يعقوب يموت وبطرس يُسجَن

12 1في ذلك الزمان، رمى هيرودُس الملك يديه على أناسٍ في الكنيسةِ لكي يُسيءَ إليهم، وهو الذي يُكنَّى أغريبّا. 2فقتلَ بالسيفِ يعقوبَ أخا يوحنّا. 3وإذ رأى أنَّ هذه تروق لليهود، أضافَ أيضًا فأخذَ سمعانَ، وكانتِ الأيّامُ أيامَ الفطير. 4فأخذَه ورماهُ في السجن وسلَّمَه إلى ستَّةَ عشرَ جنديًّا لكي يحفظوه حتّى يسلِّمَهُ لشعبِ اليهودِ بعد الفصح. 5وإذ كان سمعانُ مَحفوظًا في السجن، كانتْ تقرَّبُ من أجلِه إلى اللهِ صلاةٌ مُتواصلةٌ من قِبلِ الكنيسة. 6وفي ليلةِ الصباحِ تلك حيثُ كان مُزمعًا أنْ يُسلِّمَه، وإذ كان سمعانُ راقدًا بين جنديَّين اثنينِ ومقيَّدًا بسلسلتَينِ اثنتَين، وإذْ كانَ آخرونَ حافظينَ أبوابَ السجن، 7وقفَ ملاكُ الربِّ فوقَه وسطعَ النورُ في البيتِ كلِّه، فضَربَه في جنبِه فأقامَه وقالَ له: "قمْ عاجلاً". فسقطَتِ السلاسلُ من يدَيه. 8وقال له الملاكُ: "شُدَّ حقوَيكَ واربُطْ نعلَيكَ، ففعلَ هكذا وقالَ له أيضًا: "اتَّشِحْ بكسائِك وتعالَ ورائي." 9فخرج، وذاهبًا كانَ وراءَه وهو غيرُ عارفٍ بأنَّ ما كانَ بيدِ الملاكِ هو حقيقيٌّ، لأنَّه كان ظانًّا أنَّه راءٍ رؤيا. 10ولمّا عبرا الحرسَ الأوَّلَ والثاني، أتيا حتّى البابِ الحديديِّ، فانفتحَ لهما من تلقاءِ نفسِه. ولمّا خرجا وعبَرا شارعًا واحدًا، افترقَ عنهُ الملاك. 11عندئذٍ عرفَ سمعانُ وقال: "الآنَ عرفتُ في الحقيقةِ أنَّ الربَّ أرسلَ ملاكَه فأفلتَني من يدِ هيرودُسَ الملكِ ومن الشيءِ الذي كانَ اليهودُ حاسبينَ عليَّ."

طلب يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى (هما أو أمُّهما) من يسوع أن يكون الواحد عن يمينه والآخر عن شماله في مجده (مر 10: 35-40). فقدَّم لهما يسوع "الكأس" أي كأس الموت. فقبلا. ودعاهم إلى "المعموديَّة"، إلى الغطس في الموت من أجل القيامة معه. "أجابا: نقدر" (مر 10: 38). استعدّا. وها هو يعقوب يشرب الكأس، فيكون أوَّل رسول يموت شهيدًا حبًّا بالمسيح. يوحنّا أخوه؟ تضاربت الآراء. منهم من قال إنَّه مات باكرًا. وآخرون اعتبروا أنَّه عاش مدَّة طويلة. ومهما يكن من أمر الوقت، فالتقليد يقول إنَّه وُضع في خلقين مغليّ وخرج منه سالمًا. في أيِّ حال ينتهي الإنجيل الرابع بالكلام عن الشاهد والشهيد: "وهذا التلميذ هو الذي يشهد" (يو 21: 24). فمن يحبُّ المسيح ويعلن ذلك ثلاث مرَّات، كما فعل بطرس، يمكن أن يشهد "وتكون شهادته صادقة."

أراد الملك هيرودس أن يُرضي اليهود، فقتل بحدِّ السيف يعقوب أخا يوحنّا (12: 2). وأضاف رضى على رضى فجعل بطرس في السجن (آ3-4). هذا يعني أنَّ لوقا البشير تحدَّث عن موت بطرس في أعمال الرسل، لا في شكل واقعيّ بل بطريقة رمزيَّة. أجل، بطرس هو يسوع. هذا مات في عيد الفصح. وبطرس كذلك فجُعل في السجن كما جُعل يسوع في القبر. خاف اليهود من أن يقوم يسوع، فجعلوا حرَّاسًا على القبر. ظنُّوا أنَّه يَفتح القبر ويَهرب مع أنَّ الحجر كان كبيرًا جدًّا. وهيرودس شدَّد الحراسة على بطرس. وكما قام يسوع من القبر بحضور الملاك، هكذا أتى الملاك وفتح أبواب السجن. هو رمز إلى القيامة.

 

لم يصدِّق الرسل بأنَّ يسوع قام. وكذلك كان الأمر بالنسبة إلى بطرس. عمليًّا قام. وظهر على الإخوة. وينتهي الخبر: "ثمَّ خرج (كما يخرج الإنسان من القبر) وذهب إلى مكان آخر" (آ17) أي صعد إلى السماء، بعد أن قال يسوع: "أريد للذين يؤمنون بي أن يكونوا معي ليروا المجد الذي لي منذ إنشاء العالم" (يو 17).

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM