أؤمن...

من إنجيل ربِّنا يسوع المسيحِ للقدِّيس متَّى (7: 7-16)

 

7إسألوا فيُوهَبَ لكم. أطلبوا فتجدوا. اقرعوا فيُفتَحَ لكم. 8فكلُّ سائلٍ آخذٌ، والطالبُ واجدٌ، والقارعُ يُفتَحُ له. 9أو مَنْ هو الرجلُ بينكم الذي يَسألُه ابنُه خبزًا هل يَمُدُّه بحجَر؟ 10وإذا سألَه سمكةً، هل يَمُدُّه بحيَّة؟ 11إذًا، إن أنتم الأشرارُ تَعرفون أن تَهَبوا لأبنائِكم المواهبَ الصالحة، كم بالحريِّ أبوكم الذي في السماءِ يَهبُ الصالحاتِ للذين يسألونَه! 12وكلُّ ما تريدون من الناسِ أنْ يَعملوا لكم، هكذا أنتم أيضًا اعملُوا لهم، لأنَّ هنا الناموسَ والأنبياء. 13ادخُلوا من البابِ الضيِّق، لأنَّه واسعٌ البابُ ورحْبٌ الطريقُ المؤدّي للهلاكِ وكثيرونَ هم السائرونَ فيه. 14ما أضيقَ البابَ وأحرجَ الطريقَ المؤدّي للحياة، وقليلون هم الذين يَجِدونه. 15احترِزوا من الأنبياء الكذّابين، الآتين إليكم بألبسةِ الحملانِ، لكنَّهم منَ الداخلِ ذئابٌ خاطِفَة. 16فمِنْ ثمارِهم تَعرفونَهم.

*  *  *

بعد النظر إلى الغرب وغياب الشمس وابتعاد النور عن الناس، يطلب الكاهن المعمِّد من العرَّابَين والوالدَين وسائر الحضور أن ينظروا إلى الشرق. من هناك يأتي النور، من هناك تشرق الشمس. من هناك يأتي المسيح. لهذا كانت كنائسُنا في الماضي موجَّهة نحو الشرق.

عندئذٍ يعلن الحاضرون باسم الطفل (أو الطفلة): أؤمن بكَ يا الله الآب، وبابنكَ ربِّنا يسوع المسيح وبروحكَ الحيّ القدّوس..." إيمان ثالوثيّ. لا أؤمن فقط بالله الواحد. فإن أخذتُ هذا الموقف، عدتُ إلى العالم اليهوديّ: "الربُّ إلهنا ربٌّ واحد" (تث 6: 4). ذاك هو إيمان اليهوديّ الآتي إلى الهيكل ليقدِّم قرابينه السنويّة. أمّا المسيحيُّ الذي يدخل إلى الكنيسة، إلى جماعة المؤمنين، فهو يدخل في الوقت عينه في عيلة الله. فإلهنا عيلة واحدة، وحيدة. الآب (الذي هو لنا في الوقت عينه أبٌ وأمّ) يحبُّ الابن ويعطيه كلَّ ما له، والابن يحبُّ الآب ويعطيه كلَّ ما له وما ربحه في مجيئه على الأرض، يعطيه الذين اشتراهم بدمه فصاروا له. والروح هو ثمرة حبِّ الآب والابن، هو رباط الحبِّ بين الآب والابن، وهو الأقنوم الثالث في الثالوث، في عيلة الله.

أومن. أعلن فرحي حين الدخول في هذه العيلة الإلهيّة. أنا ابن (وابنة) مع الابن الوحيد. أنا وارثٌ معه السعادة الأبديَّة. أنا أخو يسوع. ومهما كنتُ لا يستحي أن يدعوني أخاه أو أخته. وهكذا، في التدبير الخلاصيّ، صار الابن الوحيد أخًا لأخوات وأخوة عديدين، وهكذا ارتفعت البشريَّة جمعاء وهي مدعوَّة لتكون في حضن الآب. فالذي يربطنا بالله هو المحبَّة والرحمة والحنان والعطف. والعدالة؟ وأيَّة عدالة من الأمِّ تجاه ابنها وابنتها؟ هما ثمرة أحشائها، فكيف تغضب عليهما، كيف تعاقبهما؟ إذا كانت الأمُّ تتصرَّف على هذا النحو، فما يكون الآب السماويّ؟ فيسوع قال لنا: "إذا كنتم أنتم الأشرار تعاملون أولادكم هكذا، فماذا تُرى يفعل الآب السماويّ الذي "تحرّكت أحشاؤه حين عاد الابن الضالّ إلى البيت؟"

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM