المرجانة وملكوت السماء

 

 

المرجانة وملكوت السماء

 

1      في يوم من الأيّام، مرجانةً

أخذتُ، يا إخوتي، رأيت فيها

أسرار بني الملكوت، الصور والأنماط

لهذه العظمة. كانت لي ينبوعًا

فشربتُ منها أسرار الابن.

الردّة   مبارك من مثّل ملكوت السماء بالمرجانة.

2      وضعتُها، يا إخوتي، في راحة يدي

لكي أتأمّل فيها. رحتُ أنظر إليها

من جانب واحد. لها وجوه

من كلّ جانب. تبصّص في الابن

الذي لا يُدرك، لأنّه نور كلّه.

3      في صفائها هذا نظرت إلى الصافي (= الله)

الذي لا يفسد. وفي نقاوتها

سرٌّ عظيم. جسد ربّنا

الذي يطهّرنا. في لا انقسامها

نظرت إلى الحقيقة التي لا تنقسم.

4      هي مريم الذي رأيتها هناك

وحبلُها النقيّ. هي الكنيسة

والابن في داخلها شبه الغمام

الذي حملته وسرّ السماء

الذي خرج منها ضياء جميلاً.

5      نظرتُ فيها علاماته وانتصاراته

وتكاليله. نظرت مساعدته

والفائدة منه وخفاياه

وجلاياه. كانت لي أكبر

من السفينة التي صغتُ فيها.

6      نظرتُ فيها مدى لا ظلّ فيها

لأنّها بنت الشمس هي. رموز ناطقة

بلا لسان. غمغمة أسرار

بلا شفاه وكنّارة صمت

بلا صوت، تهب الأناشيد.

7      نفخة بوق، همسة رعد

لا تتجرّأ. أترك الخفايا،

خذ الجلايا رأيت في الصحوٍ السماء الصافية

مطرًا آخر. غدير لأذنيّ

كما من السحاب المليء بالتفاسير.

8      ومثل هذا المنّ الذي هو وحده

مالئ الشعب مكان الأطعمة

بطعمها ومذاقها. وامتلأت لي أيضًا

المرجانة مكان الأنصار

وقراءاتها وشروحها.

9      وسألت: هل لك بعدُ

أسرار أخرى؟ لا فم لها

لأسمع منها، ولا أذنين

لتسمع منّي. يا من لا حواسّ لها

حواسًا جديدة اقتنيتُ بقربها.

10     أجابت وقالت لي: بنتُ البحر

أنا ولا حدود لي. وهذا البحر

الذي صعدتُ منه أعظم من كنز

الأسرار الذي في حضني. بُصَّ في البحر

وفي سيّد البحر. لا تبصّ.

11     رأيت غائصين ينزلون ورائي

وهم يرتعدون. ومن جوف اليمّ

إلى اليبس يعودون. برهة صغيرة

ما تحمّلوا. من يحدّق

ويبصّ في عمق اللاهوت!

12     أمواج الابن المليئة بالمعونات

مع انحسارات. أما رأيت

أمواج البحر إن تمرّ فيه

السفينة حطّمتها وإن جارته

وما عصت، حُفظت.

13     في البحر اختنق المصريّون كلّهم

وما تعقّبوا. وبدون تبصّص

في اليبس ابتُلع العبرانيّون أيضًا

فكيف تحيون (تنجون) وأهل سدوم

في النار لفحوا فكيف تظفرون.

14     في هذه الأحوال، الأسماك في البحر

تحرّك نحونا. أقلب حجر

هو لكم. تقرأون هذه

وفي هذه تضلّون فالخوف عظيم

إن صمت الإله العادل.

15     امتزج البحث مع الشكران

فأيّهما يغلب؟ عطرُ السبح

وتعقّب (الله) من اللسان.

فإلى من ننصت؟ البحث والصلاة

من الفم الواحد، فأيًّا نسمع؟

16     ثلاثة أيّام جارًا في البحر

كان لنا يونان تحرّكت الوحوش

في جوف البحر. فمن يهرب

من الله؟ هرب يونان

وأنتم تسعون وتتعقّبون![1]

 

 

 


[1] أناشيد الإيمان، 81، المرجانة، القصيدة الأولى.

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM