خاتمة

خاتمة

وهكذا تنتهي مسيرتنا مع الضدين مرقس. عرف يسوعَ من خلال فم بطرس وشهادته. سمع عن يسوع في الجماعة التي عاش فيها، سواء أقامت في فلسطين أو في رومة. فهذه الجماعة، وجماعتنا أيضاً، سارت مسيرة جعلتها في النهاية تكتشف يسوع. في البداية رأى التلاميذ أعمال يسوع فتوقّفوا عندها وقالوا: ما هذا؟ وبعد تهدئة العاصفة، تجاوزوا الأعمال ليصلوا إلى الشخص الذي قام بهذه الأعمال. تساءلوا: من هو هذا؟ وسيطرح عليهم يسوع السؤال الذي يفرض عليهم الجواب الشخصي: من أنا؟ أعلن بطرس باسم رفاقه أن يسوع هو المسيح، هو ذاك الذي أرسله الله لكي يخلّص البشر. ولكن هذا المسيح سيكون مسيحاً متألماً وسوف ننتظر ساعة الصليب لنتعرّف إليه حقّاً: إنه ابن الله.
هذه هي المسيرة التي دعانا إليها القديس مرقس. أن نكتشف يسوع شخصاً حيّاً عاش بيننا في التاريخ. بل أن نكتشفه أيضاً إلهاً يبقى معنا إلى نهاية الأزمنة ويرسلنا إلى الخلق أجمع.
أجل. لا يزال يسوع حاضراً في العالم. والكنيسة هي امتداد حضوره. بل كل واحد منّا يدلّ على المسيح. سيأتي العالم ويقول لنا ما قاله اليونانيون لفيلبّس وأندراوس (يو 12: 20- 22): "نريد أن نرى يسوع". فيا ليت الناس يرون أعمالنا وأقوالنا وحياتنا فيكتشفون يسوع. والويل لنا إن جعلنا الناس يستهينون بيسوع، يجدّفون على اسم يسوع بسببنا (روم 2: 24).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM