12وكانتْ بيدِ الرسلِ آياتٌ ومُعجزاتٌ كثيرةٌ في الشعب، وكانوا كلُّهم مُجتَمِعينَ معًا في رواقِ سليمان. 13وما كانَ إنسانٌ من الناسِ الآخرينَ يتجرأُ أن يقتربَ لديهم بل كان الشعبُ يُعظِّمُهم. 14وأولئكَ المُؤمنونَ بالربّ، كانوا بالأحرى مُتزايدينَ، جماعةً من الرجال والنساء. 15بحيثُ إنَّهم كانوا في الساحاتِ يُخرجونَ المرضى وهم مَرميُّونَ في الأسرَّةِ حتّى متى يكونُ سمعانُ آتيًا يقعَ عليهم ولو ظلُّه. 16وأتى لديهم الكثيرون من المدنِ الأخرى المحيطةِ بأورشليم، وكانوا آتينَ بالمرضى وبأولئك الذين كانتْ لهم أرواحٌ نجسة، وكانوا كلُّهم مُتعافَينَ.

17فامتلأ حسدًا عظيمُ الكهنةِ وكلُّ الذينَ معه ممَّن كانوا من تعليمِ الصدّوقيّين. 18فرمَوا الأيدي على الرسلِ وأخذوهم وسجنوهم بينَ السجناء. 19حينئذٍ، في الليل، فتحَ ملاكُ الربِّ بابَ السجن وأخرجَهم، وقالَ لهم: 20"اذهبوا، قِفوا في الهيكلِ وكلِّموا الشعبَ بكلِّ كلماتِ الحياةِ هذه." 21فخرجوا عندَ الفجرِ ودخلوا الهيكلَ وكانوا يعلِّمون فيه. (أع 5: 12-21)

*  *  *

تلمِذوا، عمِّدوا، علِّموا. ذاك ما قاله يسوع للرسل قبل أن يتركهم نهائيًّا. وهكذا، ما إن حلَّ الروح على الرسل، حتَّى بدأوا يبشِّرون، يحملون الكلمة، منطلقين من الأساس: يسوع المسيح الذي أنهى حياته بالصلب والموت، ولكنَّه قام وهو الآنَ حيٌّ في وسطهم. كما أرسل إليهم الروح القدس.

وبالإضافة إلى الكلمة، كانت المعجزات والآيات. آية حنانيا وسفيرة توجَّهت إلى المؤمنين في الداخل. وشفاء المخلَّع وسائر الأشفية، إلى الذين في الخارج. وكما اعتاد الناس أن يحملوا المرضى إلى يسوع، هكذا هم يصنعون الآن فيطلبون أن يقع "ظلُّ بطرس" على المريض. قدرة عظيمة رافقت الكنيسة الأولى، ولا تزال ترافقها. فالقدِّيسون يملأون الدنيا، في لبنان وفي خارج لبنان.

مثل هذا الحضور يزعج العالم. انزعج رئيس جمهوريَّة الهند من المسيحيِّين الذين يتكاثرون فاحتجَّ لدى البابا يوحنّا بولس الثاني. وهنا وهناك تُحرَق كنائس. يُقتَل مسيحيُّون، يلاحَق آخرون. قال بولس: "صرنا كالمحكوم عليهم بالموت... نردُّ الشتيمة بالبركة، والاضطهاد بالصبر، والافتراء بالنصح".

وجعلوا الرسل في السجن، كما اليوم وكلَّ يوم. ولكن جاء ملاك الربِّ فأخرجهم وأطلقهم من جديد. المهمّ أن لا نخاف، أن لا نتراجع.