اعرفوا إرادة الله

فصل من رسالة القدّيس بولس الرسول إلى أهل رومة (12: 1-8)

 

1إذًا أنا طالبٌ منكم، يا إخوتي، برحماتِ الله أن تُقيموا أجسادَكم ذبيحةً حيَّةً ومقدَّسةً ومقبولةً للهِ في خدمةٍ ناطقة. 2ولا تتشبَّهوا بهذا العالم، لكن تبدَّلوا بتجديدِ ضمائرِكم وكونوا مُميِّزين ما هي إرادةُ اللهِ الصالحةُ والمقبولةُ والكاملةُ. 3فأنا قائلٌ بالنعمةِ التي وُهبَتْ لي لكم كلِّكم أن لا تكونوا مرتَئين خارجًا ممّا يجب أن ترتأوا، لكن تكونون مرتئين بالطهارة، كلُّ إنسانٍ كما قسمَ اللهُ له الإيمانَ بمقدار (بمقياس). 4فكما أنَّ لنا في جسدٍ واحدٍ أعضاءً كثيرة، والأعضاءُ كلُّها لا يكونُ لها عملٌ واحد، 5هكذا أيضًا نحن الكثيرين، فنحنُ جسدٌ واحدٌ في المسيح، واحدًا واحدًا منّا، لكن نحن أعضاءُ بعضِنا لبعض. 6إنَّما لنا مواهبُ مختلفةٌ بحسبِ النعمةِ التي وُهبَتْ لنا. هناك النبوءةُ بحسبِ مِقياسِ إيمانِه. 7وهناك الخدمةُ التي له في خدمتِه. وهناك المعلِّمُ في تعليمِه. 8وهناكَ المعزّي بعزائِه والواهبُ بالبساطةِ والقائمُ في الرأسِ باجتهادٍ والراحمُ بابتهاج.

*  *  *

أعلن الرسول برنامجه في رو 1: 16-17 ("قوَّة الله للخلاص...") وها هو انتهى مع نداء إلى طاعة جديدة هي عمل النعمة (ف 6-8). وها هو يواصل كلامه ليتيح للمؤمنين أن ينشّطوا في الفكر والقول والعمل. فالناس عندنا ينتظرون كلَّ شيء من السلطة الدينيَّة حتَّى على المستوى المادّيّ والاجتماعيّ. فهم الذين يأخذون أكبر المبادرات يبدون أطفالاً، قصّارًا، لا يعرفون أن ينطلقوا. يسألون: ماذا يقولون، كيف يتصرَّفون؟

وضع الرسول أمامهم الهدف: اعرفوا إرادة الله التي تتلخَّص في ثلاثة أمور: ما هو خير، صالح، ما يرضي الله، ما يدعونا إلى الكمال بحسب نداء يسوع: "كونوا كاملين كما أنَّ أباكم السماويّ كامل هو" (مت 5: 48).

أوَّل خطوة: نعرف حيث نحن: نحسب نفوسنا أكثر ممَّا نحن. هذا يجعلنا ننتفخ ونشبه السنبلة الواقفة فوق السنابل المنحنية. هي فارغة. ونطرح السؤال على الموهبة التي نلناها، ونمارسها بإيمان. والإيمان يعني أن نضع يدنا بيد الله، ونشارك الإخوة من أجل بناء الكنيسة، الرعيَّة، الجماعة التي أنتمي إليها. وثالثًا أن أكتشف مواهب الآخرين وأفرح بها

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM