الاثنين الثاني بعد القيامة (1 بط 1: 1-9)

1بطرسُ رسولُ يسوعَ المسيحِ إلى المختارينَ والغرباء المزروعينَ في البنطسَ وفي غلاطيةَ وفي كبادوكيةَ وفي آسيةَ وفي بِيثينية، 2الذينَ اختِيروا بسابقِ معرفةِ اللهِ الآبِ في قداسةِ الروحِ بحيثُ يكونونَ للطاعة، ولرشِّ دمِ يسوعَ المسيح. النعمةُ تَكثرُ لكم والسلام.

3مباركٌ هو اللهُ أبو ربِّنا يسوعَ المسيحِ ذاك الذي بحنانِهِ الكثيرِ ولَدَنا من جديدٍ بقيامةِ يسوعَ المسيح، لرجاء الحياة، 4ولميراثٍ لا مُفسَدٍ ولا مدنَّسٍ ولا ذاوٍ، ذاك المعدِّ لكم في السماء. 5إذ أنتم محفوظون بقدرةِ الله والإيمانِ للحياةِ المعدَّة أن تتجلّى في الأزمنةِ الأخيرة، 6التي فيها تفرحونَ إلى الأبد، مع أنَّكم في هذا الزمان مُعاقون قليلاً في التجاربِ المختلفةِ العائدةِ عليكم. 7لكي يُرى امتحانُ إيمانِكم الذي هو أفضلُ من الذهبِ الخالصِ الذي امتُحنَ في النارِ للمجدِ والوقارِ والتعظيمِ في تجلّي يسوعَ المسيح، 8ذاك الذي ما رأيتموهُ وأنتم محبُّونه، وبإيمانِه مبتهجون في فرحٍ مجيدٍ لامَوصوف. 9بحيثُ تقبلونَ مكافأةَ إيمانِكم حياةَ نفوسِكم.

*  *  *

يشكر بطرس الله على الوحي بالخلاص في يسوع المسيح. هي رحمة الله التي عملَت وتعمل في الكنيسة. أعطتنا ولادة جديدة. أو بالأحرى وُلدنا ثانية على ما قال الربُّ لنيقوديمس الذي جاءه ليلاً. وهكذا نُرجع نحن الميراث الجديد بعد أن صرنا أبناء وبنات مع الابن. وما الذي يسند هذا الرجاء؟ قيامة يسوع المسيح. لم يكن الموت النهاية بالنسبة إلى يسوع. فالموت كان محطَّة تجد منتهاها في القيامة. لو توقَّفنا عند الجمعة العظيمة لاعتبرنا مهمَّة يسوع فشلاً ذريعًا. ولكن لا. ونستطيع أن نقول بالنسبة إلى كلِّ إنسان: ميراث يفسد، يتنجَّس، يذبل كما الزهر أو العشب. هذا ما يحدث في عالمنا، لا في السماء حيث تُحفظ لنا عطايا الله.

ولكن ما هذا الكلام عن الرجاء والجماعة المسيحيَّة الأولى تعرف الضيق والاضطهاد؟ هل يريدنا الربُّ أن نموت لأنَّنا آمنَّا به ولأنَّنا اعتبرنا أنَّنا أبناء القيامة؟ ولكنَّ الربَّ يعيد إلينا الأمل ويفهمنا أنَّ هذه المحن لا تدوم إلى الأبد. هي موقَّتة كما النار التي تضرب الذهب. تزول "الأوساخ"، ولكنَّ الذهب يبقى ذهبًا ويتنقَّى ويصبح أكثر لمعانًا. وهكذا المسيحيّ، اليوم وفي كلِّ يوم. لهذا، فهو يفرح لأنَّ ما يصيبه أصاب الربَّ يسوع. وهو ينتظر أن ينال من جزاء ما ناله الربُّ يسوع.

فحين عودة يسوع وتجلّيه في المجد، نشاركه في هذا المجد وفي هذه الكرامة، بل نحن معه منذ الآن، لأنَّنا ننتظر خلاص نفوسنا. وهذا ما ننعم به منذ الآن.

 

هب لي كلمة، أدفق أسرارًا

هب لي، يا ربَّنا، كلمة مملوءة من جميع الفوائد

لأُخرج كلَّ يوم، جميع الفوائد من كنزك.

ليكن لساني مركبة لكلمتك فأتميّزها

فتصل لدى السامعين بحيث يبتهجون بها.

أدفقْ فيَّ أسرارك واسقِ بيتك، أيُّها الغنيّ،

وامزج فيّ خمرًا لبيعتك التي استعدتها من السابي (إبليس).

منك أنا طالب من أجل تلك التي كلَّلتها

هب لي فأسقيها من ينبوعك شرابًا حلوًا.

أيُّها الحيّ، لتكن كلمتي كلمتك حين إشراقها

ومن الجميلة تشعُّ القبيحة مثل اللؤلؤة.

أنت الملء العظيم ومنك يغتني التجَّار جميعًا

بالوزنة الآتية بمئة ضعف لمن يقتنيها.

أنت البحر المملوء، وفي وسطه يجري الملاَّحون كلُّهم

وما استطاع إنسانٌ يومًا أن يجسَّه ولن يستطيع.

يعقوب السروجيّ

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM