وحلَّ الروح على بيت كورنيليوس

 

44وإذْ كان سمعانُ مُتكلِّمًا هذه الكلماتِ، حلَّ الروحُ القدسُ على كلِّ الذين كانوا سامعينَ الكلمة. 45فاندهشَ الإخوةُ المختونون الذين أتَوا معه، وتعجَّبوا لأنَّ موهبةَ الروحِ القدسِ أُفيضَتْ أيضًا على الشعوب. 46فكانوا سامعينَهم مُتكلِّمينَ بلسانٍ ولسانٍ ومُعظِّمينَ الله. فقالَ سمعان: 47"أقادرٌ إنسانٌ أن يمنعَ الماءَ بحيثُ لا يَعتمدُ هؤلاء الذين قبِلوا الآنَ الروحَ القدسَ كما نحن؟" 48حينئذٍ أمرَ لهم أن يَعتمِدوا باسمِ ربِّنا يسوعَ المسيح، وطلبوا منه أن يبقى عندَهم أيّامًا.

تكلَّم بطرس وتكلَّم. ولكن ماذا يفعل؟ هل يعمِّد هؤلاء "الوثنيِّين" كما عمَّد ثلاثة آلاف يوم العنصرة ثمَّ ألفين بعد ذلك الوقت بقليل؟ هو يتردَّد. هو يخاف. انتظر وانتظر. ولكنَّ الروح القدس لا ينتظر. عادة، حين يقبل الإنسان العماد يحلُّ عليه الروح القدس. أمّا الآن، فانقلب المشروع وما عاد الله "خاضعًا" لضعف البشر. كان بطرس بعدُ يتكلَّم حين "نزل الروح القدس على جميع الذين يسمعون كلامه" (أع 10: 44). "الجميع"، كلُّهم. ما استثنى النساء والأطفال. ونحن لا ننسى: هم كلُّهم وثنيُّون. هل "خُتنوا " قبل أن يعتمدوا؟ ماذا؟ قال اليهود الذين رافقوا بطرس: الروح ينزل أيضًا على غير اليهود، على الوثنيِّين! هم يخلصون كما نحن نخلص! هم يتكلَّمون بألسنة كما نحن نتكلَّم!

هذا غير معقول بشريًّا. بل هو مرفوض. نحن وحدنا مؤمنون، أمّا الآخرون فلا نعلم! ولكنَّ الروح أفهم بطرس ويُفهم كلَّ واحد منَّا. هو الذي قال بلسان النبيّ يوئيل: "أفيضُ روحي على كلِّ بشر" (أع 17؛ رج يوء 3: 1ي). ما استثنى أحدًا. كيف يستطيع أشخاص مثل طاغور أن يقول مثل هذا الكلام العميق؟ الروح القدس. كيف وصل اليونانيُّون إلى الله الواحد رافضين آلهة الحجر والخشب المتعدِّدة؟ الروح القدس. وكم تمنَّى موسى أن يكون شعب الله كلُّه أنبياء! ولكن انتظرنا العهد القديم لنعرف أنَّ "الروح" ليس قوَّة الله، كما نقول يده أو عينه. هو شخص حيّ، مثله مثل الآب والابن. هو الأقنوم الثالث في الثالوث الأقدس. "يُعبَد ويمجَّد". ثمَّ "ينطق بالأنبياء والرسل."

استبق الروح القدس كلَّ عمل بشريّ. فما بقي على بطرس سوى أن يتبع، ويعمِّد بيت كورنيليوس وجميع الذين كانوا في بيته، يهودًا أو وثنيِّين. "كلُّهم" حلَّ الروح القدس عليهم. كلُّهم أخذوا ينشدون أعمال الله العظيمة. تبدَّلت لغتهم وتبدَّل مفهومهم للإيمان بيسوع المسيح. أرسله الآب ليخلِّص جميع البشر. وها هو الخلاص يمتدُّ ويمتدُّ وإلى الآن لم ينتهِ بعد. فماذا ننتظر لنواصل عمل بطرس وسائر الرسل؟


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM