهم أن لا يتكبّروا في الأمور البشريّة.
215. بطمعه كشف وجَلا عظمة البطن،
لئلاّ يشرَه فتزداد عذاباته وتتضاعف.
بهذا الشره قرّر عذابات مضاعفة للشرهين:
لن يجدوا حناناً إن لم يحنّوا كما فعل.
في كل حياته لم يكن هذا الشقيّ رحيماً،
220. فما تنازل وترّأف بذاك الذي على بابه.
كُتب أن ذلك المسكين كان مرمياً بجانب بيته،
ليعرف كلُّ انسان شرَّ ذاك الشقيّ.
وبّخ الشقاوة في اسم هذا الشقيّ،
وعزّى باسم هذا المسكين الفقر والعوز.

الفقير وما يُمثّل
225. باسم المسكين داوى مرض المساكين،
ووضع لهم دواء: طول البال الذي لا يُقهر.
بمسكنته شبّه عالم المساكين،
وبصبره كلَّ وجدان لا يتراخى.
بصبر نفسه شجّع نفوس المرضى،
230. وأزال عنهم ثقل العذاب باسم القروح.
كان معوزاً فتاق (أن يأكل) وما أكل،
فرمز بالعوز إلى الثبات أمام الحاجة.
كان مطروحاً أمام باب هذا الشقيّ، محتقراً،
فدعا ذلّ الانسان لكي يرى ذلّه.
235. بطول باله منح البشر طول البال،
لئلاّ يتفوّه أحد بتذمّر بغيض في يوم محنته.
بنتانة قروحه دعا الموتى، كما بصوتٍ،
لكي يتقوّوا فيرضوا بالحرب ويتحمّلوا الشرور.
كانت الكلاب تلحس قيح قروحه،
240. فقرّب برهاناً للمكتئبين فيقتنوا الرجاء.
في كل ما تحمّل في مسكنته وقساوة مرضه،
زرع رجاء صالحاً في الضعفاء لئلاّ يتراخوا.
بواسطة انسان أراد أن يقوّي تراخي البشر،
لئلاّ يتراخوا حين يجرَّبون في ضعفهم.
245. في لعازر دعا كل طغمة المساكين،
ليأتوا ويروا صورة حياتهم بواسطة مسكين.
مثل صورة، رسم خبرَه أمام المساكين،
لكي يرسموا، عبر سماته، الرجاء في وجدانهم.
عرض صبرَه كمرآة أمام عيونهم،
250. فينظرون إليها حين تمتحنهم المصائب.
لبس (لعازر) بمثل يعنيه، كلَّ آلام المتألّمين،
وفي صبره، وجدانَ الذين يقاومون الألم.
بدقّة صوّر محنته للممتحَنين،
وكلّلهم بإكليل الأتعاب الذي يعود إليهم.
255. جدلَ إكليلَ المجازاة للتعبين الذين يتشبّهون به،
وحكم بالعذابات القاسية على الأشرار الذين يُبغضون الصالحين.
سيّدُ الرسّامين رسم به وبرفاقه، كل فئات البشر:
بواحد المساكين، وبالآخر فئة الذين اقتنوا الغنى.
فالذين اقتنوا الغنى وبّخهم بتوبيخ توجّه إلى الغنيّ،
260. لكي يكونوا بعيدين عن شقاوة تُشبه شقاوته.
وبّخ شقاوته بلوم كلماته،
ليعرف كل انسان أن يوبّخ نفسه بتوبة نفسه.

الموت والآخرة
بموته أعلن يومَ الموت الذي يُرجف الأشرار،
وبنهاية هذا المسكين، راحةَ الصالحين.
265. هادئٌ موتُ ذاك الذي تعب في الأعمال،
والشاهد صوتٌ وهب المجازاة لاسم لعازر.
وكتب الذي كتب عن لعازر: "ومات لعازر،
فأصعدته أجواق العلاء، وجعلته في حضن ابراهيم".
قرب ابراهيم صعد المسكين الذي يشبه ابراهيم،
270. وارتاح في ميناء ذاك الذي يريح في مسكنه التعبين.
ابراهيمُ البار أراح هذا المجتهد من عمله،
ما أراحه (هنا)، بل أراحه في يوم الانبعاث.
ليس ابراهيم هو الذي يريح التعِب من أعماله،
وليس هو من يهب الجزاء والأجر لمن يُشبهه.
275. فالربّ، وهو فوق الجميع، يهب الأجر للعمّال المسحوقين،
وبحكمٍ يقود الأشرار الذين ما حنّوا ولا أراحوا (إخوتهم).
لم يتمّ الجزاء على ما كان عنه الكلام،
وما اجتاحت عقوباتُ الحكم الأشرارَ.
في النهاية، يكون هذا الذي كان بشكل سريّ،
280. وفي التمام تتمّ القوّة المخفيّة في الرمز.
بشكل سريّ مُثّل المسكين الذي ارتاح من عمله،
وبالشكل عينه الغنيّ الذي أقام في الجحيم.

عذاب الغني
قيل: لبث الغنيّ في الجحيم، وكان يتعذّب،
لأن الأشرار مزمعون أن يلبثوا في الأسافل.
285. في الأماكن السفلى يلبث الأشرار من أجل العذاب،
لهذا قيل: لبث الغنيّ وأقام في الجحيم.
في الجحيم أقام ذاك الشقيّ الذي لم يقتنِ الرحمة،
وما ارتفع مع لعازر إلى الموضع الأعلى.
ثقلُ ذنوبه تعلّق بنفس بدا قلبها ثقيلاً،
290. فما استطاع أن يطير، بخفّة في الهواء.
جسدُ مريضِ الجسد، أنبت أجنحة الروح،
ومثل طائر طار من الأرض باتجاه الأعالي.
كالرصاص كانت أعضاء لابس البزّ،
فغرق في الجحيم، كالرصاص، في عمق المياه.
295. جمال ثيابه كان فخاً للنفس المتكبّرة،
فاصطاده فجأة، ووهبه طعاماً للموت الشره.
صار أكله له بالعاً يبتلع رفاقه،
فما استطاع أن يُفلت من فم الموت.
ابتلع الموتُ مبتلعَ الملذّات،
300. وما بقي منه أثر حياة بين الأحياء.
سقط من ذروة ملذّاته إلى أعماق الجحيم،
فشرع يولول من الضيقات التي أحاطت به.
رعدة عظيمة أمسكت به فجأة بسبب ما حصل،
فتعجّب واندهش من تبدّل الأزمنة.
305. بلغَتْه، في النهاية، أزمنةٌ، ما تبيّنها،
ولأنه لم يُميّز الأزمنة، عاقب الشرّيرُ تكبّرَه.
ما تبيّن (الغني)، فنظر فقط إلى زمن هنائه،
وما عرف الطقس، فوبّخته نفسه في يوم عذابه.
في يوم عذابه، توسّل معوزُ العقل،
310. وما عرف أن زمن التوبة قد عبر.

كلام الغنيّ إلى ابراهيم
أضلّ نفسه ذاك المضلّ الذي ضلّ كلَّ حياته،
حين ظنّ أن التوسّل بالكلام مفيد له.
توسّلاً كلامياً أراد أن يركّب ذاك الجاهل،
فشرع يتوسّل توسّلاً فارغاً من كل فائدة.
315. دعا البليدُ ابراهيم: "يا أبي ابراهيم..."،
فأجابه ابراهيم بكلام يوبّخه على بلادته.
ضيقُ العذاب أكره المتكبّر وهو لا يريد،
فقال كلاماً بعيداً عن الواقع.
كيف سمّى ابراهيم باراً، ذاك الذي هو إثم كله،
320. فما نظر حسناً ليميّز الاثم من البرّ.
إبنُ الخطيئة سمّى نفسه ابن ابراهيم،
فأمل أن يُضلّ ابراهيم وسيّدَ ابراهيم.
تذكّر الشقيّ قرابته إلى بيت ابراهيم،
وما وعى أنه صار غريباً عن القرابة لشرّ ميوله.
325. شرُّ ميله جعله كريهاً لدى ابراهيم،
فسمع كلمة مملوءة بالرعدة وقطْع الرجاء.
فالمتكبّر، ابن ابراهيم، اتّكل على ابراهيم،
لهذا دعا ابراهيم وأكثر الدعاء، ليأتي ويساعده.
رأى الشقيُّ المسكينَ في حضن ابراهيم،
330. فطلب وتوسّل لينزل ويروّح عن ضيقه.
قال لابراهيم: "أرسل إليّ أخي لعازر"،
فما استحى أن يستعمل أسماء غريبة عليه.
غريبة عن شرّ إرادته كانت أسماء نادى بها،
وأغربُ منها اسم أعماله (باسم) أفعالهم.
335. ميلُه الشرير حرّك صاحبَ الميل المرّ،
فأراد أن يخفّف قساوة عذاباته باسم ابراهيم.
عذّبه كثيراً لهيبٌ غير منظور،
فدعا ابراهيم لينفخ ريح الرحمة على حريقه.
طلب الشقيّ، بواسطة لعازر، مياه الرحمة،
340. ليخفّف ثقل اللهيب عن لسانه.
أكثر من أي شيء تعذّب طرفُ لسانه،
الذي صار حامل كلام ضدّ الحقّ.

جواب ابراهيم
روح الحقِّ حارب ضد الحقّ،
فأغلق الحقّ البابَ في وجه كلماته.
345. ما أراد الحقّ أن يسمح لابراهيم أن يتحنّن على ابنه،
لهذا أجابه إبراهيم بكلام يقطع الرجاء.
قال ابراهيم لذاك الذي لم يعد ابن ابراهيم: "تذكر، يا ابني،
أن يوم الدينونة قطع مسيرة يوم الطيّبات.
تنعّمتَ جداً في التنعّمات الجسديّة،
350. فأخرجْ وتعذّبْ على قدر زمن الملذّات.
تذكّر زمناً كان لك فيه كل أنواع الخيرات،
وقابلْ مقابلة حسنة مع الجزاء الذي تتقبّل (الآن).
أحكم بعدل: فالمحنة التي امتحنت غشَّك كانت عادلة،
فأعطتك بحكمة الأجر الذي استحقّه عملُك.
355. سيّد الديّانين حكم حكماً على شرِّك،
فلا يتجرّأ انسان أن يجادل حكماً قاله.
حدّدَ حكمَ دينونتك ومنعنا من رفقتك،
وما من انسان بيننا يقدر أن ينزل حيث أنت.
هوّة كبيرة بيننا وبينكم،
360. فليس بين الخلائق من يقدر أن يعبرها عبوراً".
ما فسّر ابراهيم هذا بالفعل،
بل بكلمات، حسب الفكر الذي تكلّم به.
حسب الفكر فسّر ابراهيم وما فسّر شيئاً،
فسمع الغني، حسب الكلمات، ما سمع.

لي خمسة اخوة
365. سمع الغنيّ سماعاً مرعباً من ابراهيم،
فشرع يتخيّل وسائل أخرى كي يُفلت.
وسائلَ أخرى تخيّل الضالُّ أمام فكره،
ولم يعرف أن الباب أغلق في وجه وسائله.
بعلّة اخوته وضع سياجاً لعلّة عقله،
370. فعاد وتوسّل توسّلاً مليئاً بالكذب.
قال لمن لا يرحم: "لي خمسة أخوة"،
وبيّن أنه يهتمّ كثيراً بمحبّة إخوته.
كذب حين قال إن له خمسة أخوة،
لأنه ما امتلك العلامة التي تطلبها محبّة الاخوة.
375. ذاك الذي ليس ابن ابراهيم، توسّل إلى ابراهيم من أجل إخوته،
لكي يمضي انسانٌ من الموتى فيكرز بمتطلّبات الدينونة.
ما من انسان يعرف متطلّبات الدينونة التي بدأت به،
فيجب أن يمضي انسان من بين الموتى فيشهد للأحياء.
شهوداً يطلبون أولئك الذين لا يعرفون أمور هذه الأرض،
380. لئلاّ يأتوا إلى هذا العذاب الذي رُميتُ فيه.
أيها الشقيّ! متى كنتَ رحيماً وأين كنت،
لكي تهتمّ بأن تُبعد البشرَ عن العذاب؟
أما انطرح لدى بابك مسكينٌ فاستهنتَ به،
فما تحنّن ميلك على هذا المتّضع المرميّ لديك؟
385. أيها الرديء! متى أظهرتَ حباً نحو المضايقين،
ليتأكّد الآن أنك لا ترغب هلاك الانسان؟
تخيّل الشقيُّ شكل رأفة من أجل الانسان،
فتوسّل وطلب، فجاءت كلماته بلا فائدة.
باطلاً تخيّل وسائل أنجبها،
390. فقد سمع كلمة دمّرت ارتفاع خطبة بناها.
سمع ابن ابراهيم كلمة الرعدة وقطع الرجاء،
إذ قيل له: "هناك الأنبياء. فليقتنعوا منهم.
هناك موسى العظيم وأقرانه،
فليعلّموهم ما يفيد هنا وهناك.
395. يكفي موسى وكلمة رفاقه لتعليم البشر،
فما من حاجة أن يعود انسان من عند الموتى إلى الأحياء.
لا يقدر الموتى أن يقنعوا الأحياء، كما الأحياء يقدرون،
ولا يسمع الأحياء، خبراً يأتي من الذين فقدوا الحياة.
سياجٌ كبير يقف سياجاً في وجه الذين فارقوا،
400. ولا يقدر أحد منهم أن يحطّم متانته.
متين هو السور الذي بناه الموت في وجه الأموات،
فلماذا تُتعب نفسك في طلب صعب"؟
طلبُ هذا الغنيّ كان توسّلاً بلا نتيجة،
فانتهت كلماته، وما انتهى العذاب من حكمٍ يُصيبه.
405. طُبّق عليه حكمٌ مضاعف في نهاية كلماته،
فسكت في الجحيم، حيث يملك الصمتُ والسكون.

العبرة من المثلَ
والآن، وقد سكن صوتُ الغنيّ وتوسّلُ كلماته،
تعالوا نقترب من المعنى المخفيّ في الخبر.
خفيَ معنى الكلمات في مرمى الكلمات حوله،
410. فلولا الكلمات لما انكشف ستار عن الكلمات.
فُرشت كلمات على خبر ذاك الذي أكثرَ الكلمات،
لنقدّم كلمات ونرفع اللباس عن وجه الكلمات.
سحقتْني كلماتُه من بداية خبر أوردتُ كلماته،
لأعرف وأعرّف علّة تركيب كلماته.
415. والعلة هي: خفيَ فيها تعليم للانسان،
ولا حاجة لعلّة أخرى سوى معرفة العبرة.
لتعليم الانسان كُتب عن التنعّم والعذاب،
ليتعلّم البشر أن يحفظوا الترتيب بين عالمين.
مثلَين بيّن لنا مثلُ الرجلين:
420. واحد غنيّ، وواحد مسكين: الواقع والرمز.
في الاثنين اختفى الواقع والرمز،
(واختفت) صغائرُ هذا العالم وأمجاده.
واقع هذا الغنيّ ينادي بالعالم الزمنيّ،
وواقع هذا المسكين يبيّن العالم العتيد.
425. مثّل العالمَ الآتي بمسكنة هذا العالم،
وبمسكنة عالم يدوم، غنى العالم على الأرض.
فالمسكينُ هنا، غنيّ هناك بلا انقطاع،
والمالك الخيرات ومترفّع الروح، مسكين هناك.
من أهلك نفسه، كما كُتب، وجدها هناك،
430. ومن وجدها في هذا العالم هناك يهلك.
اقتنى هذا الغنيّ في الأرض وجوداً رغبَ فيه،
وفي يوم الموت، هلكت خيراتُه وورث الويل.
وسُمّي لعازر: المحروم من كل شيء،
وفي العالم الآخر اقتنى الخيرات التي لا تنحلّ.
435. فسادُ جسده أعدّ أمامه خيرات لا تفسد،
ومن عمق مسكنته، نبعَ غنى لا حدّ له.
لابسُ البزّ تزيّنَ فارتدى رداء الويل،
ومن ملذّاته اقتنى ملذّة اللهيب.

تطبيق المثل
حصل هذا بشكل معارض للرجلين،
440. لا لهذين فقط، بل ربّما لكل انسان يشبههما.
حصل هذا للذين يمتلكون الغنى أو الفقر:
ينالون ضعف الأجر عن أعمالهم.
فالغنيّ والشقيّ يتضاعف عذابه كما الغنيّ،
والمعوز والمتعب يفيض نعيمُه كما المسكين.
445. خبرُ هذا المسكين يعزّي المساكين،
ودينونة هذا الغنيّ توبّخ عظمة الأغنياء.
الكلمة التي سمعها هذا الشقيّ من ابراهيم،
يسمعها مقتنو الغنى الذين يُجرمون هنا.
في ميناء الأمان ارتاح لعازر من ضيقاته،
450. ويرتاح معه حاملو ثقل أعمالهم.
أراح ربّنا، بواسطة لعازر، العمّال المتعبين،
وباسم الغني منع مسيرة المجرمين.
عرّى الغنى الذي ترافقه الشقاوة،
وجدَل المدائحَ التي لا تنقطع للعوز.
455. الشقاوة لبثتْ في الجحيم، في عذاب النار،
والمسكنة صعدتْ واستراحت في حضن ابراهيم.
حيث يكون ابراهيم، يريح المساكين:
فهو رؤوف ومليء بالرحمة للضعفاء.
في مسكن الأرض أراح البشر والروحيّين،
460. وفي العلاء كلَّ مضايق، بواسطة لعازر.

عدالة الله
في سدوم، توسّل أن يُبعَد التهديدُ إن وُجد أبرار،
وما استطاع أن يتحنّن على الغنيّ في ضيقه.
أجاب ذاك المضايق: "لا يمكن العبور إليك،
فهذا يخصّ الرحمة لا العقاب الذي لا رأفة فيه".
465. لم يكن عقابٌ لا رأفة فيه يعاقب الشقيّ،
بل دينونة امتلأت براً وأمانة.
ما ورث المسكين نعيم محاباة الوجوه،
بل أجراً استحقّته أعمالُه ونشاطه.
كُتب عن الاثنين: استحقّا ما حصل لهما،
470. وما من انسان يعرف أن يتفحّص هذه الدينونة كالديّان.
عادلةً كانت دينونة دانت الاثنين بدينونتين:
لواحد العذاب، وللآخر السعادة مع ابراهيم.
لدى ابراهيم نادى كلَّ المضايَقين ودعاهم إلى وليمته،
ومع الغنيّ رمى في العذابات كل المرتاحين.
475. بالمرتاح حدّد وجلا الحياة في هذا الزمن،
وبالمُضايَق منح كلّ انسان قوّة النفس.
عزّى المضايقين، باسم لعازر الذي تعذّب،
ووبّخ المتنعّمين بعقاب المتنعّمين.

حكمة الله
كل ما كان، منذ كان، كان لفائدة البشر،
480. وبحكمة رتّبهم كما في كنز.
ستر مستوراته التي حصلت،
وعلّم البشر أن يطلبوه بحبّ.
رمى محبُّ البشر نور حبّه في البشر،
فبيّن لهم كيف يبيّنون شعاعَ نوره.
485. بفنّ عملَ ومهارة، من أجل قوّة تعليمه،
فيتجذّر في ملكات النفس ولا يتبلبل.
نصبَه في النفس كشتلة في عمق الأرض،
ورشّ كلماته كما الطلّ على المزروعات.
لبس شكل الفلاَّح في الاقتصاص من الأشقياء،
490. ومنهم شذّب العادات الرديئة، كما الأغصان.
كما الأغصان، حمل الأشرارُ مختلف الشرور،
فقطعهم، كما الأعواد من الشجر.
كما العلّيق، اقتلع العلّيق من الشنيعين،
لئلاّ يَفسُد الزرعُ الصالح الذي رُمي في البشر.
495. مثل طبيب دخل إلى المرضى،
ووضع لكل واحد الدواء الذي يلائمه.
قطع عظمة الاثم بحديد الدينونة،
وثبّت ضعفنا برجاء الآتيات.
وضع للشكاوى (ناراً) تكوي، اسمها جهنّم،
500. وأبهج الرحماء باسم مصابيحهم.
شجّع النشاط بأجر يتضاعف خيرُه،
ولعن الكسلان بواسطة من يُلعن.
منحَ طعْم حسناته للجميع مع الجميع،
وكما بالملح ملّحهم بحلاوة كلماته.
505. حلاوة كلماته أسقاها لمرضى النفوس،
ونفى منهم ثقل البشاعات البغيض.
ها هي الأدوية الصالحة التي تشفى جنسنا المائت،
فتعالوا وتأمّلوا بحبّ محبّب، القوّة التي فيها.
ها هي وصايا الربّ الماهر الذي حكّم نفسنا،
510. فتعالوا نحافظ فنحفظ الترتيب الذي رتّبه.
ها هو سبيل الأمان الذي أظهره بنفسه للبشر،
فتعالوا نسير فيه حسب قواعد حدَّدها حبّه.
ها هما عالمان وُضعاً قدّامنا: عالم الزمن والعالم الآتي،
فتعالوا نتوق إلى العالم الذي لا ينتهي.
515. ها هو الملكوت الذي بُشّر به في الملكوت،
فتعالوا نلبس اللباس اللائق بيوم الوليمة.
ها كل شيء معدّ ويُعدّ لنا،
فتعالوا نجتهد لنأخذ الغنى الذي لا يفتقر.
ما بقي شيء دون تفسير أمام فكرنا،
520. فتعالوا نتشبّث بمعنى الكلمات التي تُشرح لنا.
ها هي مختلف الأسرار شُرحت لنا، ولم تكن جليّة،
فتعالوا نهجّيها تهجية بقوّة تفسيرها.
ها هو سعي الكرازة خرج في الأقطار الأربعة،
فلنُنصت مع البشر كلهم إلى الخبر الصالح الذي يملّكنا الحياة.
525. زرع كارزو الكرازة الخبر الطيّب،
فأزهرت ثمارُ البرّ لدى المائتين.
تعالوا، أيها المائتون، فنرتّب ثمار البرّ،
ما دام الوقت وقت ترتيب مختلف الصالحات.
لنعمل بحبّ عملاً تريده نفسنا،
.530. فنحصد الثمار الخالدة ولا نشبع

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM