بركات الله

 

قراءة من إنجيل القدِّيس لوقا (6: 20-23)

ورفعَ عينَيه إلى تلاميذِه وقالَ: “طوباكم أيُّها المساكين، لأنَّ لكم ملكوتَ الله هو. طوباكم أيُّها الجائعون الآن لأنَّكم تَشبَعون. طوباكم أيُّها الباكونَ الآن، لأنَّكم تَضحَكون. طوباكم حين الناسُ مُبغِضون لكم، وفارزونَ إيّاكم وشاتمونَكم ونابذون اسمَكم كأشرار، من أجلِ ابنِ الإنسان. فافرَحُوا في ذلك اليومِ وابتهِجُوا، فأجرُكم كثيرٌ في السماء، لأنَّهم هكذا آباؤهم صانِعينَ كانوا للأنبياء.


 

مرَّات عديدة نمضي في زيارة حجّ. ونطلب من مريم العذراء، من مار شربل أو القدِّيسة رفقة... هم يتوسَّلون معًا، وهكذا ننال الخير الذي طلبناه، أو لا ننال إن لم يكن ما طلبنا لخيرنا. ومرَّات نصوم أو ننذر نذرًا ونحن نتمنَّى.

ولكنَّ الإنجيل الذي نتأمَّل فيه اليوم يدلُّنا على ينبوع البركات، وهذا يتعارض مع ما يقوله البشر. في العالم، امتلكْ كثيرًا تكن مرتاحًا في الحياة، مثل ذاك الغنيّ الذي أغلَّت أرضُه غلاَّت وافرة. لا، قال لنا يسوع. بل "طوبى لكم أيُّها الفقراء". ماذا؟ الفقير إنسان هانئ سعيد، لنقول له: هنيئًا لك! ولو نعرف لماذا صار فقيرًا؟ بسبب إيمانه. رفض أن ينكر المسيح. فأُخذَت منه أمواله. أو حُرم من عمل كان يقوم به. صار فقيرًا من أجل يسوع. فهل يكون يسوع أقلَّ سخاء منه؟ لا يعطيه فقط خير الأرض، بل "ملكوت الله". يكون ملكًا مع الله. نظنُّه فقيرًا فإذا هو غنيّ. نحسب أن لا شيء له ومع ذلك يُغني كثيرين.

وماذا قال العالم؟ "لنأكل ونشرب لأنَّا غدًا نموت." ودعا الغنيّ الجاهل نفسه: "كلي واشربي وتنعَّمي، لك خيرات لسنين عديدة. أمّا يسوع فدعا المؤمنين العائشين في الضيق: "هنيئًا لكم أيُّها الجياع لأنَّكم تُشبعون". من يُشبعكم؟ الله. أما هو الذي علَّمكم أن تقولوا: "أعطنا خبزنا كفاف يومنا"؟ أتطلبون منه ولا تنالون؟ مستحيل. إذا كان آباؤنا على الأرض لا يرفضون لنا الخبز، فما أولى الآب السماويّ! وأبعد من شبع الخبز هناك شبع إلى الله والحياة معه. يا ليتنا نجوع إلى كلام الله، إلى العيش بحسب وصايا الله!

 

والذين يبكون لأنَّهم فقدوا أعزَّاء لهم من أجل المسيح! سوف يضحكون حين يعرفون أنَّ الذين "ماتوا في الربّ"، يحملون أغصان النخل ويسيرون في موكب الذي مات من أجلنا وقام.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM