أدركَنا المسيح

 

على الطريق التي تقود إلى دمشق، أشرق النور حول شاول (أي بولس الرسول) وأبهره حبُّ المسيح. أدركه. أمسكه بحيث لا يقدر أن يفلت. صار مثل "حجر" بلا حراك. ولكن بالحقيقة عكس ذلك هو ما حصل. خسر شاول قلب الحجر الذي فيه واكتشف أنَّ لله قلبًا من لحم. على الحجر كُتبَت بنودُ الشريعة، وعلى اللحم تُكتب أسماء من نحبُّ. حين رأى شاول يسوع القائم من الموت يتراءى له، وعى هو، أنَّه يعيش في هذا الإنسان. بما أنَّ الله أعطى يسوع الاسم الذي هو فوق اسم (فل 2: 9) فقلبه كبير إلى درجة لكي يكون اسم يسوع محفورًا هنا. هنا قرأ شاول اسمه كما في كتاب مفتوح، أفضل ممّا في جميع الكتب التي قرأها حتَّى الآن.

منذ ذلك اليوم، عرف شاول أنَّه يعيش في الله. لهذا، ما كان له جوهريّ صار للإهمال. صار كالزبل، نفاية. ويجب أن يُرمَى. فأمور عديدة اعتبرت نفسها أساسيَّة بحيث شكَّلت عائقًا لاكتشافه: اسمه محفور في قلب الله.

*  *  *

فصل من رسالة القدِّيس بولس إلى أهل فيلبّي (3: 4-14)

 

4إذْ كان لي أنا أيضًا اتِّكالٌ على اللحم. ولكن إذا إنسانٌ ظانٌّ أنَّ اتكالَه على اللحم هو، فأنا أفضلُ منه: 5مختونٌ ابنَ ثمانيةِ أيّام، من نسلِ إسرائيل، من سبطِ بنيامين، عبريٌّ ابنُ عبريٍّ، في الناموسِ فرّيسيٌّ. 6وفي الغيرةِ مضطهدُ الكنيسةِ وببرِّ الناموسِ كنتُ بلا ملامةٍ. 7لكنَّ هذه التي كانت لي ربحًا، حسبتُها خسرانًا من أجلِ المسيح. 8بل أنا حاسبٌ إيّاها كلَّها خسرانًا من أجلِ عظمةِ معرفةِ يسوعَ المسيح ربّي ذاك الذي من أجلِه خسرتُ كلَّ شيء ومثلَ الزبلِ حسبتُه لكي أربحَ المسيح. 9وأُوجَدَ فيه، إذ ليس لي برُّ نفسي ذاك الذي من الناموس، بل ذاك الذي من الإيمانِ بالمسيحِ الذي هو البرُّ الذي من الله. 10فبه أعرفُ يسوعَ وقدرةَ قيامتِه وأشاركُ في آلامِه وأتشبَّهُ بموتِه. 11لعلّي أقدرُ أن أبلغَ القيامةَ التي من بينِ الأموات. 12لا كأنّي أخذتُ من قبلُ أو اكتملتُ من قبل، ولكن راكضٌ أنا لعلّي أدركُ الشيء الذي من أجلِه أدركَني يسوعُ المسيح. 13يا إخوتي، أنا غيرُ مُفكِّرٍ في نفسي أنّي أدركتُ. فواحدةً أنا عارفٌ: أن أكونَ ناسيًا ما ورائي ومنبسطًا إلى ما قدَّامي. 14وراكضٌ أنا قبالةَ الهدفِ بحيثُ آخذُ غلبةَ الدعوةِ العلويَّة، دعوةِ الله في يسوعَ المسيح.

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM