وصيّة لاوي ثالث أبناء يعقوب وليئة
المطلع
1 (1) نسخة أقوال لاوي. كل ما أوصى به أبناءه بالنظر إلى ما سيفعلون وما يجب أن يحصل حتى يوم الدينونة. (2) كان بعدُ في صحّة وعافية حين دعاهم إليه. فقد كُشف له قربُ موته. ولما اجتمعوا قال لهم:
رؤية لاوي
2 (1) أنا لاوي حُبل بي في حرّان حيث وُلدت. وجئت مع أبي إلى شكيم. (2) كنت شاباً، ابن عشرين سنة تقريباً، حين انتقمت لاختنا دينة من حمور مع شمعون. (3) كنا نحرس القطعان في آبل مييم، فحلّ روحُ فهْم الرب عليّ، فرأيت أن جميع البشر يُفسدون طرقَهم، وأن الجور يبني له الاسوار، وأن الشر مقيم على الابراج.
صلاة لاوي
(أ) حينئذ غسلت ثيابي،
وطهّرتها بماء نقيّ؛
(ب) اغتسلتُ كلي في مياه جارية،
وجعلت كلَّ أعمالي مستقيمة.
(ج) حينئذ رفعت عينيّ ووجهي إلى السماء،
وفتحت فمي وتكلّمت.
(د) أصابع يدي وذراعي
مددتها في الحقيقة إلى القديسين.
وصلّيت فقلت:
(هـ) "أيها الرب العارف بالقلوب
وبكل حسابات الأفكار،
أنت وحدك تفهمها.
(و) والآن أبنائي هم معي.
فأعطني جميع طرق الحقّ.
(ز) أبعد عني يا رب روح الجور وفكر الشرّ،
والفجور والكبرياء حوّلهما عني.
(ح) أرني الروح القدس، أيها السيّد،
وأعطني المشورة والحكمة،
والمعرفة والقوّة،
(ط) لأفعل ما يرضيك،
وأجد حظوة أمامك،
وامتدح أقوالاً توجّهها إليّ يا رب.
(ي) لا يكن للشيطان سلطة عليّ،
فيُضلّني بعيداً عن طريقك.
(ك) إرحمني وقرّبني إليك،
فأكون خادمك،
وأقوم بخدمتي خير قيام.
(ل) ليُحط بي سورُ سلامك،
ولتمنحني قدرتُك الحماية من كل شرّ.
(م) ...
وامحُ الشرّ من تحت السماء،
وأزل الشرّ من على وجه الأرض.
(ن) طهّر قلبي من كل نجاسة، يا سيّد
فأرتفع إليك.
(س) لا تمل وجهك عن ابن عبدك يعقوب،
فأنت يا رب باركت
ابراهيم أبيه وسارة أمّه.
(ع) قلتَ: تعطيهما
نسل البرّ، النسل المبارك إلى الأبد.
(ف) فاستجب صلاة عبدك لاوي،
فيقدر أن يكون بقربك.
(ص) وامنحني أقوالك
لكي أحكم حكم الحقّ إلى الأبد،
أنا وأبنائي إلى جميع أجيال الدهور.
(ق) ولا ترذل ابن عبدك بعيداً عن وجهك جميع أيام الأبد".
وتابعت صلاتي صامتاً.
(4) وبكيتُ على نسل بني البشر، وصلّيت إلى الرب ليخلّصني. (5) وحين سقط الرقاد عليّ، رأيت جبلاً عالياً وجدت نفسي فوقه. (6) فانفتحت السماوات وقال لي ملاك الرب: "لاوي، لاوي، أدخل"!
السماوات السبع
(7) عبرت من السماء الاولى إلى الثانية، ورأيت هناك ماء معلّقاً بين سماوين. (8) ثم رأيت سماء ثالثة أكثر ضياء وأكثر نوراً من السماوين الاوليين، لأن ارتفاعها كان لا يُحدّ. (9) فقلت للملاك: "لماذا هذا هكذا"؟ فأجابني الملاك: "لا تدهش من شيء: سوف ترى أربع سماوات أخرى أكثر ضياء بحيث لا يقابلها شيء".
(10) حين تصعد في هذه السماوات،
تقف قريباً من الرب،
تكون خادمه،
وتعلن أسراره للبشر،
وتخبر عن الذي ينجّي اسرائيل.
(11) بك وييهوذا يُرى الله للبشر،
فيخلّص بنفسه كل نسل البشر.
(12) تعيش من ميراث الربّ،
فيكون لك الحقل والكرم،
والغلّة والذهب والفضّة.
3 (1) "فاسمع ما يخص السبع سماوات. الدنيا هي الأكثر ظلمة، لأنها ترى كل جور البشر. (2) الثانية تحتوي النار والثلج والجليد المهيّأ ليوم الدينونة في عدالة الله المستقيمة. هناك تُوجد أرواح العقابات وممارسة الانتقام في الاشرار. (3) في السماء الثالثة توجد فرقُ المخيّمات المكوّنة لتنتقم، في يوم الدينونة، من أرواح الضلال وبليعار. فالذين يُوجدون في السماء الرابعة، فوق السماوات الأخرى، هم القدّيسون. (4) ففي التي هي فوق الجميع يُقيم المجدُ العظيم، في قدس الاقداس، فوق كل قداسة. (5) في السماء التالية، يقف ملائكة وجه الربّ الذين يخدمون ويتشفّعون إلى الرب من أجل كل خطايا الجهل (التي اقترفها) الأبرار. (6) يقدّمون للرب عطراً ذات رائحة طيّبة، وذبيحة الكلمة لا ذبيحة دمويّة. (7) في السماء التي تحتها يقف الملائكة الذين يحملون أجوبة لملائكة وجه الرب. (8) في السماء التالية يقف العروش والقوّات. هناك تقدّم المدائحُ لله على الدوام. (9) إذن، حين يُلقي الرب نظره علينا، نرتجف كلنا، وتهتزّ الأرض والغمار في حضرة عظمته. (10) وأبناء البشر لا يبالون بهذا، بل يستمرّون في الخطيئة وإغضاب العليّ".
نهاية العالم
4 (1) فاعلموا الآن أن الربّ يُنفِّذ الدينونة في أبناء البشر.
فالصخور تتشقّق،
والشمس تنطفئ،
والمياه تنضب،
والنار تموت،
وتتزعزع الخليقة كلها،
والارواح اللامنظورة تحترق،
والشيول تُجرّدُ حين يعذّبها العليّ.
والناس الذين لا يؤمنون،
يستمرّون في شرورهم.
لهذا يدانون دينونة قاسية.
(2) ولكن الرب استجاب صلاتك،
ففصلك عن الجور (= اللابرّ) وجعلك له ابناً،
وعبداً وخادماً لوجهه.
(3) (جعلك) نور المعرفة،
فتشعّ في يعقوب،
وتكون مثل الشمس،
لكل نسل اسرائيل.
(4) تُعطى لك بركة،
ولجميع نسلك،
إلى أن يفتقد الرب كل الأمم
بأحشاء ابنه إلى الأبد.
ولكن أولادك يرفعون أيديهم عليه ليصلبوه.
(5) لهذا أعطيت لك المشورة والفهم،
لتعلّم أبناءك ما يخصّهم.
(6) فالذين يباركونه يبارَكون،
والذين يلعنونه يهلكون.
رؤية لاوي أيضاً
5 (1) عندئذ فتح لي الملاك أبواب السماء، فرأيت الهيكل المقدّس، والعليَّ على عرش المجد.
(2) فقال لي: "لاوي، لك أعطيتُ بركات الكهنوت إلى أن آتي وأقيم وسط اسرائيل". (3) حينئذ أنزلني الملاك على الأرض، وأعطاني ترساً وسيفاً وقال لي: "انتقم لدينة اختك من شكيم، وأنا أكون معك لأن الرب أرسلني". (4) فقتلتُ في ذلك الوقت أبناء حمور كما كُتب في الألواح السماويّة. (5) وقلت له: "أرجوك يا سيّد، عرّفني اسمك لاستطيع أن أدعوه في يوم الضيق". فأجاب: "أنا الملاك الذي يتشفّع لشعب اسرائيل، بحيث لا يصاب بضربة قاتلة، لأن جميع الأرواح الشرّيرة تهجم عليه". (7) بعد ذلك، استيقظتُ وباركت العليّ، و(باركت) الملاك الذي يتشفّع لشعب اسرائيل ولجميع الابرار.
6 (1) ولما ذهبتُ إلى أبي، رأيت ترساً من نحاس (لهذا يُسمّى هذا الجبل اسبيس. هو قريب من جِبَل شرقيّ أبيلا). (2) وحفظت هذه الاقوال في قلبي.
تدمير شكيم
(3) بعد ذلك، أشرتُ إلى أبي وأخي أن يقولا لأبناء حمور بأن لا يختتنوا. لأني امتلأت غضباً من الرجس الذي فعلوه لأختي. (4) بدأت فقتلت شكيم، وقتل شمعون حمور. (5) بعد ذلك، جاء اخوتي، وقتلوا (أهل) هذه المدينة بحدّ السيف. (6) علم أبي بذلك، فغضب وحزن، لأنهم قُتلوا مع أنهم قبلوا الختان، وفي مباركاته تركَنا جانياً.
(7) خطئنا حين فعلنا هذا ضدّ إرادته. ولهذا، مرض في ذلك اليوم. (8) أمّا أنا فرأيت أن قرار الله يؤول إلى الحكم على شكيم، لأنهم أرادوا أن يفعلوا بسارة ورفقة ما فعلوه بدينة اختنا. ولكن الرب منعهم. (9) اضطهدوا ابراهيم أبانا حيث كان غريباً، وناوشوا قطعانه ساعة كانت النعاج حاملات، وأساؤوا معاملة يميليس خادمه. (10) هذا ما عملوه مع الغرباء: أخذوا نساءهم بالقوّة وطردوهم. (11) ولكن غضبَ الربّ ضربهم إلى الأبد.
7 (1) فقلت لأبي يعقوب: "سيستعملك الربّ لكي يذلّ الكنعانيين، ويعطيك أرضهم لك ولنسلك من بعدك. (2) فمنذ اليوم تسمّى شكيم "مدينة الأغبياء"، لأننا هزئنا بها كما يُهزأ بالمجانين. (3) فقد اقترفوا جنوناً في اسرائيل حين دنّسوا اختنا". (4) وانطلقنا ومضينا إلى بيت إيل.
رؤية لاوي الثانية
8 (1) ورأيت رؤية أخرى تشبه الاولى، بعد أن عشنا في هذا المكان سبعين يوماً. رأيت سبعة رجال بلباس أبيض يقولون لي: "قم وارتدِ ثوب الكهنوت، واكليلَ البرّ، وصدريّة الفهم، وقميص الحقّ، وشارة الايمان، وتاج المعجزة، وأفود النبوءة". (3) ووضع عليّ كل من هؤلاء الرجال ما كُلّف به وقال: "منذ الآن كُن كاهن الرب، أنت ونسلك، إلى الأبد". (4) مسحني الأول بزيت القدس وأعطاني صولجان القضاء. (5) وغسلني الثاني بمياه طاهرة وأطعمني الخبز والخمر، هذين الطعامين المقدّسين تقديساً، وألبساني ثوب القداسة والمجد. (6) وألبسني الثالث ثوب كتان شبيه بالأفود. (7) وجعل عليّ الرابع حزاماً شبيهاً بالارجوان. (8) وأعطاني الخامس غصن زيتون مليء بالماوية. (9) ووضع السادس إكليلاً على رأسي. (10) ووضع السابع تاج الكهنوت، وملأ يديّ بخوراً لكي أقدر أن أكون كاهن الرب الاله. (11) وقالوا لي: "يا لاوي، سينقسم نسلك ثلاثة رؤوس للدلالة على مجد الرب الآتي. (12) النصيب الأول يكون عظيماً ولن يكون آخر فوقه. (13) الثاني يكون في الفردوس. (14) والثالث يُدعى باسم جديد، لأنه سيقوم مثل ملك من يهوذا ويمارس كهنوتاً جديداً على طريقة الأمم من أجل جميع الأمم. (15) يكون مجيئه عزيزاً كمجيء نبيّ العلي الذي خرج من نسل ابراهيم أبينا.
(16) كل مشتهى اسرائيل يخصّك أنت ونسلك.
تأكلون كل ثمرة حلوة المنظر،
ونسلك يشارك في مائدة الربّ.
(17) بينهم يكون كهنة وقضاة وكتبة،
وبقرارهم يؤخذ ما هو مقدّس".
(18) حين استيقظت فهمت أن هذا الحلم كان شبيهاً بالاول. (19) فاخفيته في قلبي ولم أخبر به أحداً على الأرض.
تعليمات حول الذبائح
9 (1) بعد يومين، صعدتُ أنا ويهوذا مع أبينا يعقوب إلى اسحاق جدّنا. (2) فأعطانا أبو أبينا بركات موافقة للرؤى التي رأيتها، ولكنه ما أراد أن يجيء معنا إلى بيت إيل. (3) وإذ كنّا في الطريق إلى بيت إيل، رأى أبي رؤية تخصّني: سأكون كاهنهم لدى الله. (4) ولما قام في الصباح الباكر رفع بين يديّ عُشر كل ما يملك للربّ. (5) ثم مضينا إلى حبرون لنقيم هناك. وكان اسحاق يدعوني دوماً ليذكّرني بشريعة الربّ كما عرضها عليّ الملاك. (6) علّمني الشريعة المتعلّقة بالكهنوت والذبائح والمحرقات والبواكير والتقدمات الطوعيّة وذبائح السلامة. وكان كل يوم يعلّمني باهتمام ويقول لي: "إحذر روح الفجور، فهو لا يفلتك ويدنِّس المعبد بواسطة نسلك. (10) ما دمت شاباً، تزوّج امرأة لا عيب فيها ولا دنس، (امرأة) لا تنتمي إلى نسل غريب أو إلى الأمم. (11) قبل أن تدخل إلى المعبد، اغتسل. وحين تنتهي من الذبيحة اغتسل أيضاً. (12) قدّم للرب ذبيحة من اثنتي عشرة شجرة لا تسقط أوراقها، كما علّمني أبي ابراهيم. (14) قدّم ذبيحة للرب من كل حيوان طاهر ومن كل طير طاهر. (15) من كل بواكيرك وخمرك، قدّم أولها ذبيحة للرب. وضَعِ الملح على كل ذبيحة".
تحريضات وإنباءات
10 (1) والآن فاحفظوا ما آمركم به، يا أبنائي، لأني أعلّمكم كل ما تعلّمته من آبائي.
(2) أنا بريء من شرّكم ومن كل دنس تقترفونه في انقضاء الدهور على مخلّص العالم، فتُضلّون اسرائيل وتجلبون عليه مصائب كبرى من عند الربّ. (3) ستقترفون آثاماً في إسرائيل بحيث لا يعود (الرب) يحتمل اسرائيل بسبب شرّكم. وحجاب الهيكل سيتمزّق لئلاّ يخفي فحشكم. (4) تتشتتون وسط الأمم، وتصيرون هناك موضوع عار وموضوع لعنة. (5) فالبيت الذي يختاره الربّ يُسمّى أورشليم كما يقول كتاب أخنوخ البار.
خبر لاوي
11 (1) إذن، حين تزوّجت امرأة كان عمري 28 سنة. كان اسمها ملكة. (2) ولما حبلتْ، وضعت ابناً وسمته جرشوم لأننا كنا في أرض غريبة. (3) ولكنني رأيت أنه ليس في الدرجة الأولى. (4) ووُلد قهات وأنا في الخامسة والثلاثين عند شروق الشمس. (5) رأيت في رؤية أنه سيقف عالياً في وسط كل "الجماعة". (6) لهذا سمّيته قهات، وهذا يعني بداية الجلال والتعليم. (7) وأعطتني (امرأتي) ابناً ثالثاً، مراري، في الاربعين من عمري. وبما أن والدته وضعته بصعوبة، سمّيته مراري، وهذا يعني "مرارتي". (8) ووُلدت يوكابد في مصر، وأنا في الرابعة والستين لأني كنت "مجيداً" بين إخوتي.
12 (1) اتخذ جرشوم امرأة، فأعطته لبني وشمعي. (2) ووُلد لقهات عمرام ويصهار وحبرون وعزيئيل. (3) ووُلد لمراري محلي وموشي. (4) وفي الرابعة والتسعين من عمري، تزوّج عمرام ابنتي يوكابد، لأن الاثنين وُلدا في ذات اليوم. (5) كنت ابن ثماني سنوات حين دخلتُ إلى أرض كنعان، وابن ثماني عشرة سنة حين دمّرت شكيم، وابن ثمانٍ وعشرين حين اتخذت زوجة، وابن اربعين جن دخلت إلى مصر. (6) وها انتم، يا أبنائي، الجيل الثالث. (7) مات يوسف وأنا في السنة 118 من عمري.
اقتناء الحكمة
13 (1) والآن، يا أبنائي، هذا ما آمركم به:
خافوا الرب الهكم من كل قلبكم،
واسلكوا في البساطة بحسب كل شريعته.
(2) تعلّموا أنتم أيضاً أن تتلوها على أبنائكم،
ليكون لهم الفهم في كل حياتهم،
ويتلوا على الدوام شريعة الله.
(3) فمن عرف شريعة الله يُجلّ،
ولا يكون غريباً أينما ذهب.
(4) يقتني عدداً من الاصدقاء مع الأقارب،
ويرغب عددٌ من الناس في خدمته،
والاستماع إلى الشريعة من فمه.
(5) فمارسوا، يا أبنائي، البرّ على الأرض
لتجدوه في السماء.
(6) إزرعوا الخير في نفوسكم
فتجدوه في حياتكم.
وأما إذا الشرّ زرعتم
فلا تحصدون إلا البلبلة والعذاب.
(7) إقتنوا الحكمة في مخافة الله.
فإن فاجأكم الأسر
واجتاحوا المدن والقرى
وضاع الذهب والفضّة وكل خير،
فحكمة الحكيم لا أحد يأخذها
سوى عمى الكفر وتصلّب الخطيئة.
(8) وإن حذر انسان أعمال الشرّ هذه،
شعّت حكمته حتى في وسط أعدائه.
في أرض غريبة يجد وطناً،
وعند العدو يُحسب صديقاً.
(9) من تعلّم هذا ومارسه،
جلس على عرش مع الملوك
مثل يوسف أخي.
تحريضات أخرى وانباءات
14 (1) أما أنا، يا أبنائي، فأعرف أنكم في نهاية الدهور، ستقترفون الشرور على الرب، وترفعون يدكم عليه خبثاً. وتصيرون موضع هزء وسط جميع الأمم. (2) ولكن أبانا اسرائيل طاهر (بريء) من شرّ عظماء الكهنة الذين سيرفعون أيديهم على مخلّص العالم. (3) فالسماء أطهر من الأرض. وأنتم أيضاً، يا مشاعل اسرائيل، كونوا أطهر من الأمم. (4) ولكن إن غرقتم في ظلام الكفر، فماذا تفعل الأمم العائشة في العمى؟ فتجلبون اللعنة على ذرّيتنا، لأن نور الشريعة الذي أعطي لينير كل انسان، تحاولون أن تلغوه، معلّمين وصايا مغايرة لأحكام الله. (5) تسرقون التقادم المهداة للرب، وتسلبون أفضل حصصه لتأكلوها بوقاحة مع الزواني. (6) تعلّمون الوصايا متوخّين الطمع. وتدنّسون النساء المتزوّجات، وتنجّسون عذارى أورشليم، وتضاجعون الزواني والبغايا، وتتزوجون بنات الأمم مطهّرين إياهن بتطهير مغاير للشريعة، بحيث صار زواجكم مثل سدوم وعموره. (7) تتبجّحون بكهنوتكم فتقفون ضد البشر، بل ضدّ وصايا الله. (8) وتحتقرون ما هو مقدّس بهزئكم وسخريتكم.
15 (1) لهذا، فالهيكل الذي اختاره الرب سيدمَّر نتيجة نجاستكم. وأنتم تُقادون في الاسر بين جميع الأمم، (2) وتكونون لها موضع رجاسة، وتنالون العار والاحتقار الأبدي بالنظر إلى دينونة الله المستقيمة. (3) ويفرح جميعُ أعدائكم بهلاككم. (4) لو لم تُرحموا بسبب ابراهيم واسحاق ويعقوب لما بقي من نسلكم أحد على الأرض.
16 (1) والآن أعلم أنكم ستضلّون سبعين اسبوعاً، وتدنّسون الكهنوت، وتنجّسون الذبائح. (2) تتعدّون الشريعة وتحتقرون كلام الانبياء وتحرّفونه. تضطهدون الأبرار وتُبغضون الأتقياء، وتعتبرون كلام الحقّ رجاسة.
(3) والانسان الذي جدّد الشريعة بقدرة العلي، تلقّبونه بالكاذب. وفي النهاية تهجمون عليه لتقتلوه، غير عالمين أنه سينهض ويُسقط في شرّكم الدم البريء على رأسكم. (4) ولكني أقول لكم: بسببه ينجَّس معبدكم حتى الأساسات. (5) لن يبقى لكم موضع طاهر، بل تصيرون وسط الأمم موضوع لعنة، وتتشتّتون، إلى أن يفتقدكم هو من جديد ويرحمكم ويتقبّلكم بالايمان والماء.
اليوبيلات الكهنوتيّة السبعة
17 (1) وكما سمعتم حول السبعين اسبوعاً، إسمعوا أيضاً حول الكهنوت.
(2) يكون لكل يوبيل كهنوت.
في اليوبيل الأول، الممسوح الأول للكهنوت يكون عظيماً،
يكلّم اللهَ وكأنه أبوه
ويكون ملء كهنوته مع الرب.
وفي أيام فرحه، يُشرق لخلاص العالم.
(3) في اليوبيل الثاني يقدَّم الممسوح بسبب الحداد على حبيب.
يكون كهنوته مكرّماً
ويمجّده الجميع.
(4) أما الكاهن الثالث فيزول في الحزن.
(5) ويكون الرابع في (الأسى) والشجون
لأن الجور يتكدّس عليه بوفرة،
فيبغض بنو اسرائيل بعضهم بعضاً.
(6) ويزول الخامس في الظلمات.
(7) ومثله يكون السادس والسابع.
(8) في اليوبيل السابع تكون نجاسة
لا أقدر أن أقولها أمام البشر.
فالذين يقترفون هذه الجرائم يعرفونها.
(9) لهذا سيُسبون ويسلمون إلى السلب،
وتفنى أرضُهم وخيراتهم.
(10) في الاسبوع الخامس يعودون إلى أرضهم المدمّرة
ويعيدون بناء بيت الربّ.
(11) في الاسبوع السابع يأتي كهنة مشركون، زناة وجشعون، متكبّرون، أشرار، فاسدون، مضاجعو الذكور ومضاجعو الحيوان.
الكاهن الجديد
18 (1) وبعد أن يتمّ عقابهم من الربّ، يزول الكهنوت.
(2) فيقيم الربّ كاهناً جديداً
تُكشف له كلُّ أقوال الرب،
فيمارس دينونة الحقّ على الأرض خلال العديد من الأيام.
(3) يطلع كوكبه في السماء ككوكب ملك،
ويُشعّ بنور المعرفة كما الشمس في وضح النهار،
فيعظَّم في العالم كله.
(4) يُشع كما الشمس على الأرض
فيزيل كل ظلمة من تحت السماء،
ويملك السلام على الأرض كلها.
(5) في أيامه تهلّل السماء،
والأرض تفرح
والغمام يبتهج.
وتنتشر معرفة الربّ على الأرض كمياه البحار،
ويبتهج من أجله ملائكة مجد وجه الرب.
(6) تنفتح السماء،
ومن هيكل المجد يأتي عليه التقديس،
وصوت أبويّ مثل صوت ابراهيم لاسحاق.
(7) مجد العليّ يُعلن عليه،
ويحل عليه في الماء روحُ الفهم والتقديس.
(8) فهو يعطي عظمة الربّ لأبنائه في الحقّ، إلى الأبد،
ولا يخلفه أحد، من جيل إلى جيل، إلى الأبد.
(9) في كهنوته تزداد الأمم معرفة على الأرض،
وتستنير بنعمة الربّ.
أما اسرائيل فيصغر في جهله،
ويُظلم في الحِداد.
في أيام كهنوته تزول الخطيئة،
والأشرار لا يعودون يسيئون،
والابرار يرتاحون فيه.
(10) هو يفتح أبواب الفردوس،
ويبعد السيف الذي يهدّد آدم.
(11) يعطي القديسين ثمر شجرة الحياة طعاماً،
ويكون روح القداسة عليهم.
(12) بيده يقيَّد بليعار،
ويعطي أبناءه سلطاناً ليدوسوا بأرجلهم أرواح الشرّ.
(13) يفرح الرب من أجل أبنائه،
ويرضى عن محبّيه إلى الأبد.
(14) فيهلّل ابراهيم واسحاق ويعقوب،
وأنا أيضاً أفرح،
وجميع القديسين يرتدون البرّ.
تحريضات أخيرة
19 (1) "والآن، يا أبنائي، سمعتم كل هذا. يبقى عليكم أن تختاروا بين النور والظلمة، بين شريعة الرب وأعمال بليعار". (2) فأجابه أبناؤه قائلين: "نسير أمام الربّ ونسلك في شريعته". (3) فأجابهم أبوهم: "الرب شاهد، وملائكته شاهدون، وأنتم شاهدون، وأنا شاهد لما قلتم". فقال له أبناؤه: "نحن شهود".
الخاتمة
(4) وهكذا أنهى لاوي توصياته لأبنائه. ومدّ رجليه على السرير، وذهب إلى لقاء آبائه، وهو ابن 137 سنة. (5) فوضعوه في نعش، ثم دفنوه في حبرون مع ابراهيم واسحاق ويعقوب