تقديم

كلّ سنة تصدر عشرات الآلاف من الكتب إن لم نقل مئات الآلاف، هذا عدا الصحف والجرائد. ولا نذكر الوسائل السمعيَّة البصريَّة وجميع وسائل الاتّصال التي يعرفها عالمنا اليوم، وهي تتطوَّر وتتطوَّر ولا نعرف إلى أين تصل. كتب عديدة مكدَّسة في أماكن عديدة. منها ما أكله النسيان وما عاد يقرأه سوى قلَّة قليلة، سوى باحث أو باحثين في السنة. ومنها ما يُفرَم ليُستعمل مرَّة ثانية.

أمّا الكتاب المقدَّس، هذا الكتاب الذي يضمُّ عشرات الكتب، فلا يزال جديدًا، حاضرًا، في حياة مئات الملايين، بل المليارات. نقرأه. نتأمَّل في نصوصه، ندرسه، نتعمَّق في كلِّ سطر من سطوره. لا شكَّ في أنَّ هناك مقاطع دُوِّنت منذ ألف سنة قبل المسيح. وتواصل التدوين حتَّى القرن الثاني.

ولكن ما الفرق بين هذا الكتاب الذي دعوناه "المقدَّس" وسائر كتب العالم مهما علا شأنها؟ هو أنَّه حيّ. وأنَّ قائله حيٌّ وحاضر معنا. وكلامه يتوجَّه إلينا اليوم. لا، هذا الكتاب لا يشبه سائر الكتب. في الخارج، نعم. أمَّا في الداخل فهو يحرّكنا حين نقرأه، يدخل فينا ويطلب منَّا أن ندخل فيه. نأكله ويأكلنا. وفي النهاية يصبح نحن ونحن نصبح هو.

ذاك ما نقدّم في ما أرسله الله إلينا، بالآباء والأنبياء، وفي النهاية، بابنه يسوع.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM