آمنتُ يا ربُّ فزدْني إيمانًا

أوَّل كلمة: الإيمان. الإيمان هو الثقة بالله، الاستناد إليه والاتِّكال عليه. الإيمان هو رفقة مع الربّ الذي يدعونا، ينادينا. هو يُمسك بيدنا فننطلق معه. نحن لا نراه بعيوننا، هذا صحيح. ولكن بقلوبنا ألا نراه؟ بكلِّ كياننا ألا نراه؟ ألا نُحسُّ بحضوره، بعمله فينا؟ قالت مريم العذراء: "صنع بي عجائب." وكلُّ واحد منَّا يستطيع أن يقول ماذا صنع الربُّ به، بيده، بفمه، بقلبه، بعينيه. الإيمان يجعلنا نرى ما لا يُرى. ونتأكَّد من دون خطأ. في عالم الطبيعة، يمكن أن نخطئ. أمَّا في عالم الله، فلا مجال للغشِّ أو للكذب.

ولكن... نحن نتردَّد، نشكُّ، لا نصدِّق، على ما يقول المزمور: "كثيرون يقولون لي: أين إلهك؟" هذا يعني أنَّ إيماني ضعيف، أنَّني لستُ النورَ الذي يريده يسوع. يكاد ينطفئ. لا يُرى. والخوف كلُّ الخوف أن يكون النور الذي فيَّ ظلامًا.

لهذا يجب أن أصرخ، مثل والد الصبيِّ المريض. سأله يسوع: "هل تقدر أن تؤمن؟ كلُّ شيء ممكن للمؤمن." فصاح الوالد للحال: "أنا أؤمن فأعِن قلَّة إيماني" (مر 9: 24). فالإيمان يجعل حياتنا مبنيَّة على الصخر. فمهما نزل مطر وفاضت سيول وهبَّت رياح، أبقى ثابتًا لأنَّ أساسي على الصخر. فالإيمان هو الثبات. والإيمان يعطينا الأمان في الداخل. أمام الصعوبات، أمام الفشل، أمام الألم، أنا عارف بمن آمنت وهو يحفظني إلى المنتهى.

 

نؤمن، أؤمن. إذا كنتَ تؤمن، تابع التلاوة. وإلاَّ توقَّف. لأنَّ كلَّ عبارة تقولها هي نشيد إيمانك. فإن كنتَ لا تؤمن بما تقول، تصبح تلاوتكَ كلامًا فارغًا لا يفيدك، بل يحكم عليك. وإذا كان إيمانكَ ضعيفًا قل: "آمنتُ يا ربُّ، فزدْني إيمانًا."

لوقا 6: 47-49

 

(قال يسوع:) "فكلُّ إنسانٍ يأتي إليَّ ويسمعُ كلماتي ويَصنعُها، أنا أبيِّنُ لكم ماذا يُشبِهُ. يُشبهُ رجُلاً بنى بيتًا وحفَرَ وعمَّقَ ووضعَ الأساساتِ على الصخر. فلمّا كانَتِ السيولُ اصطدمَتِ السيول بذاكَ البيتِ فما قدِرَتْ أن تُزعزعَه لأنَّ أساسَهُ كان مَوضوعًا على الصخرة. وذاك الذي يسمعُ ولا يصنعُ يُشبِهُ رجلاً بنى بيتَه على الترابِ بلا أساس، وحين اصطدمَ به النهرُ سقطَ لساعتِه وكان سقوطُ ذلك البيتِ عظيمًا."

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM