أنتم مجدُنا وفرحُنا

من رسالة القدِّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيكي 2: 13-20

 

من أجلِ هذا نحنُ أيضًا شاكرونَ اللهَ بلا انقطاع لأنَّ كلمةَ الله التي قبلتم منّا ما قبلتموها مثلَ كلمةِ الناس، بل كما هي في الحقيقيةِ كلمةُ الله، وهي بالفعلِ عاملةٌ فيكم، في أولئك المؤمنين. فأنتم يا إخوتي تشبهتُم بكنائسِ اللهِ التي في اليهوديَّة، تلك التي هي في يسوعَ المسيح. فهكذا تحمَّلتم أنتم أيضًا من أبناء قبيلتِكم كما هم أيضًا من اليهود. أولئك الذين قتلوا ربَّنا يسوعَ المسيح والأنبياءَ الذين منهم، وإيّانا اضطهدوا وللهِ غير حاسنين وهم عاملونَ مضادًا للناسِ كلِّهم. فهم مانعوننا بأن نتكلَّم مع الشعوبِ لكي يحيوا، لإتمامِ خطاياهم في كلِّ وقتٍ لكن بلغ عليهم الغضبُ حتّى الآخرة.

أمّا نحن، يا إخوتي، فكنّا أيتامًا منكم زمنَ ساعةٍ بوجهِنا لا في قلبِنا فاجتهدْنا بالأحرى لرؤيةِ وجوهِكم بمحبَّة كثيرة. وأردنا أن نأتي إليكم، أنا بولسَ، مرَّة واحدةً ومرَّتين، فأعاقني الشيطان. فمن هو رجاؤنا وفرحُنا وإكليلُ افتخارِنا إلاَّ أنتم قدَّامَ ربِّنا يسوعَ المسيح في مجيئِه. فأنتم مجدُنا وفرحُنا.


 

مثل هؤلاء الخدَّام، تكون لكم مثل هذا الكنيسة، تعامل بولس مثل أب وأمّ، ومثله سلوانس وتيموتاوس، كلُّ هذا جعل كنيسة تسالونيكي تستحقّ المديح. كيف تقبَّلوا كلمة الله بارتياح وكأنَّهم كانوا مستعدِّين لها. كم تختلف تسالونيكي عن أنطاكية بسيدية. كانوا يقاومون الكلمة، يناقضونها، يجدِّفون (أع 13: 44). في غير مكان، رجموا بولس. في أثينة، ابتسموا وقالوا: "نسمعك مرَّة ثانية". أمّا في تسالونيكي، فتقبَّلوا الكلمة، لا على أنَّها من الناس، بل على أنَّها "بالحقيقة كلمة الله". وحده المؤمن يميَّز كلام الناس وكلمة الله. فكلمة الله تعمل في المؤمن. وتُجري الآيات. وكلمة الله تنطلق من خبرة مع الله. فإن كان المتكلِّم يردِّد ما سمعه وما حفظه غيبًا. إذا هو لم يأكل الكلمة ويهضمها قبل أن يوصلها إلى الآخرين، فهي لا تؤثِّر في السامعين مهما كانت بليغة على مستوى البشر.

نالت كنيسة تسالونيكي الاضطهاد من السكَّان بوضع من اليهود. وكانت مناسبة للرسول لأن يبيِّن كم تعذَّب من اليهود الذين لاحقوه من مدينة إلى مدينة. فهم منذ البداية اضطهدوا المسيحيِّين الأوَّلين بل قبل المسيحيِّين "قتلوا الربَّ يسوع". وذكر الأنبياء في خطِّ ما قال الربّ: "أي الأنبياء لم يضطهد آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء إلهنا" (يسوع المسيح، أع 7: 32). وكان نصيب إسطفانس الرجم. وبعده سيُقطع رأس يعقوب أحد الاثني عشر.

هم قاوموا الربَّ يسوع، ولا يزالون يقاومون المرسلين. لهذا قال الرسول: "أدركهم الغضب". هم مثال لجميع الذين يقاومون كلام الله وعمله في الجماعات. أيُّ عقاب ينتظرهم!

 


 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM