كلُّ مؤمن به لا يخزى

من رسالة القدِّيس بولس إلى أهل رومة 10: 4-12

 

لأنَّ غايةَ الناموسِ هي المسيح، للبرِّ لكلِّ مؤمن. فموسى كتبَ هكذا عن البرِّ الذي بالناموس: مَنْ يفعلُ هذه يحيا بها. أمّا البرُّ الذي بالإيمانِ فقائلٌ هكذا: أنتَ لا تقولُ في قلبِك: مَن الذي صعدَ إلى السماء وأنزلَ المسيحَ. ومَنِ الذي نزلَ إلى هاوية الشيول وأصعدَ المسيحَ من بينِ الأموات. لكن ماذا قال: قريبٌ هو إليك الجواب، لفمِك ولقلبِك. تلك هي كلمةُ الإيمانِ التي نحن كارزون. فإذا تعترفُ بفمِك بربِّنا يسوعَ السميح، وتُؤمنُ بقلبِك أنَّ اللهَ أقامَه من بينِ الأمواتِ تحيا. لأنَّ القلبَ المؤمنَ به مُبرَّرٌ، والفمَ المعترفَ به يحيا. لأنَّ الكتابَ قال: كلُّ مؤمنٍ به لا يخزى. وبهذا ما ميَّز، لا اليهودَ ولا الأمميّين، فواحدٌ هو ربُّهم كلِّهم الذي هو غنيٌّ في كلِّ مَن يدعوه.

 


                                                                                      

زمن القيامة هو زمن الخلاص. خلاص من "الأنا" وشهواته، خلاص من الخطيئة التي تتعلَّق بنا ولا تتركنا. خلاص من "العالم" الذي يعارض في وجه من وجوهه، يسوع المسيح ولكنَّ هذا العالم لا سلطة له على يسوع. قال: "لا تخافوا، أنا غلبت العالم."

ولكن، كيف الخلاص؟ وهل هو من الصعوبة بحيث ينبغي أن نصعد إلى السماء؟ أو ينبغي علينا أن ننزل إلى عمق البحار؟ ذاك ما قال الله للشعب الأوَّل. الكلمة قريبة منك. تسمعها، تعمل بها تتبرَّر، تنال الخلاص. أمّا نحن شعب العهد الجديد، فلم تعد لنا الكلمة حرفًا ميتًا، مكتوبًا على الرقِّ أو البرديّ. الكلمة هو شخص. هو الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس. "في البدء كان الكلمة... والكلمة صار بشرًا". لا نحتاج بعدُ الصعود إلى السماء بعد أن نزلت السماء وانحدر الابن إلينا. فشابهنا في موتنا لكي نشابهه في حياته.

ما اكتفى الكلمة الإلهيّ بأن ينزل على الأرض، بل راح إلى عالم الأموات. كانوا يظنُّون أنَّ الموتى هم "تحت الأرض" وينتظرون من يبشِّرهم ويصعدهم إلى السماء. إلى هناك مضى يسوع، بشكل رمزيّ. بما أنَّه "يدين الأحياء والأموات" فبشارته وصلت إليهم جميعًا. والآن، بعد أن صعد الربّ إلى السماء، ماذا يبقى علينا أن نفعل؟

نعترف بيسوع أنَّه الربّ، ونؤمن أنّ الآب أقامه من بين الأموات". بهذه الطريقة وبها وحدها ندخل في سرِّ الخلاص. نكون انطلقنا مع المسيح وسرنا في موكبه المجيد، هكذا كانوا يتصوَّرون الشهداء حاملين سعف النخل وهم ينشدون، وكأنِّي بهم يدعوننا لنسير في الطريق التي ساروا فيها لنصل إلى حيث وصلوا: أمام عرش الله والحمل.

 


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM