تقديم

الشذرة هي قطعة ذهب تُلقَط من معدنها. وهي أيضًا اللؤلؤة الصغيرة. ذاك هو هدف سلسلة "شذرات". نحن نشبه طالبي ملكوت السماوات، نبحث عن "اللؤلؤة الثمينة".

والمجموعة الأولى من هذه "الشذرات" تتناول الحديث عن قانون الإيمان أو "النؤمن" من خلال أربع كتيِّبات، نؤمن بالله الواحد والمثلَّث الأقانيم الآب والابن والروح القدس وبالكنيسة الواحدة وبالمعموديَّة الواحدة. وقانون الإيمان هذا هو قانون الكنيسة الواحدة وضعته في القرن الرابع المسيحيّ، في مجمعَي نيقية (325) والقسطنطينيَّة (381).

تكلَّمنا عن الله الآب. ويقول النؤمن إنَّه خالق السماء والأرض، وهو أبو ربِّنا يسوع يسوع، كما يقول بولس الرسول: "مبارك الربُّ أبو ربِّنا يسوع المسيح" (أف 1: 3). وتكلَّمنا عن الابن الذي أعطاه الآب العالم، الذي هو وحده الربّ، بل ربُّ الأرباب وملك الملوك، كما يقول سفر الرؤيا (19: 16). وها هو الكلام عن الروح القدس الذي يدعوه يوحنّا "البارقليط". قال: "الروح القدس، البارقليط الذي يرسله الآب باسمي" (14: 26). وفي 15: 26: "ومتى جاء البارقليط الذي أُرسلُه أنا إليكم من الآب". الروح ينبثق من الآب ويرسله الابن. هو الحبُّ الجامع بين الآب والابن، وثمرة هذا الحبّ. دوره كبير في الكنيسة منذ حلوله على التلاميذ يوم العنصرة. ويتواصل دوره حتَّى نهاية العالم. بدأ عمله منذ البداية، منذ كانت الأرض خالية، خاوية، حتَّى النهاية حين ينادي مع الكنيسة: "تعال أيُّها الربُّ يسوع تعال" (رؤ 22: 20).


 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM