أنتم مجدُنا وفرحُنا

فصل من رسالة القدِّيس بولس الرسول الأولى إلى أهل تسالونيكي (2: 17-3: 5)

أمّا نحن، يا إخوتي، فكنّا أيتامًا منكم زمنَ ساعةٍ بوجهِنا لا في قلبِنا فاجتهدْنا بالأحرى لرؤيةِ وجوهِكم بمحبَّة كثيرة. وأردنا أن نأتي إليكم، أنا بولسَ، مرَّة واحدةً ومرَّتين، فأعاقني الشيطان. فمن هو رجاؤنا وفرحُنا وإكليلُ افتخارِنا إلاَّ أنتم قدَّامَ ربِّنا يسوعَ المسيح في مجيئِه. فأنتم مجدُنا وفرحُنا.

ولأنَّنا ما احتملنا أردنا البقاءَ وحدَنا في أثينة. وأرسَلنا إليكم تيموتاوسَ أخانا وخادمَ الله ومساعدَنا في بشارةِ المسيحِ بحيثُ يثبِّتُكم ويطلبُ منكم على إيمانِكم. ولا يسأمُ إنسانٌ منكم من هذه الضيقات. فأنتم عارفون أنَّنا لهذه موضوعون. وإذْ كنّا لديكم أيضًا تقدَّمنا وقلنا لكم: نحن عتيدون أن نُضايَقَ كما أنتم عارفون أنَّه كان. من أجلِ هذا أنا أيضًا ما احتملتُ حتّى أرسلتُ لأعرفَ إيمانَكم لعلَّ المجرِّبَ يجرِّبُكم ويكونُ تعبُنا باطلاً.


 

صار الرسول بعيدًا عن الجماعة في تسالونيكي، وما عاد يقدر أن يعود إلى هذه الكنيسة التي لا تزال بحاجة إلى حضوره وتعليمه. ولكن هناك ما يعيقه. ربَّما تكون أمور مادِّيَّة. أو تهديد وخطر. أو مشاريع أخرى لا تسمح بالسفر. وفي أيِّ حال، دعا الرسول ذلك: الشيطان. هو الذي يقف في وجه مخطَّط الله. هو الذي يضع العراقيل.

افتخر الرسول بكنيسة تسالونيكي وفرح بما تعيشه وتمنّى أن يكون معهم. ولكنَّه ما استطاع. لهذا أرسل تيموتاوس. فحمل إليه الفرح الذي يحتاج إليه في الشدَّة التي يعيش.

أجل، لا يخاف الرسول أن يتكلَّم مرَّتين عن "الشدائد". وهذه الشدائد في مفهوم الكنيسة تشير إلى الوقت القريب من مجيء الربّ. تشبه حالةُ الرسول حينذاك بحال الأمّ التي تتألَّم ألم الولادة. ولكنَّ الفرح لا يتركها لأنَّه سيكون لها ولد في العالم.

فالرسول عرف الشدائد والاضطهاد في تسالونيكي. وهذا أمرٌ عرفته الكنيسة. فهل تراجع؟ كلاّ. هل ترك كلَّ محاولة للعودة إلى تسالونيكي؟ كلاّ. هو ما تزعزع. ويريد من الكنيسة أن لا تتزعزع. أن تتشدَّد في إيمانها. رسولها حمل الصليب أمامها، في طريق الجلجلة مع يسوع. وهي نالت الاضطهاد مثل الكنيسة الأمّ في أورشليم. أصابها ما أصاب تلك الكنائس التي باليهوديَّة. ونحن كيف نتعامل مع ما يعارض حياتنا وتوجُّهاتنا البشريَّة؟ هل نعرف أن نكتشف الشرَّ الذي يحيط بنا، ونرى بعين الإيمان يدَ الربِّ التي توجِّه حياتنا؟

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM