على عود بعشرة أوتار هللوا لاسم الرب، هللوا له يا عباده

135
هللوا لاسم الرب،
هللوا له يا عباده

يشكل مز 135 مع مز 136 ما يُسمّى قي التقليد اليهوديّ الهلل الكبير، تجاه الهلل الصغير (مز 113- 118) أو الهلل المصريّ. كما جاءت مز 135- 137 ملحقاً لمجموعة المراقي أو مزامير الحجّاج. وكان مز 135 امتداداً لما في مز 134. نحن نسمع غناء خدّام الهيكل كما دعاهم 134: ليباركوا الربّ في الليالي. ففي آ 2 وآ 21، يستعيد مز 135 عبارات أخذها من مز 134: هللوا لاسم الرب. تبارك الربّ من صهيون.
دوّن هذا المزمور بعد المنفى فاستقى عناصره من المزامير وسائر الأسفار البيبلية. وهكذا بدا وكأنه "مختارات". تضمّن مديحاً لإله العهد (آ 1- 12)، ودعوة إلى مباركة الله الذي يدين شعبه ويرأف بعباده (آ 13- 21).
منذ البداية نعرف هويّة المنشدين للربّ: هم عباد الرب. وخدّام هيكله. وذلك في خطّ 134: 1: "جميع عباده الواقفين في بيت الربّ". لماذا المديح؟ لأن الله اختار شعبه، اهتمّ به، واعتبره ملكه الخاص. وفعل ما فعل بسبب عظمته وحرّيته المطلقة التي لا يسأله عنها أحد. وتُذكر في هذا المجال قدرة ربّ الأكوان في إطار تيوفانيّ مع ذكر السحاب والبروق والرياح.
كان شعب الله في البداية "زمرة" من العبيد. فقام الله تجاهه بعملين: انتزعه من أرض العبوديّة. حمله إلى أرض كنعان. شدّد مز 78؛ 105 على العمل الأول. ومز 135 على العمل الثاني حيث قرّر الله يا حرّية أن يجعل أرض كنعان له ولشعبه.
لقد حقّق الله عملاً ما كان في وسع أحد أن يحقّقه. فماذا تصنع الآلهة التي لها أفواه ولا تنطق، وعيون ولا ترى؟ وماذا يعمل البشر وهم نسمة ريح؟ فلا يبقى لشعب الله إلاّ أن يستسلم بكلّيته إلى ربّه وينتظر منه بركته. كما يطلب منه أن يردّ "البركة" إلى الله. يبارك اسمه. وهكذا بدا مز 135 تمتمة خدّام المعبد طوال ساعات نهارهم.

عظيم أنت يا ربّ، وقدوس من أجل جميع أجيالنا
البهاء يسير أمام وجهك، وخلفك عجيج المياه الغزيرة
الرحمة والحق حولك، والعدل والانصاف أساس عرشك.

أنت فصلت النور عن الظلمة، وأنهضت الصباح بمعرفة من قلبك
رأى الملائكة ما فعلت فهللوا، عرّفتهم ما كانوا يجهلون فسبّحوك
أنت تكلل الجبال بالغلال، وتعطي كل كائن طعامه
رأى الناس ما فعلت فهلّلوا، عرّفتهم صنائع يديك فسبّحوك.

مبارك أنت أيها الربّ الإله، صنعت الأرض وصوّرتها بقدرتك
مبارك أنت يا ربّ، أسّست الكون بحكمتك وبسطت السماء بفهمك
من خزائنك تخرج الرياح فنهب، ومن علاليك ترسل الرعود مطراً
ترسل الغيوم من أقاصي الأرض، فتنصبّ علينا وتفيض خيراً
مبارك أنت يا الله، مبارك أبد الدهر.

هللوا لاسم الرب، هللوا يا عباد الربّ
الواقفين في بيت الربّ، في ديار بيت إلهنا
هللوا للرب لأنه صالح، رنّموا لاسمه لأنه ينعم علينا
أختار يعقوب له، اختار له شعباً خاصاً به.

أودّ أن أنشد لك نشيدي، أن أهلّل لاسمك يا رب
ولكنني ضعيف حين أكون وحدي، لهذا أدعو عبادك
أدخل إلى بيتك، أقيم في ديارك، وأطلب معونة القائمين أمامك
أشيد باسمك بين اخوتي، أهلّل لك وسط الجماعة
أدعو اتقياءك ليسبحوك، أدعو خائفيك ليمجّدوك.

ليكن اسمك مباركاً من الآن وإلى الأبد، ليكن اسمك مقدساً
ليكن اسمك مسبحاً من مشرق الشمس إلى مغربها
وليتعال مجدك على جميع الأمم، لأن لا إله مثلك
ليتعال فوق كل السماوات وليبارك، يا إله الالهة وربّ الأرباب.

أهلل لك يا ربّ لأنك صالح، ولأن إلى الأبد رحمتك
أهلل لك يا صانع السماوات والنيرات العظام، فما أعظم صنائعك
أهلل لك يا خالق الشمس والقمر والكواكب،
أهلل لك يا من تفصل الليل عن النهار
أهلل لك يا صانع المعجزات العظام، فلا حدّ لقدرتك
أهلل لك وأحمدك يا إله السماوات، فإن إلى الابد رحمتك.

أرنّم لاسمك أيها الربّ العلي، وأعزف لك بالعود والكنارة
أرنّم لاسمك بين الأمم، وأرتل لك في الشعوب، لأن رحمتك عظمت علينا
أرنم لك يا من أنت حصني وملجأي، وألتمس عونك في ساعة ضيقي
أرنّم لك ما دمت حياً، أنشد لك، وأرجو أن يلذّ لك نشيدي
أرنّم لك ترنيماً جديداً، ترنيم المخلّصين الذين اخترتهم ليكونوا لك شعباً خاصاً.

كل ما شاء الربّ صنع في السماوات وعلى الأرض
كل ما شاء الربّ صنع في البحار وجميع اللجج
يُصعد السحاب من أقاصي الأرض، يصنع البروق للمطر
ويخرج الريح من مخابئها.

نمدحك يا ربّ، والمديح لا يزيدك شيئاً يا من أنت فوق كل مديح
نمدحك لأنك الإله الخيّر والرحوم، فنكسب من لدنك خيراً ورحمة
نمدح اسمك الحلو العذب، نمدحك يا إله الحنان والمحبّة.

أنت إله صالح، وبك صارت كل الخلائق صالحة، لأنها تنبع من صلاحك
أنت الصلاح بالذات، فعلّمني أن أكتشفك في كل ما هو صالح في الكون
أنت الإله العليّ الرهيب، وعظمتك فوق ممالك الأرض
أنت الرب الجدير بكل تسبيح، العزيز في مقدسك والمجيد في أعمالك.

قدوتك عظيمة وخلاّقة، واهتمامك بكل ما في الكون معروف
السماء والارض منك، الهواء والعاصفة والمطر من عندك
كل شيء منك وإليك يعود، وهو يأتمر بأوامرك
أنت سيّد كل الأشياء، وبيدك تقودها، فلا تتحرّك إلاّ إذا سمحت لها
أنت أب لكل البشر، ولا تسقط شعرة من رؤوسنا إلاّ وتعلم بها.

ما تشاء تصنعه في السماوات وعلى الأرض
تجعل الأرض خصبة وتمنحها الغلال الوفيرة
تجعل الكون موضع سكن الانسان، وتريه معجزاتك وأي معجزات
بصوتك تجمع المياه في السماء، بصوتك تنشىء السحب في الأفق البعيد
بأمرك تحدث البروق المطر، بأمرك تخرج الرياح
فما أعظمك يا الله أنت الذي خلقت في البدء وما زلت تحفظ الخليقة في الوجود.

الربّ ضرب أبكار مصر، الابكار من الناس والبهائم
أرسل آيات ومعجزات على فرعون وجميع عبيده
ضرب أمماً كثيرة وقتل الملوك العظام
اسمك يا ربّ إلى الابد وإلى جيل وجيل ذكراك
الربّ يحفظ حق شعبه، الربّ يرأف بعباده.

أنشد عظمتَك شعبُك في العهد القديم، وتذكّروا آياتك ومعجزاتك
تذكّروا آياتك في مصر، ومعجزاتك في الصحراء، وعونك في أرض كنعان
كانوا ضعفاء فقوّيتهم، كانوا مشتّتين فجمعتهم، كانوا غرباء فأسكنتهم في أرضك
لهذا اشتهر اسمك وذاع صيتك، فوقعت الرهبة في قلوب الشعوب أجمعين.

وكم تنشد عظمتك كنيستك، التي هي شعبك في العهد الجديد
هي تتذكّر الخلاص الذي تمّ لها، وتعيش كل يوم من آياتك وعجائبك
ما تركت لها أعداء ظاهرين، بل أعداء خفيّين يريدون الهلاك للمؤمنين
كنيستك تمثّل شعوب الأرض كلها
كنيستك ترجو أن تصل كلمتك إلى أقاصي المسكونة وأعمالك إلى أصقاع الأرض
كنيستك مضطهدة احفظ حقها ودافع عنها
كنيستك متألّمة فارأف بها وتحنّن عليها.

أرباب الأمم فضة وذهب، وهي من صنع أيدي البشر
لها أفواه ولا تنطق، لها عيون ولا ترى
لها آذان ولا تسمع، وما في أفواهها نسمة حياة
مثلها يكون صانعوها، مثلها المتكلون عليها.

أرباب الأمم أوثان من فضة وذهب، كذا كان في القديم
وآلهة الناس اليوم أشخاص من لحم ودم
عباد السلطات كثيرون، والباحثون عن آلهة على الأرض لا يُحصون.

إنسان اليوم كإنسان الماضي، يبحث عن آلهة يراها بعينيه ويلمسها بيديه
إنسان اليوم يتجمّد في الحجر، ولا يرتفع إلى مستوى الإيمان
لهذا فهو كأصنامه: لا يرى ولا يسمع ولا يفهم، بل زالت منه الحياة.

أما نحن فلا نعبد إلاك، أيها الآب والابن والروح القدس
فلا نريد أن نكون مع عباد الأوثان الذين لا يرثون ملكوت السماء
ولا نريد أن ننخدع بباطل القول، فنكون شركاء في أعمال الظلمة العميقة
هم يسيرون في الظلام، ونحن نريد أن نسير في النور، أن نكون فيك نوراً يا رب.

يا بيت إسرائيل باركوا الربّ، يا بيت هرون باركوا الربّ
يا بيت لاوي باركوا الربّ، يا خائفي الربّ باركوا الربّ
تبارك الربّ من صهيون، تبارك الساكن في أورشليم.

نباركك يا ربّ على ما فعلت، والبركة حقّ من حقوقنا، وواجب من واجباتنا
نباركك يا من اخترتنا وعلّمتنا مخافتك، يا من اخترتنا لخدمة مذابحك
نحن بنو هرون الجدد، نحن بنو لاوي الجدد
نحن لك نسل مختار وكهنوت ملكيّ وأمة مقدّسة دعوتها إلى نورك العجيب
نحن لك شعب اصطفيته يا الله ليشيد بآياتك مدى الدهر.

تباركت يا ربّ من صهيون، تباركتَ في أورشليم، وتباركتَ في كنيستك
قرباننا سر البركة والشكر، إياك نبارك، إياك نشكر، ولك نسجد
ذبيحتنا ذبيحة الحمد كل حين نرفعها إليك مع ابنك يسوع
صلاتنا، أعمالنا تباركك، أتعابنا أفراحنا أحزاننا تمجّدك
فكن مباركاً وممجداً يا رب من الآن وإلى الأبد.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM