فصل من الرسالة إلى العبرانيِّين (11: 17-22)
17بالإيمانِ قرَّبَ إبراهيمُ إسحاق، في تجربتِه، وأصعدَ وحيدَه على المذبح، ذاك الذي كان قبلَه في الوعد. 18فقيلَ له: بإسحاقَ يُدعى لك زرعٌ. 19وفكَّرَ في نفسِه أيضًا أنَّها واصلةٌ بيدَي الله ليقيمَ من بينِ الأموات، ولأجلِ هذا وُهبَ له في المثل. 20بالإيمانِ الشيء الذي كان عتيدًا، باركَ إسحاقُ يعقوبَ وعيسوَ. 21بالإيمانِ، إذْ يعقوبُ مائتٌ هو، باركَ ابني يوسفَ كلَيهما واحدًا واحدًا وسجدَ على رأسِ عصاه. 22بالإيمانِ يوسفُ إذ هو مائتٌ، ذكرَ خروجَ بني إسرائيل، وأوصى على عظامه.
* * *
لا يسير الإنسان بمفرده إلى الله. بل في جماعة. ولا يخلص وحده، بل مع الذين حوله. يسندونه ويسندهم. هل نجا نوح وحده؟ بل كانت معه امرأته. وكان معه أيضًا أبناؤه الثلاثة ونساؤهم. وإبراهيم لم يكن وحده. فكما آمن هو آمنت سارة، الأميرة، زوجته مثله. نحن بعيدون عن العالم اليهوديّ، حيث الرجل تقيّ ولا تكون المرأة تقيَّة. الرجل مؤمن والمرأة خاطئة. عبدة، خادمة، لا قيمة لها. وفي أيِّ حال، لم يتبدَّل شرقنا كثيرًا.
أمّا في المسيحيَّة فالأمر يختلف اختلافًا كبيرًا. بالإيمان سار إبراهيم. وبالإيمان سارت زوجته. كانا بارَّين على مثال زكريَّا وإليصابات والدي يوحنّا المعمدان. ولدت حسب الوعد الإلهيّ من تكون ذرّيته كبيرة جدًّا.
من هابيل إلى سارة، كلُّ هؤلاء غرباء، مسافرون على الأرض، يطلبون المدينة، حيث يقيم الله. لا أورشليم الأرض، بل أورشليم السماء، التي صارت بيت لحم، وهذا المذود حيث كمال المواعيد التي انتظروها وإن هم لم يروه. كلُّم ماضون إلى هذا الإله الذي لا يستحي بهم. الذي يفرح بأن يُدعى إلههم (آ16). أعدَّ لابنه مكانًا وأعدَّ لهم مدينة بعد أن كانوا في البرّيَّة مع قطعانهم.