يسوع ابن الله

إلهُنا عائلة. فيها الآب والابن. وثمرة المحبَّة بين الآب والابن هو الروح القدس.

أجل، يسوع هو ابنُ الله. هو تحدٍّ كبير في العالم الوثنيِّ أوَّلاً حيث الآلهة يتزوَّجون ويُنجبون الأولاد. وتحدٍّ آخر في عالمنا الشرقيّ: الله واحد. لم يَلد ولم يُولد. ولكنَّ الأناجيل واضحة، وأسفار العهد الجديد تُعلن ذلك ولا تخاف، وهدفها أن تدلَّ على العلاقة الحميمة بين الأقنوم الأوَّل والأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. لا شكَّ، هي طريقة بشريَّة في الكلام على الله، ولكنَّ الذي قال لنا هذا، هو الابن بالذات.

في المعموديَّة، أعلنه الآب فقال: "هذا هو ابني الحبيب.عنكَ رضيت" (مر 1: 11). إذا كان الآب يدعوه بهذا الاسم، أيحقُّ لنا ألاَّ نصدِّقه؟ عندئذٍ نكون تعساء ونجعل نفوسنا خارج العائلة الإلهيَّة.

وفي ساعة ابتهاج أمام الرسالة، قال يسوع: "أحمدكَ يا أبي، يا ربَّ السماء والأرض" (مت 11: 25). هو ينادي الله أباه. وهذا النداء كان مدعاة هزء من قبَل اليهود الذين لا يعرفون سوى "يهوه" الإله الكائن، سوى "اللهمَّ" ولا غير ذلك. وواصل كلامه في حمده: "نعم يا أبي، هذه مشيئتك" (آ26). ثمَّ أعلن: "أبي أعطاني كلَّ شيء. ما من أحد يعرفُ الابن إلاَّ الآب، ولا أحد يعرف الآب إلاَّ الابن" (آ27). هي علاقة حميمة بين الاثنين.

قبله جاء آباء مثل إبراهيم وإسحق. وجاء "أنبياء" مثل إشعيا وإرميا. كلُّهم تشوَّقوا أن يروا وجهه (يو 8: 56). ولكنَّهم لم ينالوا ما نلناه نحن. قالت الرسالة إلى العبرانيِّين: "بعد أن كلَّم الله آباءنا بالأنبياء، كلَّمَنا في هذه الأيَّام الأخيرة بالابن" (1: 1- 2). ولو تعرفون من هو الابن؟ "بهاء مجد الله، صورة جوهره" (آ3). لهذا قال يسوع: "مَن رآني، رأى الآب. ألا تؤمن بأنِّي في الآب وأنَّ الآب فيّ؟" (يو14: 13–14).

ونحن، هل نؤمن؟ أي نترك عيون الروح ترتفع إلى أبعد ممَّا يُرى؟ ويا ليت الآب يجتذبنا إليه!


 

إنجيل متّى 11: 25-30

في ذلك الزمان، أجابَ يسوعُ وقال: "حامدٌ أنا لكَ يا أبي، يا ربَّ السماءِ والأرض، لأنَّكَ أخفيتَ هذه عن الحكماءِ والفهماءِ وأظهرتَها للأولاد. نعم يا أبي. هكذا كانت المشيئةُ قدّامَك. كلُّ شيءٍ سُلِّم إليَّ من قِبلِ أبي ولا أحدَ عارفٌ الابنَ إلاّ الآب، ولا أحدٌ عارفُ الآبَ إلاّ الابن، ولمَنْ يُريدُ الابنُ أن يُظهِرَ. تعالَوا إليَّ كلُّكم أيُّها التعبون ويا حامِلي الأثقالِ وأنا أريحُكم. احمِلوا نيري عليكم وتعلَّموا منّي أنّي وديعٌ أنا ومتواضعٌ وأنتم في قلبي واجدونَ الراحةَ لنفوسِكم. لأنَّ نيري لذيذٌ هو وحملي خفيف."


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM