تقديم

طلب أحد الملوك من كاتب لديه لتدوين تاريخ البشر لكي يقرأه ويتعلَّم منه كيف يكون الحاكم المثاليّ. فجاءه بعد عشرات السنين بأربعين من المجلَّدات الضخمة. فخاف الملك. كيف أستطيع أن أقرأ كلَّ هذا بعد أن بلغتُ الستِّين من العمر. لخِّصْ، أوجز. وقام الكاتب بمجهود أخذ منه عشرين سنة من الوقت. فوصل إلى ستَّة كتب. قال الملك: صرتُ عجوزًا وعلى حافَّة القبر. فأعطاه ذاك الكاتب ثلاثة ألفاظ: وُلدوا، عاشوا وماتوا. وذاك هو وضعنا على مستوى اللاهوت والكتاب المقدَّس. أردنا أن نكتب مقاطع قصيرة لا تتطلَّب الوقت الكثير لكي نقرأها.

وها نحن بدأنا بـ"قانون الإيمان" أو "النؤمن" كما نقول في لغتنا الشعبيَّة. وجاء في أربعة كتيِّبات. وهذا هو الأوَّل بعنوان نؤمن بالله الآب. كتاب مشترك بين الأبوين أنطوان الدويهيّ وبولس الفغاليّ. الخوري بولس كتب التأمُّل والخوري أنطوان أمَّن التنسيق ووضع النصوص الأخرى.

ثلاث أقسام في هذا الكتيِّب: كلام عن النؤمن في مختلف الكنائس. تأمُّل في شخص الآب. تعرُّف إلى العلاقة بين الآب والابن.

فإلى هذه الكتيِّبات ندعو المؤمنين، لا ليقرأوها بسرعة، بل ليكتفوا بقراءة فصل كلَّ يوم. وإذا أرادوا، يقرأون فصلاً في الصباح وآخر في المساء. هكذا يتأسَّس إيمانهم على الكتاب المقدَّس وما يقوله الآباء وعلى تعليم الكنيسة.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM