الثلثاء الثالث من زمن القيامة (يو 6: 28-33)

28فقالوا له: "ماذا نصنعُ لنعملَ أعمالَ الله؟" 29أجابَ يسوعُ وقالَ لهم: "هذا هو عملُ الله، أن تؤمنوا بالذي هو أرسلَ." 30فقالوا له: "أيَّةَ آيةٍ أنتَ صانعٌ فنرى ونؤمنَ بك؟ ماذا أنتَ عاملٌ؟ 31آباؤنا المنَّ أكلوا في البرِّيَّة كما كُتبَ: خبزًا من السماء وهبَ لهم مأكلاً." 32فقالَ لهم يسوع: "آمين آمين أنا قائلٌ لكم: ما كانَ موسى الذي وهبَ لكم الخبزَ من السماء، لكن أبي هو واهبٌ لكم خبز الحقِّ من السماء. 33لأنَّ هذا خبزُ الله، ذاك الذي نزلَ من السماء (فكانَ) واهبَ الحياةِ للعالم."

*  *  *

كثَّر يسوع الأرغفة. أطعم الناس حتَّى شعبوا. وها هم يعودون إلى "الطعام الفاني". مساكين. ولكنَّ هذه المعجزة توخَّت أن ترفعهم إلى معجزة المعجزات، "إلى الطعام الباقي للحياة الأبديَّة." ما استطاعوا في خطوة أولى. رجعوا، كما يرجع الكثيرون إلى الماضي، وإن كان ناقصًا. أو يتعلَّقون بما عرفوا وعاشوا. "المنّ". عطيَّة الله في البرّيَّة. وتوقَّفوا هناك. وما أرادوا أن يتركوا موسى ويلتحقوا بيسوع. هو نبيّهم النهائيّ. وبعده لا نبيّ. لا معلّم. فكانوا الخاسرين. وكثيرون مثلهم يرفضون أن "ينتزحوا إلى العمق". يلبثون في مكان ثابت، أمين. فلماذا الخطر والمخاطرة؟

أكل العبرانيُّون المنَّ في البرّيَّة وماتوا. ونالوا معجزات كثيرة. وكما قال الرسول: هلكوا في البرّيَّة وما وصلوا إلى أرض الموعد. فلماذا العودة إلى الوراء مثل الغلاطيّين الأغبياء الذين عادوا إلى الممارسات اليهوديَّة بعد أن عرفوا المسيح.

بعد المنّ الذي كانوا يجمعونه، وإن لبث في الشمس ذاب، جاء "خبز الله النازل من السماء". جاء كلمة الله الذي كان لدى الله، الذي هو الله، وفي النهاية صار بشرًا وسكن بيننا. وهو يبقى معنا حيًّا إلى نهاية العالم. فلماذا تعودون إلى أنبياء ماتوا وما عاد بعدهم من أثر. ذاك ما قاله بطرس عن داود وعن قبره. فلماذا نتعلَّق بحامل الكلمة ونترك من هو الكلمة؟ لماذا نترك خبز الحياة ونتعلَّق بخبز آخر؟

 

الاهتمام بالنفس

إنَّ الذين يتكبَّرون بسبب أعمالهم الحسنة وليس لديهم إيمان بالله، يشبهون رفات الأموات المكسوَّة بثياب جميلة ولا تشعر بجمالها. بماذا يستفيد الإنسان عندما يملك روحًا مكسوَّة بأعمال حسنة لكنَّه ميت؟ إنَّ الأعمال تتمُّ للربّ على رجاء الجوائز السماويَّة. إذًا، إن تجاهلت ذاك الذي يعلن الجوائز، حينئذٍ لمن تجاهد؟

لكي يأكل المرء، عليه أن يكون حيًّا. ومن ليست لديه حياة فليس باستطاعته أن يقبل الأكل. ولكي يعيش المرء إلى الأبد، يجب أن يكون لديه إيمان بالمسيح، إيمان يتغذَّى بالأعمال الصالحة. ومن ليس لديه إيمان بالمسيح، فحتَّى لو عمل أعمالاً صالحة، لا يمكنه أن يربح الحياة الأبديَّة. على العكس، فإنَّ الإنسان يستطيع أن يرث الملكوت السماويّ، حتَّى من دون أعمال، إن كان له إيمان حيّ. سأبرهن لكم ذلك في ما يلي:

إنَّ اللصَّ الذي صُلب مع الربّ، ربح الفردوس بإيمانه فقط. وقائد المئة كورنيليوس عمل حسناتٍ وصلواتٍ كثيرة، لكنَّه لم يكن يعرف المسيح... ولكي يكافئ الربُّ كورنيليوس أرسل له ملاكًا. لم يكن ممكنًا أن يخلص فقط بأعماله الحسنة، بل كان يحتاج إلى الإيمان.

أقوال الحياة

*  *  *

جرَّة إليشاعَ الجديدة، وجزَّة آل جدعون ونداهم،

قد صوَّرتك، أيَّتها البتول القدّيسة،

لأنَّها فيك قد حلا ذلك السمُّ الذي نفثته الحيَّةُ من حسدها

بين الأشجار، فقتلتِ الناس.

قبلتِ المطرَ السماويّ، وأنبتِّ حزمةَ الأفراح.

وسيّدَ النواميس.

 

الأسرارُ والأمثلةُ والتشابيهُ التي قيلتْ في النبوءة،

نالت ملأها في مريمَ بنتِ داود،

البتول التي ولدتْ، بدون رجل، وهي طفلةٌ، قديمَ الأيَّام.

اليمامةُ التي حملتِ النسرَ السماويّ،

النعجةُ التي ولدتِ الحمَلَ الذي بذبحِه رفع خطيئة العالم،

وخلَّصه من السجودِ للأصنام.

تبارك الذي جاء من عند أبيه، ووُلد من بنتِ داود.

وخلَّصَ البرايا.

(ألحان لوالدة الإله، البيت غازو المارونيّ، الجزء الأوَّل، ص 162-163)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM