حياته نبوءة

قراءة من نبوءة هوشع (1: 2-9)

لمّا بدأ الربُّ يتكلَّمُ بلسان هوشع، قال الربُّ لهوشع: "خذْ لك امرأةَ زنى، وليكن لك منها أولاد زنى. لأنَّ أهلَ الأرضِ كلِّها يزنون في الخفيةِ عنِّي أنا الربّ. فذهبَ وأخذ جومرَ بنتَ دبلايم، فحبلَت وولدَتْ له ابنًا.

فقال الربُّ لهوشع: "سمِّه "يزرعيل"، لأنِّي بعد قليل أعاقبُ بيتَ ياهو على الدماء التي سفكها ياهو في يزرعيل، وأضعُ حدًّا لمملكةِ بيتِ سرائيل. وفي ذلك اليوم أكسرُ قوسَ بني إسرائيل في وادي يزرعيل.

ثمَّ حبلَتْ جومرُ ثانية، وولدَت بنتًا، فقال الربُّ لهوشع: "سمِّها "لارحمة"، لأنِّي لا أعودُ أرحم بيتَ إسرائيل، بل أجعلُهم نسيًّا منسيًّا. أمّا بيتُ يهوذا فأرحمُهم وأخلِّصُهم، أنا الربُّ إلههم، ولكن لا أخلِّصُهم بالقوس ولا بالسيف ولا بالخيل، ولا بالفرسان ولا بأدواتِ الحربِ كلِّها."

ولمّا فطمَتْ جومرُ ابنتَها "لا رحمة"، حبلَتْ وولدتِ ابنًا. فقال الربُّ لهوشع: "سمِّه "لاشعبي"، لأنَّ لا شعبَ إسرائيلَ لي، ولا أنا له."


 

معنى اسمه: الربُّ يخلِّص. ظهر في مملكة الشمال، في إسرائيل بعاصمتها السامرة، في القرن الثامن. تنبَّأ في زمن يربعام الثاني بن يوآش (787-747 ق.م.). أين وُلد؟ لا نعرف. كيف عاش؟ هذا ما لم يقلْه الكتاب. ما نعرفه هو زواجه من امرأة اسمها جومر هي "الكاملة" إذا عدنا إلى السريانيَّة، وأيُّ كمال كمالها وهي العائشة في ظلِّ المعابد وتمارس الزنى والبغاء المقدَّس. إلى هناك مضى هوشع وأخذها. ربَّما لكي يخلِّصها من الشرِّ الذي تعيش فيه والانحطاط الخلقيّ الذي وصلت إليه، فصارت شيئًا يُستعمَل ثمَّ يُرمى جانبًا. وقد يعني اسمها أيضًا: الجمرة المحرقة. أُغرم بها هوشع وتزوَّجها. ومنها جاءه ثلاثة. الأوَّل اسمه يزرعيل، أي الله يزرع. وماذا يزرع الله حيث الملك زرع الظلم والموت والرجم (1 مل 21: 1ي). والثانية اسمها "لارحمة". ضاعت الرحمة في البلاد. والثالث اسمه "لا شعبي". مثل هذا الشعب العائش في الخطيئة وعبادة الأوثان، فهل يمكن بعدُ أن يُدعى شعب الله؟

نتذكَّر أنَّ الزنى، بالإضافة إلى ما نعرف، هو رمز إلى عبادة الآلهة والأصنام. فكما المرأة التي تمثِّل الشعب على مثال حوّاء أمِّ الأحياء، تخون زوجها فتُدعى زانية، كذلك الأمَّة (والمدينة) تخون الربَّ حين تبني هيكلاً لهذا الصنم أو ذاك وتقدِّم له الذبائح. انطلق الربُّ من هذا الوضع فبدا وكأنَّه دعا هوشع ليتزوَّج امرأة زانية. هكذا تكون حياته رمزًا إلى ما فعله الله. أخذ موسى والعبرانيِّين من مصر، موطن عبادة الأصنام ودعاهم إلى عبادة الإله الواحد. لا مكان بعدُ للخيانة. ومع ذلك، عاد الشعب إلى الزنى. فعاد الربُّ إليه "وتزوَّجه" من جديد، وطلب من هوشع أن يغفر لامرأته مع أنَّها عادت إلى الزنى، ويأخذها. فهي سوف تتحوَّل ومعها أولادها، فتتبدَّل أسماؤهم: الله يزرع شعبه في الأرض فلا يُقتلَع. الله يرحم لأنَّه أب رحوم. والذين يرجعون إليه يدعوهم: شعبي ويدعو نفسه إلههم.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM