العنوان

نبيَّان من القرن الثامن. عاشا في زمن واحد. في أيَّام يربعام الثاني (790-750). كانت فترة من الازدهار الكبير: المال، الغنى، الرفاهية. ولكن لفئة قليلة. ولبث الفقراء كثيرين. أقوياء من جهة وضعفاء من جهة أخرى. ولعب الظلم لعبته. الكبار انحدروا. الكهنة ارتاحوا بعد أن كثرت الذبائح والتقادم والقرابين. فلماذا يتكلَّمون بعد الآن؟ فالكلام ضرر لهم، ويقطع النبع عنهم. بل هم يدفعون الناس إلى الخطيئة ليأتوا ويكفِّروا، والتفكير يعني الفائدة. والأنبياء؟ غاب الأنبياء. كما أنَّ الهيكل هو هيكل الملك، والكهنة هم في خدمة الملك، فلماذا يتنبَّأ الأنبياء بغير ما يريد الملك؟ هم أنبياء له. يقولون كلامه. يقولون الكلام الذي يرضيه ويرضي الكبار حوله.

من هنا دور هوشع وعاموس. هذا شدَّد على العدالة في المجتمع. كان قاسيًا مع الأغنياء وحياة البذخ عندهم. وبما أنَّه ليس في خدمة الملك مثل الكاهن أمصيا، طُرد من بيت إيل... وهوشع ذكَّر الناس بأنَّ الله أبوهم وأمُّهم. إنَّه كالزوج مع زوجته، يعرفهم، يحبُّهم، يتَّحد بهم. مع أنَّهم يركضون وراء الأصنام "التي يعشقون ويحبُّون".

تلك هي تأمُّلاتنا في هذا الكتيِّب من "شذرات". ونتذكَّر "أنَّ كلَّ ما كُتب، كُتب لتعليمنا"، كما قال بولس الرسول. فلندخل إلى مدرسة الأنبياء. هم حملوا كلمة الله. ونحن نسمعها، ونتأمَّل فيها

هوشع هو ذاك النبيّ الذي كانت حياته "كلامًا" قبل أن يتكلَّم. أحبَّ امرأة "زانية". والزنى هو خيانة في الحياة الزوجيَّة. وبما أنَّ الله "زوج" شعبه، تألَّم من خيانة الشعب والركض وراء "زوج" آخر. هو بعل، هو السيِّد. هكذا كانت المرأة تدعو زوجها. لهذا سوف نرى الصور القاسية: الله مثل لبؤة، مثل دبَّة فقدَتْ أولادَها. وهكذا كانت التأمُّلات الآتية:

1. حياته نبوءة، هو 1: 2-9

2. الله أبٌ وأمٌّ، هو 11: 1-4، 8-11

3. الله زوج محبٌّ، هو 2: 16-22

4. اسمعوا، هو 4: 1-10

5. من هو إلهنا؟، هو 2: 10-15

6. آخذُكم إلى البرِّيَّة، هو 6: 1-6

7. خطيئة الكهنة، هو 6: 7-11؛ 7: 1-2.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM