صعوبات وتهديد بالموت

34فقامَ واحدٌ من الفرّيسيّين، اسمُه غملائيل وهو معلِّمُ الشريعة وموقَّرٌ من الشعبِ كلِّه. فأمرَ بأن يُخرِجوا الرسلَ إلى الخارجِ وقتًا قليلاً. 35وقال لهم: "أيُّها الرجال، يا بني إسرائيل، احذَرُوا في أنفسِكم وانظروا ما ينبغي لكم أن تعملوا بالنسبة إلى هؤلاء الناس. 36لأنَّه قبلَ هذا الزمن، قامَ تودا وقالَ على نفسِه بأنَّه هو شيءٌ عظيم. فذهب وراءَه حوالي أربعمئة رجل. فقُتلَ هو، وأولئكَ الذاهبونَ وراءَه تبدَّدوا وكانوا كلا شيء. 37وقامَ بعدَه يهوذا الجليليُّ في الأيّامِ التي فيها كانَ الناسُ يُكتَبونَ في جزيةِ الرأس وجَرَّ شعبًا كثيرًا وراءَه. فماتَ هو، وكلُّ الذاهبينَ وراءَه تبدَّدوا. 38والآنَ أنا قائلٌ لكم: ابتعدوا كلُّكم عن هؤلاء الناسِ واتركوهم، لأنَّه إذا كانَتْ هذه الفكرةُ وهذا العملُ من الناس، ينحلاَّنِ ويَعبرانِ. 39أمّا إذا كانا من الله، فأنتم لا تتوصَّلون بأيديكم أن تُبطلوه، وإلاّ تكونون مقاومين لله."

40فوافقوه ودعَوا الرسلَ وجلدوهم، وأمروهم بأن لا يكونوا مُتكلِّمينَ باسمِ يسوع، وأطلقوهم. 41فخرجوا من قدّامِهم وهم فرحونَ لأنَّهم استحقُّوا أن يُهانوا من أجلِ الاسم. 42وما زالوا كلَّ يومٍ يُعلِّمونَ في الهيكلِ وفي البيتِ، ويُبشِّرونَ بربِّنا يسوعَ المسيح. (أع 5: 34-42)

*  *  *

الرسل يعيشون الصعوبات. هدَّدوهم بالموت، ولكنْ دافعَ عنهم واحدٌ من المجلس. وفي النهاية اكتفوا بأن يجلدوهم. هو تحذير مع أمر واضح: لا تتكلَّموا باسم يسوع. إذا لم يعد لهم مثل هذا الكلام فما معنى حياتهم؟ هؤلاء الذين كانوا صيَّادي سمك أو من شعب الأرض البسيط حُمِّلوا رسالة. ما عادوا مثل سائر الناس. رفعهم الله. أعطاهم القوَّة. علَّمهم. ساعدهم. أنريدهم أن ينزلوا إلى المستوى الماضي وينسوا دعوتهم الأساسيَّة.

بعد الجلد أطلقوهم. هل صمتوا؟ هل خافوا على جلدهم؟ بل كان الفرح على وجوههم. مثلهم مثل يسوع. تألَّموا كرامة اسم يسوع. وهكذا في الصباح الباكر عادوا يعلِّمون في الهيكل، في البيوت. الرسول لا يختبئ ولا يجعل إيمانه تحت مكيال، بل على منارة.

ماذا كانوا يعلِّمون؟ الأساس. يسوع هو المسيح. ذاك الذي أرسله الآب فصار إنسانًا مثلنا. ولكنَّه أيضًا ابن الله الذي جاء يحمل الخلاص إلى البشر. وأعطى المعلِّم اليهوديُّ غملائيل المعيار: بشارتنا هي من عند الناس؟ تزول مع الناس. بشارتنا من عند الله، لا يستطيع أحد أن يزيلها. هل نؤمن بذلك أم نحن خائفون على المسيح وعلى المسيحيَّة؟ أبواب الجحيم لا تقوى على الكنيسة. مات الشهداء ويموت منهم كلَّ يوم، ولكنَّ الإنجيل لا يموت. يُسجَن الرسل كما حصل لبولس ولكنَّ الإنجيل حرٌّ ويحمل الحرِّيَّة إلى البشر!


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM