خطيئة الكهنة

قراءة من نبوءة هوشع (6: 7-11، 7: 1-2)

في أرض أدام جاوزوا عهدي. هناك غدروا بي. جلعاد مدينة الأثمة. مسالكُ جبالِها مليئة بالدم. وكما يكمن اللصوص، فكذلك الكهنة، يقتلون في طريق شكيم ويرتكبون الفجور. وفي بيت إسرائيل رأيتُ يا للهل، رأيتُ زنى بيت أفرايم ونجاسةَ بني إسرائيل.

وأنتم يا بيتَ يهوذا، فإنِّي أعددتُ لكم يومًا للحساب، حين أُعيد شعبي من السبي.

كلَّما حاولتُ أن أشفي شعبَ إسرائيل انكشف إثمُ بيتِ أفرايم ومساوئ أهل السامرة، هم يغدرونَ بعضهم ببعض، فمنهم السارق في الداخل واللصُّ الذي يسلب في الخارج. يقولون في قلوبهم: "لا أتذكَّرُ كلَّ مساوئهم"، وها أعمالُهم تُحيطُ بهم، وصارت أمام وجهي.


 

في البداية، كان الكاهن مختارًا بحسب خياره. وفي التنظيم اللاحق، صارت قبيلة لاوي قبيلة كهنوتيَّة. يكفي أن تُولَد في هذه القبيلة لتكون كاهنًا. ثمَّ انحصر الكهنوت في هارون. وبعد ذلك، في صادوق. فصار الكهنوت درجات: رئيس الكهنة ماسك السلطة. في الأصل، يعيِّنه الملك ويعزله. هكذا عزل سليمان أبياتر. وهكذا اعتاد الأباطرة أن يتصرَّفوا مع الأساقفة: يرفعونهم، يخفضونهم، يعزلونهم. بعد المنفى وغياب الملك، صار عظيم الكهنة حامل السلطة الدينيَّة والسياسيَّة: هو من يكلِّم الحاكم الأجنبيّ باسم شعبه.

بماذا هدَّد النبيُّ الكهنة؟ "تعثر في النهار" والنبيُّ (الكاذب) يعثر في الليل (4: 5) فلا يجد المؤمن وراء من يمشي. الخطأ الكبير أمام شعب لا يعرف هو أنَّ الكاهن "رفض المعرفة"، فجاء جواب الربّ: "أنا أرفضك حتَّى لا تكون كاهنًا لي" (آ6) أيُّها الكاهن، "نسيت الشريعة، وأنا أيضًا أنسى بيتك" (آ7)

المعرفة هي أكثر من العلم. هي التعلُّق بالربِّ والالتصاق به التصاق الزوجين الواحد بالآخر. من هو محور حياة الكاهن؟ الربّ، فينشد له: "لا أريد سواك"، أو المال فيأخذ جميع الوسائل لكي يجمعه. الكاهن يشجِّع الشعب على الخطيئة. فيأتي ويقدِّم ذبيحة أو ينذر نذرًا ويكون المستفيد الأوَّل والأخير هو الكاهن. نتخيَّل هذا الكلام من النبيّ هوشع تجاه هذه القوَّة الحاضرة في المجتمع.

والعقاب آتٍ: المجد الذي ألبستُهم يتحوَّل إلى "هوان"، إلى احتقار. لا احترام بعد. نمضي إلى الكاهن حين نحتاج إليه في أمورنا اليوميَّة. أمّا أن يعلِّمنا، أن يقودنا إلى المسيح كما دعا أندراوس أخاه سمعان وفيلبُّس صديقه نتنائيل، فهذا أمر آخر. ويتواصل الحكم: "كما الشعب كذلك الكاهن" طريق واحدة، إذًا مصير واحد. ولماذا يتميَّز الكاهن عن العالم؟ هو خميرة في العجين! ما أحلاه يكون خميرًا في العجيب فتفسد العجين.

أين مراعاة الربّ؟ أين احترامه؟ أين ذكر الزيت الذي صُبَّ على رأسه!


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM