أربعاء الحواريّين (كو 3: 1-11)

1والآنَ، إذا قمتم مع المسيحِ فاطلبوا ما هو فوق، حيثُ المسيحُ جالسٌ على يمينِ الله. 2واهتمُّوا بما هو فوق، لا بما هو على الأرض، 3فأنتم مائتونَ وحياتُكم مخفيَّةٌ مع المسيحِ في الله. 4ومتى المسيحُ تجلّى، إذ هو حياتُنا، حينئذٍ أنتم أيضًا تتجلَّون معه في المجد. 5إذًا أميتوا أعضاءَكم التي في الأرض: الزنى والنجاسة والأهواء والشهوة الرديئة والطمع الذي هو مخافةُ الأوثان. 6فمن أجلِ هذه غضبُ الله آتٍ على أبناء المعصية. 7وفي هذه أيضًا أنتم سلكتُم من قديم إذْ كنتم فيها متقلِّبين. 8أمّا الآنَ فزيحوا عنكم كلَّ هذه: الغضب، السخط، الشرّ، التجديف، التكلُّم النجس. 9ولا تكونوا كاذبينَ الواحدُ على الآخر، بل اخلعوا الإنسانَ العتيقَ مع كلِّ تقلُّباتِه. 10والبسوا الجديدَ الذي هو مجدَّدٌ بالمعرفةِ بشبهِ خالقِه. 11حيثُ ليس يهوديٌّ ولا أمميّ، لا ختانةٌ ولا غرلة، لا يونانيٌّ ولا بربريّ، لا عبدٌ ولا حرّ، إنَّما المسيحُ الذي هو الكلُّ وفي كلِّ إنسان.

*  *  *

كيف يعيش المسيحيّ؟ أيحقُّ له أن تكون حياته كما كانت من قبل؟ هذا ما لا يريده الربُّ الذي رافقنا في زمن الصوم المبارك وأدخلنا في آلامه وموته وقيامته ومجده.

نقطة الانطلاق: قُمتم مع المسيح. فالليتورجيَّا تجعلنا نعيش حياة يسوع وكأنَّنا نحن فيها، قرب مريم والتلميذ الحبيب عند الصليب، برفقة النسوة اللواتي أتين القبر ليحنِّطن الميت فإذا هو حيّ ويرسلهنَّ ليبشّرن إخوتهنَّ. أجل، في زمن القيامة نعيش قيامة الربّ. والنتيجة: "اطلبوا ما هو فوق". أي الحياة الجديدة التي حملها إلينا يسوع المسيح. وهذا ما يعارض العالم القديم، "ما هو تحت". والتحت هو الشهوات والميل إلى الخطيئة، والاحتفاظ بالبغض والحقد وحبّ الانتقام.

أنريد أن نكون كما يريدنا المسيح حين يأتي في مجده؟ نكون في قلب المسيح. وكيف ذلك؟ نتعلَّق به، نحبُّه، ننشر اسمه، نبدّل حياتنا لكي نعطي صورة عن حياته حين كان على الأرض منذ ألفي سنة. صعد يسوع إلى الجلجلة، إلى فوق، إلى الجبل، وما نزل إلى تحت في الوادي. اختار الباب الضيّق ونحن نسير حيث هو سار.

 

السعادة بأن أكون مسيحيًّا

المسيح قام. الكلُّ يعكس نوره: الإنسان، الأسرة، الشرائع والعادات، مختلف أشكال الحياة في الأمم والشعوب. بما أنَّ المسيح غلبَ الخطيئةَ والموت، ورتَّب نظامًا جديدًا في العلاقات بين الإنسان والله، فما من شيء، بعد الآن، يمكنه أن ينفلت من سلطانه. "كما قام المسيح من بين الأموات بمجد الآب، نحن أيضًا نسير في حياة جديدة" (رو 6: 4).

المسيح قام، هللويا! هي الإشارة إلى برنامج من النور: لا الموت، بل الحياة. لا الانقسام، بل السلام. لا الأنانيَّة، بل المحبَّة. لا الكذب، بل الحقيقة. لا الإحباط، بل انتصار النور. كونوا دومًا شاهدين، يا أولادي الأحبَّاء، على شرفكم المسيحيّ.

البابا القدّيس يوحنّا الثالث والعشرون

*  *  *

في هذا اليوم، يومِ الأحد، صار لنا الرجاءُ والخلاص.

فتعالوا نرتكض ونفرحُ فيه، لأنَّ فيه قام ربُّنا من القبر،

وأعطانا جسده ودمه، لكي تُمحى به وصماتنا.

تبارك الحيُّ الذي قامَ من القبر، ولم يرَ فسادًا بين الأموات.

 

قامَ المسيحُ من القبر والحيُّ من بين المنتقلين.

يا أولادَ آدم، رتّلوا المجد، فها إنَّ سيَّدَكم قد انبعث.

وأبطلَ سلطانَ الموت ذلك الذي يملكُ على كلِّ البرايا.

وها هي ترتّلُ له المجدَ الشعوبُ التي حرَّرها بقيامته.

 

يومَ الأحد، اليومَ العظيم، خرجَتْ مريمُ ورفيقاتُها،

وأخذنَ الأطيابَ المختارةَ ليطيّبنَ جسدَ الابن،

فبشَّرهنَّ الملاكُ أنَّ الحيَّ قامَ ولم يرَ فسادًا.

له المجدُ لأنَّه، بانبعاثه، أعلانا إلى مقرِّنا الأوَّل.

                                (ألحان القيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الثالث، ص 235-237)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM