القسم الأوّل: تمهيدٌ لأخبارِ المكّابيِّن

القسم الأوّل
تمهيدٌ لأخبارِ المكّابيِّن
ف 1- 2

أبرزنا في المُقدّمة، أقسام 1 مك الأربعة: فبعد تمهيد يمتدّ على فصلين (ف 1-2)، يتحدّث الكاتب عن يهوذا المكّابي (3: 1- 9: 22)، ثمّ عن يُوناتان (9: 23- 12: 53)، وأخيرًا عن سمعان (ف 13-16). يبدو القِسم الأوّل تمهيدًا في جزئين. في الجزء الأوّل (ف 1)، نجد الأشرار، وفي الجُزء الثاني (ف 2)، نجد المؤمنين. يتساءل الكاتب: لماذا بدأت الثورة؟ ويعود إلى زَمَنٍ مات فيه الإسكندر، وقسّم مملكته بينهم. وما عتمت المدنيّة الهلِينيّة أن دخلت إلى فلسطين، مع الملوك السُلوقيين بعاصمتهم أنطاكية. وكان شرّ هؤلاء الملوك أنطيوخس الرابع أبيفانيوس، الذي بدأ فسَلَب الهيكل، ثمّ المدينة المُقدّسة، وفرض شعائر العبادة الوثنيّة على البلاد. غير أنّ كثيرين صمدوا أمام ضغوطه، وفضّلوا الموت على الحياة.
وهكذا بدأت الثورة مع متتيا. فبعد أن يُحدّثنا الكاتب عن متتيا وأبنائه، يُصوّر لنا احتفالاً دينيًا: رثاء أورشليم، بعد ما حلّ بها ما حلّ. وأراد الحاكم أن يُغري متتيا، ليُقدّم الذبيحة، فرفض، بل قتَل يهوديًا أراد أن يُقدّم الذبيحة، وصاح: "على من يتمسّك بالشريعة، ويُحافظ على عهد الله أن يتبعني". وهرب هو وبنوه إلى الجبال، وتركوا كلّ ما يملكونه في المدينة.
وبدأت المُقاومة كما نظّمها متتيا. ولما جاءت ساعة موته، دعا بنيه إلى مُواصلة الِكفاح، من أجل الربّ، ومن أجل شريعته

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM