قال إنَّ الله أبوه

 

قال إنَّ الله أبوه     

 

ما إن نتلفَّظ باسم الآب حتَّى نفكّر بالابن. وحين نسمّي الابن، نفكّر حالاً بالآب. إذا كان هناك من أب، يجب أن نفهم أبا ابن. وإن كان من ابن، يجب أن نفهم ابنَ أبٍ. إذًا، لكي نتجنَّب أنَّنا، على أثر هذا القول: "أؤمن بإله واحد، الآب القادر خالق السماء والأرض، والمسكونة المنظورة واللامنظورة". وإذ نسمع إضافة أيضًا: "وبربّ واحد يسوع المسيح". يصل إنسان ويبلغ إلى هذا الظنّ، لأنَّ الوحيد المولود لا يأتي. حسب النظام، إلاَّ بعد السماء والأرض، لكي نتجنَّب هذا، وقبل أن نُقرّ باسميهما الخاصَّين سمَّينا الله "الآب". هكذا في اللحظة عينها حين نفكّر بالآب، نفكّر بالابن أيضًا. ما من شيء موجود يقف بين الآب والابن.

لا شكّ، في معنى واسع جدًّا، الله هو أبو جمهور الكائنات. ولكن بالطبيعة وبالواقع، هو أبو الابن الوحيد وحده والمولود الوحيد، ربّنا يسوع المسيح هو أبٌ وما احتاج أن يستعمل الزمن. ولكن لأنَّه موجود منذ الأزل كأبٍ للوحيد المولود، فهو ما بدأ بأن يكون بلا ولد، ثمَّ بعد ذلك وعلى أثر تبديل في القرار أضحى أبًا. ولكن قبل كلِّ جوهر وقبل كلِّ إدراك، قبل الزمن وقبل الدهور كلِّها، يمتلك الله كرامة الأبوَّة وهو يُسمَّى باسمها قبل سائر الكرامات كلِّها.

القدّيس كيرلُّس الأورشليميّ

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM