الأربعاء 15 نيسان (1 بط 1: 17-21)

17وإذا أنتم داعون أبًا ذاك الذي ليس قدَّامه أخْذٌ بالوجوه، ودائنٌ كلَّ إنسان بحسب أعمالِه، فتصرَّفوا بمخافةٍ في زمنِ تغرُّبكم هذا. 18إذْ أنتم عارفون أنَّكم لا بالفضَّة البالية ولا بالذهب افتُديتم من أعمالِكم الفارغةِ تلك التي قبلتُم من آبائِكم. 19لكن بدمٍ ثمين (دمِ) الحملِ الذي ليس فيه وصمةٌ ولا لطخة، الذي هو المسيح. 20ذاك الذي مُقدَّمًا كان، مفصولاً لهذه من قَبلِ أساساتِ العالم وتجلّى في نهاياتِ الأزمنةِ من أجلِكم. 21أنتم الذين بيدِه آمنتُم بالله، ذاك الذي أقامَه من بينِ الأموات، ووهبَ له المجدَ بحيثُ يكونُ على الله إيمانُكم ورجاؤكم.

*  *  *

بما أنَّنا مدعوُّون إلى القداسة، وبما أنَّ الله يرى أعمالنا ويفرح بها، يبقى علينا أن نسلك في "المخافة". والمخافة ليست شعور العبيد الذين يخافون على جلدهم، يخافون من العقاب. هي بالأحرى عاطفة تدعونا لأن نبقى متشبّهين بالله كالأبناء الأحبَّاء. نخاف أن نغيظه. أن نجرح محبَّته. أن لا نكون على قدر الثقة التي وضعها فينا. ما دمنا على هذه الأرض، نحن نخاف من نفوسنا ومن ضعفنا.

المسيح افتدانا. ألا نكون على قدر هذا الافتداء؟ في الماضي كانوا يفتدون الأسرى أو العبيد بالفضَّة والذهب. أمّا فداء يسوع لنا فكان أغلى بكثير. سفكَ دمه من أجلنا. في الماضي، كانوا يقدّمون الذبائح. واليوم، صار يسوع هو الذبيحة. هو حملٌ بلا خطأ ولا عيب. هو الذي دعاه يوحنّا المعمدان "حامل خطيئة العالم". الفرق شاسع بين حمل يؤخذ من القطيع ويُذبَح عن الخطايا، وبين يسوع "حمل الله" ذاك الذي يحمل لنا الحياة الأبديَّة.

ما ضحَّى يسوع بأمور ذاهبة إلى الهلاك. ولا هو يريدنا أن نعيش حياة باطلة، لا نفع منها ولا فائدة. ما عمِله من أجلنا أمرٌ جدّيّ، لا "مزح" فيه ولا "استلشاق". فالويل لنا إن لم نعرف ما دفع يسوع من أجلنا. ونحن نتَّحد به بالإيمان، ونتطلَّع فيه قائمًا من الموت وجالسًا عن يمين الآب. هل نعرف أنَّ هناك "جلوسنا" قُرْبَه إذا شئنا، أو لا سمح الله "في الظلمة البرَّانيَة"؟

 

وأتى الملاك

رأى الملاكُ العذراء المملوءة عجبًا فوقف مندهشًا بها.

وغنَّى لها أغنية حبّ: السلام عليك يا مملوءة نعمة

ليست السماء أعظم منك وموطن الملائكة يرتعد من ابنك.

فها أنتِ بصمت تحملين من بنفحته يحيي الملائكة.

وقد شاء أن ينمو بحليبك أصابعك مملوءة عجبًا

إذ أمسكتِ جمرة هدَّأت شدَّة لهيبها

أيَّتها الأمّ، الطوبى لك في من ولدتِ.

*  *  *

تعالَ أيُّها المتعب، استرحْ من شقائك.

تعالَ، شاهدْ مريم تحمله ويوسف الذي يعانقه.

محتجَب هو في أبيه وظاهر في البتول.

في العلى محتجب وعلى الأرض ظهر.

في العلى والعمق واحدٌ هو، وهو تجلَّى لمن يحبُّه.

                                أفرام السريانيّ

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM