الفصل التاسع عشر: التينة العقيمة والباعة في الهيكل

الفصل التاسع عشر
التينة العقيمة والباعة في الهيكل
11: 11- 19
في المسيحية الأولى، بحث المؤمنون في الكتب المقدّسة عن شهادات تدلّ على يسوع. ويسوع نفسه كان قد قال إن الكتب تشهد له (يو 5: 39). فإن كانت هناك كلمة من كلمات يسوع أو خبر يتلاءم مع نصّ العهد القديم، فقد عُلّم هذا الخبر أو هذه الكلمات كتفسير مسيحي للنصّ، ونقله التقليد. وهكذا نتج أمران مهمّان. الأول، توسّعت أقوال يسوع وأخباره في هذا التقليد بجانب العهد القديم. الثاني، تكوّنت تقاليد أخذت شيئاً فشيئاً شكلاً ثابتاً انتقل أقلّه إلى الأناجيل الإزائية الثلاثة.
1- بعد الدخول إلى أورشليم
إذا عدنا إلى الأناجيل الإزائية، وتوقّفنا بعد دخول يسوع إلى أورشليم، تطرح علينا بعض الأسئلة. ولكن قبل ذلك نتطلع إلى بنية متى (11: 1- 46). ومرقس (11: 1- 12: 12) ولوقا (19: 28- 20: 19) فيما يخصّ هذه المتتالية الطويلة التي تنتهي مع مثل الكرّامين القتلة.
متى مرقس لوقا
الدخول إلى أورشليم 21: 1- 9 11: 1- 10 19: 28- 38
نبوءة على دمار الهيكل - - 19: 39- 44
تطهير الهيكل 21: 10- 17 - 19: 45- 48
لعن التينة 21: 18- 19 11: 12- 14 -
تطهير الهيكل - 11: 15- 19
حوار حول التينة 21: 20- 22 11: 20- 25 -
مثل الابنين 21: 28- 32 - -
مثل الكرّامين القتلة 21: 33- 46 12: 1- 12 20: 9- 19
فبين الدخول إلى أورشليم ومثل الكرّامين الأردياء، ضمّت الأناجيل الثلاثة قاسماً مشتركاً هو تطهير الهيكل والسؤال حول سلطة يسوع (بأي سلطان تفعل هذا، مر 11: 28). ولكن الترتيب يختلف بين متّى ومرقس: تتداخل لعنة التينة والحديث حول التينة مع أمور أخرى، ولا يبدو النصّان متشابهين.
أقحم متّى هذه المادة بين تطهير الهيكل والسؤال حول سلطة يسوع. ففي يو 2: 13- 22 يبدو بوضوح أن المسألة حول السلطة تنتمي إلى تطهير الهيكل، وإن يكن الجواب على سؤال السلطة أمراً آخر. أما في بنية مرقس، فقد جعلت لعنة التينة قبل تطهير الهيكل. أما الحوار حول هذا الموضوع فقد أقحم بين تطهير الهيكل والسؤال حول السلطة!
ثم إن متى ولوقا امتلكا مواد خاصة بهما: عند لوقا نجد تقليد النبوءة عن دمار أورشليم، وقد جاء قبل تطهير الهيكل. أما متى فقد أقحم مثَل الابنين بين السؤال عن السلطة ومثل الكرّامين الأردياء.
2- أسئلة على مستوى البنية
وتُطرح أسئلة على مستوى البنية: كيف نفسرّ الاختلافات في الترتيب وتداخل النص في هذه المتتاليات؟
أ- نقطة الانطلاق
إن نقطة الانطلاق في أبحاثنا هي الدخول إلى أورشليم. ففي هذا التقليد ترد كلمات عن الكتاب المقدس، وخصوصاً مز 118: 25- 26. ونجد في تقليد هذا الدخول الذي نجده عند مت ويو، مزيجاً من أش 62: 11 وزك 9: 9. وما يلفت النظر هو إيراد مز 118- 22- 23 في مثل الكرّامين القتلة (أو: الأردياء). هذا يعني أن الدخول إلى أورشليم ومثل الكرّامين دخلا في كتلة واحدة.
نحن هنا أمام توالٍ تاريخي. فإن كانت هذه السلسلة نتيجة تأليف الإنجيلي، كان بالامكان أن تكون: المثل ثمّ الدخول. لماذا؟ لأن المثل يورد آ 22- 23 من مز 118. والدخول آ 25-26 من المزمور عينه. كان يمكن أن يحصل هذا التوالي في لوقا حيث نجد خبر الدخول بعد مثل الدنانير. وقد يكون مثل الكرامين تبع مثل الدنانير. ولكن الأمر ليس هكذا. لهذا نقول إن ترتيب متى يتبع التوالي التاريخي للأحداث.
وقد نتخيّل الوضع كما يلي: أنشد الشعب ليسوع "هوشعنا، مبارك الآتي باسم الرب" (كما في المزمور). فأجاب يسوع بمثل: أنتم تنشدون هذا المزمور، ولكن بعد أيام قليلة سوف تصنعون كما كُتب في هذا المزمور: ستكونون البناة الذين يرذلون حجر الغلقة أو حجر الزاوية (كما أراده الله).
ولكن قد يكون كتبة مسيحيون رتّبوا النصوص ترتيباً يختلف عمّا في المزمور. في هذه الحالة يصبح الترتيب: الدخول، مثل الكرّامين القتلة. وما يثبت هذا هو أن يوحنا لم يقل شيئاً ممّا وجدناه في مثل الكرّامين.
ب- ترتيب النصوص
أدخل الإزائيون بين الدخول والمثل تطهير الهيكل والمسؤال حول السلطة. هل هذا الترتيب هو تاريخي؟ وبعبارة أخرى، هل حصل تطهير الهيكل حقّاً بين الدخول إلى أورشليم والوقت الذي فيه أعلن المثل؟ قد يكون الجواب نعم. ولكن تُطرح مسألة. عرف يوحنا، شأنه شأن الإزائيين، تطهير الهيكل، ولكنه جعله في بداية إنجيله. هذا يبيّن أن الجميع لم يكن لهم ذات المعرفة حول الوقت الذي حصل فيه هذا الحدث (في القسم الثاني من القرن الأول. دوّن مر سنة 70؛ مت، لو سنة 85، يو سنة 95 تقريباً).
عرف الإنجيليون الأربعة واقع تطهير الهيكل على يد يسوع، لأنه وصل إليهم بواسطة التقليد، ولكنهم لم يستطيعوا أن يحدّدوا زمانه (إلا إذا كان هناك هدف لاهوتي). ويبدو أن الإزائيين كانوا على حقّ حين جعلوا تطهير الهيكل يتمّ في نهاية حياة يسوع.
هنا نعود إلى أش 56: 7 وإر 7: 11 حيث يرد التقليد عن تطهير الهيكل. أنبأ إرميا بدمار الهيكل قائلاً: "هيكل الله، هيكل الله. لقد صار هذا الهيكل الذي يحمل أسمي مغارة لصوص". وقال أشعيا: "آخذهم إلى جبلي المقدس وأغمرهم بالفرح في بيتي، بيت الصلاة. أقبل محرقاتهم وذبائحهم على مذبحي، لأن بيتي يدعى بيت صلاة لجميع الشعوب". أورد مرقس نصّ أشعيا حتى النهاية فأعطى تطهير الهيكل بعداً شاملاً. فرواق الوثنيين الذي إعتاد "التجّار" على المرور فيه، هو مقدّس شأنه شأن رواق إسرائيل. شدّد نصّ أشعيا على أولوية الصلاة على الذبائح، وأظهر متى أن الهيكل يستطيع أن يستقبل أولئك المستبعدين من عرج وعميان (21: 14).
أما إنباءات إرميا ضدّ المدينة والهيكل فكان لها أهمية كبرى في حياة يسوع. فحين نقرأ إر 7: 11، نتذكّر خبر تطهير الهيكل. بعد هذا، يتحدّث النبي عن دمار الهيكل والمدينة والشعب، لأن إسرائيل رفض أن يسمع لله حين كلّمه (إر 7: 12- 15). وسيقول إرميا فيما بعد (آ 25 ي) إن الله أعطى أنبياء منذ الخروج حتى اليوم، ولكن الشعب لم يرد أن يسمع، بل رذل الله. من الواضح إذن أن كلمات إرميا هذه ترتبط أيضاً مع مثل الكرّامين القتلة. فما قيل في المثل يتوافق مع أقوال النبي.
3- لوقا ومتّى
أ- إنجيل لوقا
ونجد في إنجيل لوقا تقليد النبوءة حول دمار أورشليم. كيف استطاع إن يضع هذا التقليد بين الدخول إلى أورشليم وتطهير الهيكل؟ قد يساعدنا العهد القديم على اكتشاف إشارات تبرّر هذا الإقحام، كما كان الأمر بالنسبة إلى إر 7.
نقرأ أولاً في لو 19: 42: "لو عرفت (يا أورشليم) في تلك الأيام ما هو لسلامك". ونقرأ في إر 6: 42 ما يقول أهل أورشليم: "سلام سلام". ولكن أين هو لسلام؟ إنه بعيد! في لو 19: 42، تحدّث يسوع عن المترسة التي بناها أعداء أورشليم حول المدينة. فنتذكر إر 6: 6 حيث يقول النبي باسم الربّ: "اقطعوا الأشجار. ابنوا مترسة أمام أورشليم".
في لو 19: 44 قال يسوع: يدوس الأعداء سكان أورشليم وأولادهم. تدلّ كلمة "داس" (محق) (ادافيوسين) على مز 137: 9 (في اليونانية): وضرب أولاد أورشليم بالصخرة. غير أن كلمة يسوع لا يمكن أن تكون إيراداً من كلمات هذا المزمور لأن يسوع يتكلّم عن الوالدين والأطفال. ولكن إذا عدنا إلى إر 6: 20 نقرأ أن الله وضع حجارة أمام الشعب، وأن الوالدين والبنين يعثرون، وأن الشخص وقريبه يهلكان. هذا حسب ما هو مكتوب لا النص. ولكنه يُقرأ كما يلي: الآباء والابناء، القريب وقريبه، كلهم يسقطون معاً ويهلكون.
وأخيراً يقول يسوع في لو 19: 44: إن الشعب لم يعرف "وقت الافتقاد". وفي إر 6: 15: "يسقطون بين الذي يسقطون ساعة أضربهم، يقول الرب". وهكذا نفهم أن نبوءة يسوع حول دمار أورشليم وجدت تقليدها هنا. إن يسوع يعيد قراءة إرميا على ضوء الواقع الذي يراه آتياً. وقد تكون الكنيسة قرأت أقوال يسوع في إطار إر 6. إذا كان الأمر كذلك، نفهم أن تكون النبوءة على أورشليم قد وضعت قبل تقليد تطهير الهيكل وبعد تقليد الدخول إلى أورشليم. لا شكّ أنه أقحم بين الدخول ومثل الكرّامين تقاليد تتحدث عن أورشليم وتطهير الهيكل والسؤال عن السلطة. ولكن يبقى أن التأمل في مز 118: 22- 26 وفي إر 6- 7، قدّم الإطار الذي فيه دخلت هذه الأحداث التي وردت في مر 11: 1- 12: 12 وز.
ب- إنجيل متّى
يلتقي متّى مع مرقس في نقطتين. الأولى: لا نجد تقليد النبوءة على دمار أورشليم (لوقا). الثانية: نجد عندهما لعنة التينة والحوار الذي يرتبط بهذه اللعنة (هذا ما لا نجده عند لوقا). بالإضافة إلى ذلك نجد في كما مثل الابنين. هذا يعني أن متّى ومرقس هما في نهاية سلسلة من التقاليد المسيحية التي لم تتوقّف عند النبوءة المتعلّقة بدمار أورشليم وارتباطها مع إر 6. هذا من جهة. ومن جهة ثانية، عُلّمت لعنة التينة في ارتباطها مع إر 7. وزاد متّى، كما قلنا، مثل الابنين. سنعود إلى هذا فيما بعد
4- لعنة التينة
ولكن ماذا عن مسألة التينة؟ ونطرح السؤال: هل كان بالامكان أن نقحم مع تقليد تطهير الهيكل (كمادة علمت مع إر 7: 11) تقليد لعنة التينة؟ وبعبارة أخرى: هل يُعتبر خبرُ التينة خبراً عُلّم وحُفظ بمناسبة التأمّل في إر 7؟ يبدو أن الجواب هو نعم. ففي إر 7: 20 قال الربّ إنه يريد أن يفيض غضبه على البشر، على الحيوان، على أشجار البرية، على كلّ ثمر الأرض... وفي لعنة التينة تمّت كلمات العهد القديم هذه. ثم جاء التعليم المتعلّق بالإيمان. فقد رأى المؤمنون في الحوار نتيجة اللعنة. ولكن حين قرأ المؤمنون الكتاب المقدس ليجدوا فيه شهادات عن المسيح، فهموا هذه الأقوال تتمة لكلمة نبوية قالها الله: حين يصب غضبه الإلهي على أورشليم وشعب إسرائيل، ستُلعن أشجار الحقل وثمار الأرض.
ماذا يعني هذا الكلام؟ أولاً: إن لعنة التينة تدلّ على أن غضب الله الموجّه على أورشليم قد بدأ يفعل منذ الآن. هذه اللعنة تدلّ على أن لعنة الله على المدينة وعلى الشعب قد بدأت. ولعنة التينة واقع اسكاتولوجي. والآن، عرف الإزائيون التينة في المثل الذي يقع في نهاية "الرؤيا" (مت 24: 32- 33؛ مر 13: 28- 29: لو 21: 29 ي). قيل هنا أنه حين تسقط أوراق التينة، فهذا يعني أن القطاف قريب. هنا نتعلّم أن دينونة الله قريبة حين تحصل علامات نهاية الأزمنة. وإن كان الموضوع هو يباس التينة الطبيعي، إلاَّ أن للتينة وظيفة اسكاتولوجية واضحة في المثل.
ثانياً: ونعود إلى مر 11: 13. نعرف هنا أنه لم يكن "أوان التين". ولكن بما أنه ليس أوان التين، فلماذا لعن يسوع الشجرة، ولماذا تحقّقت اللعنة؟ يبدو الجواب سهلاً إذا كنا أمام لعنة اسكاتولوجيّة، حسب إر 7: 20. إن التقليد المدهش القائل بأنه لم يكن أوان التين، يدلّنا على أننا لسنا أمام لعنة شجرة لا فائدة منها، بل أمام المجيء المفاجئ لعدالة الله. ثم تحقّقت لعنة يسوع، فدلّ تحقّقها على أن يسوع هو مثل الله على الأرض. هو الله بالذات. لعنته هي لعنة الله.
ويُطرح سؤال آخر: لماذا جُعلت التينة بين تطهير الهيكل ومسألة السلطة؟ نعرف أولاً أن مسألة السلطة مرتبطة بتطهير الهيكل، كما يظهر ذلك في إنجيل يوحنا. ولكن ما نلاحظه هو أن الجواب على سؤال "السلطة" يختلف في يو عماّ هو عند الإزائيين. ففي يو، نجد جواباً على السؤال بواسطة عودة إلى قيامة يسوع. أمّا مت ومر فأجابا على السؤال بعودة إلى يوحنا المعمدان. هناك من يقابل بين تطهير وتطهير بمعمودية يوحنا. وخصوم يسوع هم خصوم يوحنا. في الماضي لم يكونوا يعتقدون أنه كان ليوحنا ملء السلطان لكي يعمّد. والآن يعتقدودن أنه ليس ليسوع ملء السلطان لكي يطهّر الهيكل. لجأ يسوع في الحالين إلى السلطة التي أعطاها الله ليوحنا المعمدان وله. ولكن إن كان الأمر هكذا، فلن يكون من السهل أن نفهم كيف أقحم خبر التينة بين تطهير الهيكل ومسألة السلطة.
إن الواقع التاريخي لتطهير الهيكل يجد أساسه في الكتاب المقدس. ففي ملا 3: 1- 3 يقال أن الرب سيأتي إلى هيكله وينقّي أبناء لاوي. رأى يسوع في هذا النصّ أساساً لكي يبعد من طريقه العوائق التي وجدها في رواق الهيكل. ويتكلّم نصّ ملا أيضاً عن مرسل يهيّئ الطريق لمجيء الربّ. لهذا، وجب من أجل مسألة السلطة العودة إلى يوحنا المعمدان، إلى سابق يسوع، إلى المرسل الذي تحدّث عنه ملاخي.
لو قالوا إن معمودية يوحنا هي من الله، لاستطاع يسوع أن يعود إلى الكتب المقدّسة ليقول إنه الربّ الذي يتبع المرسل الذي هو يوحنا المعمدان. إنه الربّ الذي جاء بنفسه لكي يطهّر أبناء لاوي. فإن استعدوا أن يعترفوا بيوحنا، وجب أن يعترفوا بيسوع. وهذا كله على أساس الكتب المقدّسة. ولكن بما أن تطهير الهيكل ارتبط على مستوى التاريخ بتقليد حول يوحنا المعمدان، جاء إر 7 كموضع يساعدنا على المحافظة على تقليد تطهير الهيكل.
هنا نفهم لماذا جُعل خبر التينة بين تطهير الهيكل والسؤال عن السلطة. فتطهير الهيكل ينتمي إلى إر 7: 11. وخبر التينة إلى إر 7: 20. والجواب على السؤال حول السلطة إلى إر 7: 25. وساعدنا إر 7: 26 على إقحام الكتلة كلها مع مز 118: 22- 26.
5- تقليد مرقس
لا يمتلك مرقس النبوءة على دمار أورشليم ولا مثل الابنين. في نهاية الحوار حول لعن التينة، نجد بعض الامتدادات. إن تجمّع المواد في مر ينتمي إلى إر 7: 11، 20، 25، مع مز 118: 22- 26. وهكذا يكون مرقس قريباً جداً من متّى.
ولكن يبقى اختلاف هام بين تقليد متى وتقليد مرقس. الترتيب عند متّى: تطهير الهيكل، لعنة التينة، حوار حول اللعنة، سؤالا حول السلطة. أما عند مرقس فهو: لعن التينة، تطهير الهيكل. حوار حول لعن التينة، والسؤال حول السلطة. لمذا فعل مرقس ما فعل؟ هناك هدف لاهوتي. فإن رأينا في لعن التينة العلامة الأولى للمجيء الفجائي لغضب الله، فيكون أن مرقس قد أعطى المكانة الأولى لهذا الخبر. فتطهير الهيكل هو الموضوع الأساسي. ولكن لماذا لم ينفّذ يسوع هذا التطهير وهو الذي زار الهيكل فيما سبق؟ الجواب: لم يتمّ تطهير الهيكل إلاّ ساعة بدأ يسوع عمله كديّان إلهي.
وهكذا جاء تأليف مرقس فبدّل مسيرة التدوين. علّمنا تأليف التقاليد في متّى على وضع الدخول إلى أورشليم وتطهير الهيكل في يوم واحد. وترك إلى يوم آخر خبر التينة ومسألة السلطة والأمثال. أما مرقس، فامتدّ عمله على ثلاث أيام. اليوم الأول: الدخول إلى أورشليم وتفقّد الهيكل. اليوم الثاني: لعن التينة وتطهير الهيكل. اليوم الثالث: حوار حول لعن التينة، سؤال حول السلطة، مثل الكرّامين القتلة.
خاتمة
ما هي النتيجة التي وصلنا إليها؟ هناك طرق عديدة تساعد اكتشاف على الاختلاف في ترتيب المقطوعات لا المتتالية الواحدة المشتركة بين الأناجيل. ومن هذه الطرق، نصوص العهد القديم التي تأمّلت فيها الجماعات المسيحية الأولى. هذا ما حاولنا أن نكتشفه منطلقين من نصوص المزمور (118) وأرميا وملاخي. هكذا دخل المؤمنون في قصد الله من خلال قراءتهم للكتاب المقدس، واكتشفوا فيه هذا القصد يتحقّق في حياة يسوع وأقواله وأعماله

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM