أربعاء الأسبوع الرابع من زمن القيامة

النصّ الكتابيّ (1 تس 2: 13-20)

13من أجلِ هذا نحنُ أيضًا شاكرونَ اللهَ بلا انقطاع لأنَّ كلمةَ الله التي قبلتم منّا ما قبلتموها مثلَ كلمةِ الناس، بل كما هي في الحقيقيةِ كلمةُ الله، وهي بالفعلِ عاملةٌ فيكم، في أولئك المؤمنين. 14فأنتم يا إخوتي تشبهتُم بكنائسِ اللهِ التي في اليهوديَّة، تلك التي هي في يسوعَ المسيح. فهكذا تحمَّلتم أنتم أيضًا من أبناء قبيلتِكم كما هم أيضًا من اليهود. 15أولئك الذين قتلوا ربَّنا يسوعَ المسيح والأنبياءَ الذين منهم، وإيّانا اضطهدوا وللهِ غير مُرضين وهم عاملونَ مضادًا للناسِ كلِّهم. 16فهم مانعوننا بأن نتكلَّم مع الشعوبِ لكي يحيوا، لإتمامِ خطاياهم في كلِّ وقتٍ، لكن بلغ عليهم الغضبُ حتّى الآخرة. 17أمّا نحن، يا إخوتي، فكنّا أيتامًا منكم زمنَ ساعةٍ بوجهِنا لا في قلبِنا فاجتهدْنا بالأحرى لرؤيةِ وجوهِكم بمحبَّة كثيرة. 18وأردنا أن نأتي إليكم، أنا بولسَ، مرَّة واحدةً ومرَّتين، فأعاقني الشيطان. 19فمن هو رجاؤنا وفرحُنا وإكليلُ افتخارِنا إلاَّ أنتم قدَّامَ ربِّنا يسوعَ المسيح في مجيئِه. 20فأنتم مجدُنا وفرحُنا.

*  *  *

الله شاهد كيف كان الرسل: نيَّة طاهرة، بلا لوم. والرسول مثل أب مع أولاده، كما قال بولس. وماذا كانت النتيجة؟ حياة إيمان في تسالونيكي. ولهذا أخذ الرسول يمتدحهم. أوَّل صفة وهي نتيجة البشارة بالإنجيل: ما أخذ المؤمنون كلام الرسل كأنَّه "كلام ناس". كم ينحدر الكاهن عندما يفرح الناس بهندامه، بلغته المنمَّقة، بصوته الحلو. وهكذا "يفرحون" به. نصبح عندئذٍ كأنَّنا نعظ بأنفسنا لا بالمسيح ربّنا. وبعد ذلك نتألَّم – هذا إذا تألَّمنا – لأنَّنا لم نرَ ثمرًا.

فالمؤمنون يطلبون فقط "كلمة الله". فهذه وحدها نور وحياة. في الاحتفالات من أعراس وجنَّازات، ماذا نقول للناس؟ ندغدغ عواطفهم. صاحب الاحتفال ينتفخ والسامعون ينظرون إليه بإطراء. هذا بالنسبة إلى المسيحيّين بالهويَّة والاسم، الذين يستفيدون من الكنيسة ليربحوا ودَّ الناس وربَّما أصواتهم في "الانتخابات". رضى الناس مهمّ. ورضى الله؟ قال بولس: "ما يحسبه الناس جهالة هو أحكم من الناس، وما يحسبونه ضعفًا هو أقوى من الناس."

أمّا الرسول فيمتدح "الناس" على إيمانهم، على ثباتهم في الاضطهاد، على سلوكهم الرائع بحسب الإنجيل. هكذا يكون انتظارنا للمسيح. وبمثل هؤلاء يفتخر بولس وبمثل هؤلاء يفرح. بمثل هذه الشهادة المسيحيَّة ينطلق الإنجيل. لا بالكلام فقط بل بالحياة أيضًا.

 

المسيح، طريق الحقّ

إن كنتَ تسأل كيف تسير، فاستقبل المسيح فهو الطريق. وقال لنا القدّيس أوغسطين "تقدَّمْ بواسطة الإنسان فتبلغ إلى الله." إذًا خيرٌ لك أن تعرج على هذه الطريق من أن تمشي مستقيمًا خارجًا عنها، لأنَّ العرج على الطريق وإن لم نتقدَّم كثيرًا، يقرّبنا من نقطة الوصول. وأمّا السَيْر الحسن خارج الطريق فيبعدنا بقدر ما نتقدَّم حسنًا. إن كنتَ تسأل إلى أين تسير، تعلَّق بالمسيح لأنَّه الحقّ التي تتوق البلوغ إليه. وإن كنت تسأل أين يسعك أن ترتاح، تعلَّق أيضًا بالمسيح لأنَّه الحياة.

إذًا، تعلَّق بالمسيح إذا أردتَ أن تكون بأمان. فلا يمكن أن تخرج من الطريق، لأنَّه هو الطريق بحيث إنَّ الذين يتعلَّقون به لا يسيرون في سبيل خاطئ، بل في سبيل صحيح... وكذلك، من تعلَّق به لا يمكن أن يُغَشّ، لأنَّه هو الحقيقة ويعلّم كلّ حقيقة، ولا يمكن أن يتزعزع لأنَّه هو الحياة والحياة التي تعطي الحياة.

وكما قال القدّيس هيلاريون: "ذاك الذي هو السبيل لا يضلّ أحدًا، ذاك الذي هو الحقّ لا يغشّ أحدًا، ذاك الذي هو الحياة لا يتخلَّى عنّا لضلالات الموت."

توما الأكوينيّ

*  *  *

ذاك الذي انحدرَ واضجع في الجحيم،

أيَّامًا ثلاثة بإرادته، باركوه!

ذلك الذي هو كإله مسلَّطٍ على الكلّ،

انبعثَ بقوَّة عظيمة: مجِّدوه!

وارفعوه كثيرًا إلى أبد الأبدين وباركوه!

 

ذلك الذي أرسلَ ملاك النار ليحرُسَ القبر، باركوه!

ذلك الذي بالبشرى المملوءةِ حياةً

بشَّر جوق العفيفات: مجِّدوه...

 

ذلك الذي صعد على الخشبة،

وصرخَ بصوته فاضطربتِ الأرض: باركوه!

ذلك الذي انحدرَ (و)اضطجع في الجحيم

أيَّامًا ثلاثةً، وانبعثَ، مجِّدوه...

                (ألحان القيامة، البيت غازو المارونيّ، الجزء الأوَّل، ص 147-148)


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM