الخلاص لليهود وللوثنيِّين

11 1وسُمعَ لدى الرسلِ والإخوةِ الذين في اليهوديَّة أنَّ الشعوبَ أيضًا قَبِلوا كلمةَ الله. 2ولمّا صعدَ سمعانُ إلى أورشليم، مُتخاصمينَ كانوا معه أولئكَ الذينَ من الختان. 3وقائلين: "لدى أناسٍ غُلفٍ دخلَ وأكلَ معهم." 4فأخذَ سمعانُ يقولُ لهم الشيءَ بعد الشيء: 5"إذْ كنتُ مصلِّيًا في يافا رأيتُ رؤيا حيثُ نزلَ سِماطٌ ما مُشابهٌ للكتّان، وكان مربوطًا بأربعِ زواياه، ومُتدلِّيًا من السماء فأتى إلى عندي. 6كنتُ محدِّقًا فيه وناظرًا وكانَ فيه حيواناتٌ ذاتُ أربعِ أرجلٍ وزحّافاتُ الأرضِ وطيرُ السماء. 7وسمعتُ صوتًا قائلاً لي: "يا سمعانُ، قمِ اذبَحْ وكُلْ." 8فقلتُ: "حاشا يا ربُّ ما دخلَ قطُّ فمي دنسٌ ونجس." 9وقالَ لي أيضًا الصوتُ من السماء: "الشيءَ الذي طهَّرهُ الله، أنتَ لا تنجِّسُ." 10هذا كانَ ثلاثَ مرّات وأُصعِدَ كلُّ شيء إلى السماء. 11وفي تلكَ الساعةِ، الرجالُ الثلاثةُ الذين أُرسلوا إليَّ من عندِ كورنيليوس، من قيصريَّة، أتَوا ووقَفوا على بابِ الدارةِ التي أنا مُقيمٌ فيها. 12فقالَ لي الروح: "انزِلْ معهم بلا تردُّد." وأتى معي أيضًا هؤلاء الإخوةُ الستَّة، فدخلْنا بيتَ الرجل. 13وأُخبرتُ كيف رأى في بيتِه ملاكًا فوقفَ وقالَ له: "أرسِل إلى مدينة يافا وجئ بسمعانَ المدعوِّ كيفا. 14وهو يتكلَّمُ معك الكلماتِ التي بها تحيا أنت وبيتُك كلُّه." 15ولمّا أخذتُ أتكلَّمُ هناك، حلَّ الروحُ القدسُ عليهم كما علَينا من قبلُ، 16فتذكَّرتُ الكلمةَ التي قالَ ربُّنا: "يوحنّا عمَّد بالماء، وأنتم تعمِّدونَ في الروحِ القدس." 17فإذا كانَ اللهُ الآنَ وهبَ بالتساوي الموهبةَ للشعوبِ الذين آمنوا بربِّنا يسوعَ المسيح، كما أيضًا لنا، فأنا من أكونُ لأقدرَ أن أمنعَ اللهَ. 18ولمّا سمعوا هذه الكلمات، هدأوا ومجَّدوا اللهَ قائلين: "إذًا، وهبَ اللهُ الشعوبَ التوبةَ للحياة."


 

حين نقرأ سفر الأعمال نفهم بسرعة الصعوبات التي واجهت الكنيسة منذ بدايتها. ونعرف أنَّ الأمور لم تكن بهذه السهولة بحيث تختلف عن حياة الكنيسة اليوم. منذ البداية، خلاف بين المسيحيِّين المتكلِّمين الأراميَّة وأولئك المتكلِّمين اليونانيَّة. اشتكى هؤلاء من أولئك لأنَّ أراملهم لا يُعامَلن المعاملة الحسنة. فتأسَّس السبعة الذين أوَّلهم إسطفانس. وها هي الصعوبة الكبرى: كيف الخروج من قوقعة العالم اليهوديّ والوصول إلى العالم اليونانيّ؟ فبطرس نفسه أتاه اللوم والخصومة: "دخلتَ إلى قوم غير مختونين وأكلتَ معهم" (أع 11: 2). يا للخطيئة! كيف تتجاوز "القوانين" المرعيَّة الإجراء؟ ما من أحد تجاسر وفعل هكذا. إذًا، أنت تعطي المثل السيِّئ.

لا جواب بشريًّا لدى بطرس، بل اعتذار. ولكنَّه اختبأ وراء الروح القدس. أفهمه أن لا دنس على مستوى الطعام والتعامل بين الناس، كلُّ ما خلقه الله كان حسنًا وحسنًا جدًّا، فكيف تقول، أيُّها المؤمن، هذا شيء رديء ولا تأكل منه ولا تلمسه! أتُرى خلق الله سوءًا؟ كلاَّ ثمَّ كلاَّ. وإذا كان كلُّ إنسان مخلوقًا على صورة الله ومثاله، فكيف تجسر أن تقول: الله رذل فلان واحتقر فلان. هذا يخلص وذاك يمضي إلى الهلاك. وإن هو خلص فيكون الله انتشله كما تُنتشل جرَّة من البئر! ما هذه المذاهب المسيحيَّة وغير المسيحيَّة! وأيَّة صورة عن الله! هو الأب والأمُّ لجميع البشر. وكم رفض الرعاة الأردياء واستعدَّ لأن يقوم هو برعاية البشر بانتظار مجيء الراعي الصالح "الذي يبذل حياته عن أحبَّائه."

هذا المشروع هو من الله. لهذا سمع بطرس الصوت. والملاك أتى لدى كورنيليوس والروح استبق الممارسة فحلَّ على جميع الحاضرين. فهل يستطيع بطرس أن "يقاوم الله؟" (آ17). لا هو ولا غيره، فالكنيسة لا يقودها البشر وحدهم، بحكمتهم وقدرتهم وفطنتهم بل الربُّ نفسه. هو ربَّان السفينة وهو يعرف أن يقودها وسط الأمواج العاتية. فماذا ننتظر لنجعل فيه كامل ثقتنا. وإن كنَّا ضعفاء؟ نسمع كلام الربّ: "لا تخف أيُّها القطيع الصغير!"


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM