نؤمن بمعموديَّة واحدة

كيف الدخول إلى الكنيسة؟ بالمعموديَّة. فبعد نداء الإيمان، يأتي الغسل بالماء واستدعاء الروح. والذين اعتبروا أنَّ الإيمان وحده يكفي أخطأوا، خصوصًا في بدايات الكنيسة حيث كانوا يؤخِّرون قبول هذا السرِّ حتَّى ساعة الممات. ذاك ما حصل لقسطنطين الذي قبل سرَّ العماد أسبوعين قبل  موته.

فالربُّ قال بعد قيامته: "من آمن واعتمد يخلص، ومن لا يؤمن يدان" (مر 16: 17) وفي إنجيل يوحنّا نسمع يسوع يكلِّم نيقوديمس عن الولادة من جديد، الولادة من فوق: "ما من أحد يمكنه أن يرى ملكوت الله إلاَّ إذا وُلد ثانية" (يو 3: 3). ووضَّح الربُّ بعد ذلك وشدِّد:  "ما من أحد يمكنه أن يدخل ملكوت الله إلاَّ إذا وُلد من الماء والروح" (آ5). فبالمعموديَّة نصبح أبناء الكنيسة، كما باتِّحاد والدينا "نُولَد في الجسد تجاه الولادة الروحيَّة" (آ6).

أفهمتنا الرسالة إلى أفسس: "لكم ربٌّ واحد (هو يسوع المسيح). وإيمان واحد (نتلوه في احتفالاتنا كما وصل إلينا منذ مجمع نيقية) ومعموديَّة واحدة" (4: 5)، لا معموديَّات عديدة بحيث يتبع الواحد بطرس والآخر بولس والآخر أبلُّس. واليوم يتبع كلُّ واحد كنيسته بمعموديَّتها الصحيحة. أمّا سائر المعموديَّات فلا قيمة لها. ويتواصل الكلام: "وإله واحد أبٌ للجميع وفوقهم، يعمل فيهم جميعًا وهو فيهم جميعًا" (آ6). كم نحن خائنون لتعليم الرسل في الأناجيل وفي سائر أسفار العهد الجديد. نتصرَّف بوحي "الإنسان" لا بوحي يسوع المسيح. وهكذا يزداد الشقُّ بين مسيحيّ في هذه "الكنيسة" ومسيحيّ آتٍ من كنيسة أخرى.

إذا كنّا حين نعتمد "نتَّحد بالمسيح يسوع" (رو 6: 3)، هل هناك أكثر من مسيح؟ وإن كنّا "نُدفَن معه بالمعموديَّة فنشاركه بموته" (آ4)، فهل هناك أكثر من "قبر" ليسوع الذي يزوره الناس من أقطار العالم كلِّه؟ إلاَّ إذا اعتبرنا أنَّ معموديَّة الآخرين باطلة، وبالتالي هم هراطقة، انفصلوا عن الكنيسة حين انفصلوا عنَّا، لأنَّنا وحدنا الكنيسة الحقيقيَّة. واأسفاه على مثل هؤلاء المسيحيِّين أو بالأحرى واأسفاه على هؤلاء الأساقفة والكهنة! لبثوا على مستوى "الإنسان القديم" ورفضوا "صليب المسيح". لهذا لبثوا "عبيدًا للخطيئة" (آ6) ويصرُّون على البقاء حيث هم. كيف يرضون أن "تسود الخطيئة جسدهم الفاني فينقادوا لشهواته" (آ11)؟ رجعوا إلى الشريعة وتركوا النعمة (آ15). فماذا بقي لهم أن يعملوا؟


 

رسالة القدِّيس بولس إلى أهل أفسس 4: 1-13

إذًا، أنا طالبٌ منكم أنا الأسيرَ بربِّنا بحيثُ تسلكونَ كما هو لائقٌ بالدعوةِ التي دُعيتُم إليها. بكلِّ تواضعِ الرأيِ والوداعةِ وأناةِ الروح، وكونوا مُحتملينَ الواحدُ الواحدَ، مجتهدينَ لحفظِ اتِّفاقِ الروحِ برباطِ السلام. وهكذا تكونُون في جسدٍ واحدٍ وروحٍ واحد كما دُعيتُم برجاءِ دعوتِكم الواحد. فالربُّ واحدٌ هو، والإيمانُ واحدٌ، والمعموديَّةُ واحدة. وواحدٌ هو الله أبو الكلِّ وعلى الكلِّ وبيدِ الكلِّ وفينا كلِّنا. فلواحدٍ وواحدٍ منّا وُهبَتِ النعمةُ بحسبِ مقدارِ موهبةِ المسيح.

من أجلِ هذا قيل: صعدَ إلى العلى وسبى سبيًا ووهبَ المواهبَ لبني البشر. فماذا يعني أنَّه صعدَ إلاَّ أنَّه نزلَ أيضًا من قبلُ إلى أسافلِ الأرضِ؟ فذاك الذي نزلَ هو ذاك الذي صعدَ أيضًا فوق السماواتِ كلِّها ليكمِّلَ الكلَّ. وهو وهب: هناك الرسل، وهناك الأنبياء، وهناك المبشِّرون، وهناك الرعاةُ، وهناك الملافنة، لكمالِ القدّيسين، لعملِ الخدمة، لبنيانِ جسدِ المسيح. بحيثُ نكونُ كلُّنا وحدةً واحدة بالإيمانِ وبمعرفةِ ابنِ الله، رجلاً واحدًا كاملاً بمقدارِ قامةِ كمالِ المسيح.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM