الأسفار التاريخيَّة اللاحقة

سفر الأخبار. هي قراءة جديدة لتاريخ الشعب منذ آدم وصولاً إلى المنفى البابليّ. فبعد نظرة إلى الأحداث على ضوء تثنية الاشتراع ودور اللاويِّين، ها هي نظرة ثانية على ضوء التقليد الكهنوتيّ. ترك الكاتب كلَّ ما يشوِّه صورة الشعب وخصوصًا صورة الملك الداوديّ، فقدَّم لوحة تمتزج فيها كلمة الله في شكل خطب لتذكِّر المؤمنين بحضور الله في وسطهم. أسرع كتاب الأخبار في القسم الأوَّل ليصل إلى داود، وبعد ذلك انتقل إلى سليمان والملوك الذين خلفوه في مملكة يهوذا، وترك جانبًا كلَّ ما يتعلَّق بمملكة إسرائيل وعاصمتها السامرة، التي اعتبرها خانت العهد مع الله.

ثمَّ عزرا ونحميا. هي العودة من المنفى البابليّ وإعادة بناء أورشليم والهيكل. هو انعزال تامَّ جعل العداوة بين اليهود والسامريِّين. من جهة رفض اليهود طلب إخوتهم بأن يساعدوهم في بناء الهيكل. ولمّا بنى السامريُّون هيكلهم على جبل جرزيم، راح "المكابيُّون" وهدموه.

والقصص الدينيّ جاء في امتداد "التاريخ". سفر راعوت الموآبيَّة التي كانت أكثر أمانة لشريعة الربّ من أهل بيت لحم. هي جدَّة الملك داود. سفر طوبيّا. فالوالد طوبيت الذي مضى إلى المنفى، لبث أمينًا لشريعة الربِّ ولو بعيدًا عن الهيكل، واهتمَّ كثيرًا بأعمال الرحمة من إطعام الجياع ودفن الموتى... وأستير هي الملكة التي خاطرت بحياتها من أجل شعبها. ويهوديت اتكلَّت على الله وخلَّصت أورشليم من الاجتياح، ساعة تراخى الشعب برؤسائه وكهنته. فالله يعمل في الضعفاء.

وننهي هذه اللوحة "التاريخيَّة" مع كتاب المكابيِّين الذي جاء في قسمين: أراد الحاكم السلوقيّ الآتي من أنطاكية، أن يجعل تمثال زوش، رئيس الآلهة، في هيكل الله الواحد. فقامت ثورة "المكابيِّين" أي المختارين، المؤلَّفة من يهوذا وإخوته مع الذين التحقوا بهم. وكانت حرب عصابات ضدَّ المحتلِّ "اليونانيّ" الذي أراد أن يفرض حضارته وعباداته. في الحرب مات يهوذا وإخوته. وفي الاضطهاد ذُكرت امرأة (دعاها التقليد "شمونة") وأولادها السبعة. كلُّهم ماتوا تحت العذاب وما أرادوا أن يتجاوزوا شريعة الله.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM