اضطهاد المؤمنين

من رسالة القدِّيس بطرس الأولى 4: 12-19

 

لا تتعجَّبونَ أنتم يا أحبّائي، في التجاربِ الصائرةِ لكم كأنَّها شيء غريبٌ حاصلٌ لكم، لأنَّها صائرةٌ لامتحانِكم هي. لكن افرحوا بأنَّكم مُشارِكون آلامَ المسيح، وهكذا تفرحون وتُسرُّون في تجلّي مجدِه. وإذا أنتم معيَّرون من أجلِ المسيح، فطوباكم، لأنَّ روحَ الله المجيدَ مُستقرٌّ عليكم. فقط لا يكونُ إنسانٌ منكم متألِّمًا مثل قاتلٍ أو مثلَ سارقٍ أو مثلَ صانعِ شرور. أمّا إذا متألِّمٌ هو مثلَ مسيحيّ، فلا يخجلُ إنَّما يمجِّدُ الله بهذا الاسم. لأنَّ الزمانَ هو لتبدأ الدينونةُ من بيتِ الله. فإذا هو بادئ منّا، فما هي آخرةُ اللامطيعينَ لبشارةِ الله. وإذا البارُّ بشدَّةٍ خالصٌ، فأينَ يُوجَدُ الشرّيرُ والخاطئ؟ لأجلِ هذا، فالذين هم متألِّمونَ بحسبِ إرادةِ الله يجعلونَ له نفوسَهم بالأعمالِ الصالحةِ كما للخالقِ الأمين.


 

والإرشاد الأخير الذي يقدِّمه بطرس الرسول (4: 12-19) تنبيه للمؤمنين من الاضطهاد الذي صار قريبًا، نحن لا ننسى أنَّ الاضطهاد صلب بطرس وقطع رأس بولس بالسيف. وما فعله نيرون في الستِّينات حين أحرق رومة ودلَّ على المسيحيِّين الذين عملوا هذا العمل السيِّئ. فالكنيسة عرفت الاضطهاد منذ اللحظة الأولى على انطلاقتها. ولا تزال حتَّى اليوم عرضة للاضطهاد. هنا يُقتَل كاهن، وهنا يُخطف آخر. كما يُطرَد المرسلون من هذا البلد، ويخاف رئيس جمهورية الهند من الخطر الذي يشكِّله المسيحيُّون على بلاده.

وقال بطرس: هل هذا أمرٌ غريب؟ بل هو طبيعيّ. اضطهدوا المسيح، إذًا يضطهدون المسيحيِّين. أنتم في "أتون المحنة"، وهذا أمر عاديّ. ما الذي يميِّز المؤمنين في هذه الحالة؟ الفرح، البهجة. لأنَّكم لستم وحدكم. بل مع المسيح تشاركونه في آلامه. هكذا كان يمضي المسيحيُّون ليُرموا للوحوش وهم ينشدون. هو أمر يتجاوز قوى الإنسان. ولكنَّ الله يعرف أن يُسند الذين يموتون لأجله.

المسيح يسير أمامكم إلى الموت، والروح يحلُّ عليكم فيعلِّمكم ما ينبغي أن تقولوا، بل هو يتكلَّم بفمكم. كما يقوِّيكم ويشجِّعكم لكي تقاوموا العذابات التي تحتملون. ويعود بطرس وينبِّههم: "لا يتألَّم أحد كقاتل أو سارق..." هي العدالة البشريَّة تعمل هنا. وهو يستحقُّ ما يحكم عليه القضاة من قصاص... أمّا المسيحيّ الذي يعيَّر باسم المسيح، فهو مطوَّب وهو يمجِّد الله الذي يعطيه ملء القوَّة. وكما انتصر المسيح، هكذا ينتصر المسيحيُّون، وكما تمجَّد المسيح كذلك يسيرون في مجده.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM