أنتَ المسيح

اختار يسوع تلاميذه منذ البداية ليكونوا معه. ولكنَّهم تعجَّبوا مرَّة بعد مرَّة. من جهة يقوم بأعمال رائعة، ومن جهة يمنعهم من الكلام. طهَّر الأبرص ولكن "انتهره وصرفه". وسبق فقال له: "إيّاكَ أن تخبر أحدًا بشيء" (مر 1: 43). أقام ابنة يائيرُس التي كان الناس يبكونها. وفي النهاية "أوصاهم بشدَّة أن لا يعلم أحد بما حدث" (مر 5: 43).

هذه الأعمال وغيرها تدلُّ على المسيح الآتي، بحسب النبوءات، ولاسيَّما إشعيا: العميان يبصرون، العُرج يمشون، البرص يُطهَّرون..." (مت 11: 4). تساءل يوحنَّا المعمدان وجاءه الجواب. وفي نهاية المسيرة أعلن بطرس: "أنتَ المسيح" (مر 8: 29). ومع ذلك، أمرهم أن لا يُخبروا أحدًا" (آ30).

المسيح هو الممسوح بالزيت والمرسل من لدن الله. كانوا يمسحون الملوك في البداية. وبعد المنفى صاروا يمسحون الكهنة وخصوصًا رئيس الكهنة. يوم يُمسح الملك يُعلِن الله: "أنتَ ابني أنا اليوم ولدتُكَ" (مز 2). كلُّ هؤلاء أعدُّوا الطريق ليسوع الذي فيه اكتمل عملهم، كما الأنبياء اكتمل كلامهم في يسوع المسيح.

عند المعموديَّة قال الله من السماء: "أنتَ ابني عنكَ رضيت" (مر 1: 11). وفي إنجيل لوقا: "أنتَ ابني أنا اليوم ولدتُكَ". كان يُطلب من الملك أن يرعى شعبه، يُنجِّيهم من الأعداء، يقيم العدالة. ولكنَّ الله لم يرضَ عن أحدٍ منهم، حتَّى داود وسليمان. وحده يسوع الذي يُدعى المسيح هو المخلِّص. لا مخلِّصَ غيره. قال بطرس: "ما من اسمٍ آخر تحت السماء وهبه الله للناس نقدر به أن نخلص" (أع 4: 12).

بعد المسيح ظهر "مسحاء" ومنهم ابن الكوكب الذي قام بثورة على الرومان بعد أن اعتبر نفسه المسيح، فقاد شعبه إلى الموت والدمار التامّ. وفي تاريخ الكنيسة قام "مخلِّصون" عديدون. يا ليتهم استطاعوا أن يخلِّصوا أنفسهم. عَرف يوحنَّا المعمدان آخرُ الأنبياء موقعَه أمام يسوع: لا يستحقُّ أن يحلَّ رباط حذائه (يو 1: 27). واعتبر نفسه "رسولاً قدَّامه" يعدُّ له الطريق (يو 3: 28). كلُّ الذين أتوا قبل يسوع أو بعده وكانوا صادقين، يا ليتهم يعرفون أنَّهم "رسل قدّامه"!


 

إنجيل متّى 11: 1-6

ولمّا أكملَ يسوعُ أوامرَه لتلاميذِه الاثني عشر، انصرفُ من هناك ليُعلِّمَ ويَكرِزَ في مدنِهم. ولمّا سمعَ يوحنّا وهو في السجنِ بأعمالِ المسيح، أرسلَ بيدِ تلاميذِه، وقالَ لهُ: “أأنتَ هو ذلك الآتي أم آخرَ نحن مُنتظرون؟” فأجابَ يسوعُ وقالَ لهم: “اذهبوا، أخبروا يوحنّا ما أنتم سامعون وراؤون: العميُ مُبصِرون، والعرجُ ماشون، والبرصُ مُطهَّرون، والطرشُ سامعون، والموتى قائمون، والمساكينُ مُبشَّرون، وطوبى لمَنْ لا يشكُّ فيَّ.”


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM