سبت الأسبوع الرابع من زمن القيامة

النصّ الكتابيّ (1 تس 5: 12-18)

12بحيثُ تكونون سالكين بلياقةٍ لدى الذين في الخارجِ وإلى إنسانٍ لا تحتاجون. 13وأنا مريدٌ يا إخوتي أن تعرفوا أن لا تكونوا حزانى على هؤلاء الراقدين مثلَ بقيَّة الناسِ الذين ليس لهم رجاء. 14فإذا نحن مؤمنون أنَّ يسوعَ ماتَ وقام، هكذا اللهُ أيضًا مؤتٍ بالراقدينَ بيسوعَ معه. 15ونحن قائلونَ لكم هذه في كلمةِ ربِّنا: نحنُ الأحياء المستأخَرون في مجيء ربِّنا لا ندركُ الذين رقدوا. 16لأنَّ ربَّنا نفسَه، بأمرِ وبصوتِ رئيسِ الملائكةِ وببوقِ الله، هو نازلٌ من السماء، والموتى الذين في المسيح يقومون أوَّلاً. 17وحينئذٍ نحن الأحياءَ المستأخرينَ نُخطَفُ معهم سويَّةً في السحب للقاء ربِّنا في الهواء، وهكذا نكونُ في كلِّ حين مع ربِّنا. 18فكونوا معزِّينَ الواحدُ الآخَر بهذه الكلمات.

*  *  *

وتنتهي الرسالة بكلام يتوجَّه إلى الجماعة من مسؤولين ومن مؤمنين. والطريقة عينها: لا فرض ولا تسلُّط. "نسألكم". الموضوع الأوَّل، التعامل مع المسؤولين: يتعبون، يسهرون، ينبّهون. صفات ثلاث أساسيَّة في الكاهن وفي كلِّ من أخذ "وظيفة" في الكهنوت أو في المجتمع. هو تعبٌ لا راحة. فالمسؤول خادم لا مخدوم. على مثال يسوع الذي ما أتى ليُخدم بل ليَخدم ويبذل حياته عن كثيرين. ثمَّ "السهر" واللفظ الأساسيّ: يكون واقفًا، مستعدًّا. ثمَّ لا يحقُّ له أن ينام، لأنَّ الربَّ يأتي في الليل، ولأنَّ كلَّ من يأتي إليه هو "الربّ" أيضًا. فيسوع قال: "ما تفعلونه لإخوتي هؤلاء الصغار، لي تفعلونه". بهذه الروح تكون الجماعة. ومتى يكون الانزعاج في الجماعة؟ حين المسؤول ينبّه أو يحذّر. وربَّما يوبّخ كما أجبر بولس أن يفعل مرارًا.

المسؤول لا يغضّ الطرف. فالربُّ يسأله. وبولس يطلب منه: نبّهوا من يعيش حياة الفوضى. لا بدَّ من أخذ الموقف تجاههم. يعتبر نفسه قويًّا فيضايق الضعفاء. المسؤول يدافع، ويشجّع، وخصوصًا يساند كلَّ الذين يحاولون مهما كانت إمكانيَّاتهم محدودة. هذا يعني أنَّه يعامل الجميع بالصبر وطول الأناة. هذا يعني أنَّه يميِّز: أين هو روح الله، وأين هو روح الشرّ. يعرف أين هو الخير فيهنّئ وأين هو الشرّ. هكذا تكون الحياة في الجماعة.

بناء الكنيسة ووجهتها

يباركُ الأسقفُ الأرض التي ستُبنى عليها الكنيسة بصليب كبير من الخشب الذي به يرسم حدود الأرض التي ستقوم عليها الكنيسة. وهذا العمل يشبه عمل الكاهن الذي يقتطع من القربانة المقدَّسة ما يحتاج إليه للذبيحة الإلهيَّة، فتغدو الكنيسة الموضع القربانيّ للجماعة المكرَّسة لله.

وكما أنَّ القربانة التي منها اقتُطع الحمل – وهي ترمز إلى مريم العذراء التي منها وُلد المسيح – لا تُرمى بل تبقى شيئًا مقدَّسًا يوزَّع على الفقراء كبركة، كذلك الكنيسة اقتُلعَتْ من الأرض وصارت مقدَّسة، وبسبب وجودها تتقدَّس الأرض حولها.

تتوجَّه الكنيسة إلى الشرق، حيث تشرق الشمس. فالمسيح هو شمس البرّ والنور الذي ينير كلَّ إنسان. في القديم، كان للنور الطبيعيّ دورٌ مهمّ في حياة الإنسان وكذلك في صلاته. ففي صلاة الغروب مثلاً، نرتّل "أيُّها النور البهيّ" عند اختفاء النور، ونضيء حينئذٍ المصابيح متأمّلين بنور المسيح الذي لا يغرب. وفي الصباح عند شروق الشمس، يدخل النور من النوافذ الثلاث في صدر الكنيسة وراء الهيكل، فنرتّل "المجدُ لك يا مُظهر النور..."

فؤاد الصايغ

*  *  *

سمعانُ الأساس، وبولسُ المهندس،

للبيعةِ المقدَّسة.

سمعانُ اعترفَ به، وبولسَ تبدَّلَ،

وصار مضطهَدًا، من أجل خلاصنا.

 

اثنا عشر عمودًا أقامهم في الخليقةِ

سيِّدُ كلِّ البرايا:

الرسلُ القدّيسون الذين عليهم ترتكزُ

جميعُ الأقطار، من الأقاصي إلى الأقاصي.

 

الطوبى للرسل الذين استحقُّوا أن يشاهدوا

ابن الله، ذاك الذي الأبرارُ الأقدمون

اشتاقوا إليه أن يأتي في أجيالهم.

الرسلُ شاهدوه!

                (ألحان للرسل، البيت غازو المارونيّ، الجزء السابع، ص 154-155)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM