تألَّم ومات

ننشد في طقوسنا: "ابن الله مات عنّا معلَّقًا فوق الصليب." أجل، يسوع مات كما يموت كلُّ إنسان. وما أُخذ على غفلة، بل هو نبَّه تلاميذه ثلاث مرَّات. حالاً بعد اعتراف بطرس "بدأ يسوع يعلِّمهم أنَّ ابن الإنسان يجب أن يتألَّم كثيرًا... وأن يموت قتلاً" (مر 8: 31-32). رفض له بطرس أن يموت. فقال له: "ابتعد عنِّي يا شيطان" والشيطان هو الذي يضع العوائق في مشروع الله. "أفكارك هذه أفكار بشر لا أفكار الله" (آ33).

ومرَّة ثانية وقبل الكلام عن الأعظم (مر 9: 31). ومرَّة ثالثة وقبل طلب يعقوب ويوحنّا بأن يكون الواحد عن يمينه والآخر عن شماله في مجده. قال يسوع: "ها نحن صاعدون إلى أورشليم فيسلَّم ابن الإنسان إلى رؤساء الكهنة ومعلِّمي الشريعة فيحكمون عليه بالموت" (مر 10: 33). لم يفهم الرسل. ولا اليهود فهموا. المسيح لا يموت. وجاء بعض التعليم في الكنيسة وعلى جوانبها بأنَّ المسيح لم يمُت ولكنَّه رُفع إلى السماء دون أن يمرَّ في الموت. والذي مات هو "سمعان القيرينيّ" أو "يهوذا" الذي اتَّخذ وجهُه صورة يسوع فمات هو. وبعد وقت عاد يسوع إلى أمِّه يُخبرها أنَّه رُفع ولم يمسَّه أحد.

لا. يسوع لم يمُت. وبالتالي لم يَقُم. والقيامة التي هي أساس الإيمان المسيحيّ غير موجودة. بدأ اليهود وقالوا: تلاميذه سرقوه والحرس نيام. ورشوا الجنود بأن يقولوا الكلام عينه. أمّا الآن، فيقولون: المسيح لم يمُت، فلماذا الكلام بعد عن القيامة؟

ولكن ماذا يقول الإنجيل؟ بعد أن سقوه الخلّ. قال: "تمَّ كلُّ شيء". ثمَّ "حنى رأسه وأسلم الروح" (يو 19: 30). وتأكَّد الجنود أنَّه مات. "كسروا ساقي اللصِّ الأوَّل وساقي اللصِّ الثاني، ولمّا وصلوا إلى يسوع وجدوه ميتًا... طعنه أحد الجنود بحربة" (آ32-33).

 


 

إنجيل متّى 16: 21-28

ومن ذلك الوقت، شرعَ يسوعُ يبيِّن لتلاميذِه أنَّه مُزمِعٌ هو أن يذهبَ إلى أورشليم ويتألَّمَ كثيرًا من الشيوخِ ومن عظماءِ الكهنةِ والكتبة، ويُقتَل وفي اليومِ الثالثِ يَقوم. فاقتادَهُ كيفا وشرَعَ يَنتهِرُه، وقال: “حاشا لك يا ربّ أن يكونَ لك هذا.” أمّا هو فأجابَ كيفا وقال له: “اذهَبْ أنت إلى ورائي، يا شيطان. فمَعثَرةٌ أنتَ لي، فأنتَ لا تفكِّرُ بما لله لكن بما للناس.”

حينئذٍ قالَ يسوعُ لتلاميذِه: “المُريدُ أن يأتي ورائي يَكفُرُ بنفسِه ويَحمِلُ صليبَه ويأتي ورائي. والمُريدُ أن يُحييَ نفسَه يُهلكُها، ومَنْ يُهلكُ نفسَه لأجلي يَجدُها. فما النافعُ للإنسانِ أنْ يَربحَ العالمَ كلَّه ونفسَه يخسر، أو ماذا يُعطي الإنسانُ بدَلَ نفسِه. لأنَّ ابنَ الإنسانِ مُزمِعٌ أن يأتيَ بمجدِ أبيه مع ملائكتِه القدّيسين، وحينئذٍ يُجازي إنسانًا إنسانًا حسَبَ أعمالِه. آمين أنا قائلٌ لكم: يوجَد أناسٌ قائمون هنا، الذين لا يذوقون الموتَ حتّى يَرَوا ابنَ الإنسانِ آتيًا في ملكوتِه.”


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM