من رسالة القدِّيس بولس إلى أهل رومة 6: 3-11

أَوَما عارفون أنتم أنَّنا نحن الذين اعتمَدْنا بيسوعَ المسيح إنَّما اعتمدْنا بموتِه. قُبرْنا معه بالمعموديَّةِ للموتِ حتّى كما قامَ يسوعُ المسيحُ من بينِ الأمواتِ بمجدِ أبيه، هكذا نحن أيضًا نسلكُ في حياةٍ جديدة. فإذا نُصبنا سويَّة معه في شبهِ موته، هكذا أيضًا في قيامتِه نكونُ. ونحنُ عارفونَ أنَّ إنسانَنا العتيقَ صُلبَ معه ليُبطَلَ جسدُ الخطيئةِ لكي لا نَخدُمَ الخطيئةَ بعد. لأنَّ ذاك الذي ماتَ حُرِّرَ من الخطيئة. فإذا مُتنا مع المسيحِ نُؤمنُ أنَّنا مع المسيحِ نفسِه نحيا. ونحن عارفونَ أنَّ المسيحَ قامَ من بينِ الأموات، وهو غيرُ مائتٍ بعدُ ولا الموتُ مُتسلِّطٌ عليه. فإذ مات، للخطيئةِ ماتَ مرَّةً واحدة. وإذ هو حيٌّ، فهو حيٌّ لله. هكذا أنتم أيضًا، احسَبُوا أنفسَكم أنَّكم أمواتٌ للخطيئةِ وأحياءٌ لله بربِّنا يسوعَ المسيح.

اعتمد الموعوظون ليلة عيد القيامة. رآهم المؤمنون ينزلون "تحت الأرض" يبدون أنَّهم ماتوا ودُفنوا. ثمَّ يصعدون باللباس الأبيض. فالأبيض يدلُّ قبل كلِّ شيء على القيامة، على انتصار المسيح على الموت الذي يدلُّ عليه اللباس الأسود، لباسُ الحداد. واليوم، المرور في الماء مرورًا رمزيًّا، يعني أنَّنا غرقنا كما في الطوفان، وصعدنا أنقياء، أطهارًا.

مات المسيح على الصليب فأمات الموت بصلبه. ومع الموت، قتل الخطيئة التي عرفها الإنسان منذ نعومة أظفاره. ونحن حين نموت، إنَّما نموت عن الخطيئة، نتركها وراءنا ولا نعود نتطلَّع إليها، وإلاَّ نشبه امرأة لوط التي تركت سدوم ولكنَّها لم تتركها. نظرت إلى الوراء فتحوَّلت إلى نصب ملح (تك 19). رمز إلى العقم وامتناع عن البرارة. وكذا نقول عن لوط.

"اعتمدنا ليسوع المسيح فاعتمدنا لموته". أو: غطسنا في يسوع المسيح. هذا يعني أنَّنا نتبعه إلى حيث يمضي. ما يميِّز المسيحيَّة هو أنَّ لا شريعة تُفرَض، ولا قوانين توضع على الرقاب. أمامنا شخص يسوع. نمشي وراءه، نتبعه. يحمل صليبه، نفعل مثله. يدعونا إلى الراحة كما دعا التلاميذ بعد الرسالة. نرتاح بجانبه. بكلِّ بساطة نتعلَّم منه ونترافق معه. عندئذٍ يكون لنا ما له. يقوم نقوم معه، يُمجَّد نمجَّد معه. نصيبنا نصيبه، حياتنا حياته. وبما أنَّه صعد إلى السماء، نكون صورة معه. وإن قال "اليونانيُّون" (يو 12: 20) نريد أن نرى يسوع، نأخذهم إلى يسوع لأنَّهم كشفوا فينا صورة عنه. هو فخر. وهو في الوقت نفسه مسؤوليَّة. بحياتنا ندلُّ الناس على يسوع. وإن سُئلنا يكون كلامنا تعبيرًا عن حياتنا.