يوم الجمعة (لو 16: 14-18) خلقيَّة يسوع وخلقيَّة الفرّيسيّين

14أمّا الفرّيسيّون فلمّا سمِعوا هذه كلَّها، كانوا مُستهزِئين بِه لأنَّهم كانوا مُحبِّينَ الفضَّة. 15أمّا يسوعُ فقالَ لهم: “أنتم يا مبرِّري نفوسَكم قُدّامَ الناس! أمّا اللهُ فعارِفٌ قلوبَكم. فالشيءُ الرفيعُ بين البشر، قُدّامَ الله هو خَسيس. 16والناموسُ والأنبياءُ حتّى يوحنّا، ومِن حينِه يُبشَّرُ بملكوتِ الله والكلُّ مُتدافِعون ليَدخُلوا. 17سَهلٌ هو أن تَعبُرَ السماءُ والأرضُ مِنْ أنَّ حرْفًا واحدًا من الناموسِ يَعبُرُ. 18كلُّ مُطلِّقٍ امرأتَه وآخذٍ أُخرى هو زانٍ، وكلُّ آخذٍ مُطلَّقةً زانٍ.

                                               *  *  *

مال الظلم، المال الغشَّاش، عبادة المال. ما هذا الكلام الفارغ! ذاك كان موقف الفرّيسيّين. هم يحبُّون المال، فهل يحبُّون يسوع؟ هم يعبدون المال، فكيف نهاجم معبودهم؟ والفرّيسيُّون كثيرون في عالمنا، في كنيستنا. مرَّات كثيرة نفضّل ألاَّ نسمع هذا الكلام. وإن أُجبرنا على سماعه نرميه جانبًا ونهزأ من قائله. والفرّيسيُّون "استهزأوا" بيسوع. هل يعرف ما يقول؟ لا مال في يده، لذلك فهو "يحتقر" المال. ولكن، إن وصل المال إلى يده، هل كان يقول الكلام عينه؟ كلاّ بكلّ تأكيد.

"نحن أبرار" يقول الفرّيسيّون. ولا نسمح لأحد أن ينتقدنا أو يشتكي من تصرُّفاتنا. نحن فوق كلَّ انتقاد. نحن نكون في صدور المجالس والساحات. الناس ينظرون إلينا بإعجاب. لباسنا، هندامنا، نظرتنا المتعالية. أمّا الآخرون فلا يستحقُّون أن ننظر إليهم. هم يخافوننا وهذا ما نريد. ولكن هل يحبُّونكم؟ أم هم يحتاجون إليكم فلا يجسرون أن يعارضوكم.

ذاك هو الظاهر. والقلب؟ "الله يعرف قلوبكم" ويا ويلكم يوم الدينونة. هل تأخذون معكم بعض المال "المسروق" من الأرامل بعلَّة تطويل صلواتكم؟ أنتم مكرَّمون لدى الناس، فهذا أكبر دليل أنَّ الله لن يكرّمكم، لن يسمح لكم أن "تستعلوا". ويقول يسوع: "مثل هؤلاء هم "رجس" عند الله." يكرههم. ويكون مصيرهم مصير الغنيّ الذي طلب من لعازر نقطة ماء ليبرِّد به لسانه في هذا اللهيب.

*  *  *

أجل، أيُّها الشهداء الذي أبغضوا العالم وشهواته،

وشُغفوا بمحبَّة المسيح، وبعار الصليب؛

وهبوا أجسادَهم لأمشاط الحديد واللطماتِ القاسية،

لكي يتنعَّموا معه في عدنٍ، في الحياة التي لا تزول،

عِوَض الضيقاتِ التي احتملوها، وعذابات الحكَّام.

 

شاهد الشهداء المرجانة المعلَّقة على الخشبة،

ولا يستطيع أحدٌ أن يشتريها، لأنَّه لا يملك ثمنها؛

وشاهدوا الجمالاتِ التي في داخلها،

فأسرعوا واشتروها بالدم الذي أفاضته أعناقهم.

الطوبى لهم، يا ربَّنا اشتروا،

وورثوا الحياةَ والملكوت.

                        (ألحان للشهداء، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثاني، ص 172-173)

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM