إله من إله

حدَّثَنا العهد القديم عن الله. وأعطاه اسم "إلوهيم" الذي يقابل "اللهمَّ" في العربيَّة. ولكنَّ آباء الكنيسة اعتادوا أن يتحدَّثوا عن الآب كما عن الابن عندما يُذكر عمل الله. فهو كان حاضرًا قبل خلق العالم، منذ الأزل، مثل الآب السماويِّ الذي ينادونه في صلواتهم: "يا ربُّ، لماذا تقف بعيدًا؟" (مز 10: 1). "يا ربُّ بكَ احتميتُ" (مز 11: 1). "خلاصك يا ربّ" (مز 12: 2). هل ننسى أنَّ الابن هو المخلِّص؟ "يا ربّ، من يجاور مسكنكَ؟" (مز 15: 1). من هو الذي صار إنسانًا وسكن بيننا، معنا، وجعل خيمتَه بين خيامنا، بحيث رأيناه ولمسناه وسمعناه سوى يسوع المسيح؟ وعندما ننشد: "الربُّ راعيَّ"، هل ننسى أنَّ يسوع دعا نفسه الراعي الصالح. وعندما نقول: "الربُّ نوري وخلاصي"، هل نتوجَّه إلى الله الآب، أم إلى الله الابن؟ فالآب هو الله والابن هو الله. كلاهما يتشاركان في الألوهة مع الروح القدس.

نحن لا نقول بالله الأحد، بالله القابع في سمائه، بل بالعائلة الإلهيَّة التي نُدعى كلُّنا لنكون من أفرادها. توقَّف بعض الناس عند قول واحد: الآب وحده هو الله. لا شكَّ في ذلك، ونحن نعرفه منذ العهد القديم: "في البدء خلق الله السماوات والأرض" (تك 1: 1). وفي العهد الجديد، حين نقول الله (مع ال التعريف) نعني به الآب. وحين نقول الله (بدون ال التعريف)، نعني الابن والآب والروح، مع العلم أنَّ الابن يُدعى في الرسائل البولسيّة: الربُّ، يهوه في العبريَّة. كيريوس في اللاتينيَّة. وفي السريانيَّة: "مُ ر ن": ربُّنا.

من يغفر الخطايا إلاَّ الله وحده؟ يسوع غفر خطايا المخلَّع، فاعتبروه مجدِّفًا. ولكن أمَا رأوا المعجزة؟ من يقوم بقدرته الذاتيَّة من الموت، أمَا هو الله؟ من يجرؤ أن يقول: "أنا والآب واحد"، لو لم يكن إلهًا من إله؟ قال يوحنَّا عن الكلمة إنَّه كان موجودًا منذ الأزل، إنَّه كان لدى الله، وإنَّه الله. وقال الرسول: "من الله الآب والمسيح يسوع مخلِّصنا" (تي 1: 4). وهكذا جعل بولس "المخلِّص" تجاه "الله الآب"... ولكنَّه جمع في 2: 13–14 اللاهوت والخلاص في شخص الابن: "يوم ظهور مجد إلهنا العظيم ومخلِّصنا يسوع، الذي ضحَّى بنفسه لأجلنا."


 

سفر المزامير 23: 1-6

الربُّ راعيَّ فلا يعوزني شيء في مراعٍ خضر يريحني، ومياهًا هادئة يوردني. ينعش نفسي، يهديني سبلَ الحقِّ من أجل اسمه. لو سرتُ في وادي ظلِّ الموت لا أخافُ شرًّا، لأنَّك أنت معي. عصاك وعكّازك هما يعزِّيانني. تهيِّئُ قدّامي مائدة تجاه خصومي. وتدهنُ بالطيبِ رأسي، وكأسي رويَّة. الخيرُ والرحمةُ يتبعانني كلَّ أيَّام حياتي، وأسكنُ في بيتِ الربِّ إلى مدى الأيَّام.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM