العرَّاب في المعموديَّة-تيودور المصيصيّ

"فالذي يرغبُ في أن يُقبل إلى المعموديَّة، فليتقدَّم إلى كنيسة الله"، التي بها يتوقَّع أن يبلغ الحياة في المسكن السماويّ، ولكن، لأنَّه يقترب من مدينة جديدة، عظيمة. ويرغب في أن يكون ابن هذه المدينة، يجبُ عليه أن يجتهد ليعمل المستحيل ليسجَّل فيها. "إذًا، يقترب من كنيسة الله" والموكَّل بالتسجيل يستقبله، لأنَّه من العادة أن يسجَّل الذين يُقبلون إلى المعموديَّة. فيسأل عن أخلاقه إذا كان له ما يؤهِّله ليصير من أهل هذه المدينة العظيمة. وإذا كان كفرَ بكلِّ شرِّ هذا العالم، وابتعد عنه حتَّى بالفكر، فأصبح أهلاً لأن يعيش في هذه المدينة ويُسجَّل فيها. ولأنَّه ضيف في المدينة، وغريبٌ عن سبُلِ سلوكِها، يرافقه واحدٌ من أهل المدينة حيث سيُسجَّل، وهو يُعرِّف عنه أنَّه يعلم طرقَ الحياة فيها. فيأتي به إلى المسجِّل ليشهد أنَّه يلائم دخولُه هذه المدينة والبقاء فيها. ويكون (العرَّاب) مرشدًا لهذا الغريب الذي لم يختبر بعدُ هذه المدينة ولا طرقَ عيشها، ويجهل كيف يجب أن يسلك فيها.

هذا هو دور الذي يسمُّونه العرَّاب بالنسبة إلى من يعمَّدون.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM