سبت العنصرة

النصُّ الكتابيّ (أع 3: 11-21)

11وإذ كانَ (الأعرجُ الذي عُفيَ) مُتمسِّكًا بسمعانَ وبيوحنّا، ركضَ الشعبُ كلُّه والانذهالُ لدَيهم، إلى الرواقِ المدعوِّ (رواق) سليمان. 12فلمّا رأى سمعانُ هذا، أجابَ وقال لهم: "أيُّها الرجال، يا بني إسرائيل. لماذا أنتم مُتعجِّبون بهذا، أو بنا؟ ولماذا أنتم ناظرون كما لو أنَّنا بقوَّتِنا الخاصَّةِ أو بسلطانِنا فعَلْنا بأن يكونَ هذا ماشيًا. 13هو إلهُ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوب، إلهُ آبائِنا، مُجِّدَ ابنَه يسوع، ذلكَ الذي أنتم أسلمتُم وكفرتُم به قدَّامَ وجهِ بيلاطسَ إذْ هو كانَ مُستحسنًا أن يُطلقَه. 14أمّا أنتم فكفرتُم بالقدُّوسِ والصدِّيقِ وسألتُم أن يُوهَبَ لكم رجلٌ قاتلٌ. 15وقتلتُم رأسَ الحياةِ هذا الذي أقامَه اللهُ من بينِ الأموات، ونحنُ كلُّنا شهودُه. 16والإيمانُ باسمِه شدَّد وشفى هذا الذي أنتم راؤونَ وعارفون، والإيمانُ الذي به وَهبَ لهذا العافيةَ قدّامَكم جميعًا. 17ولكن الآن، يا إخوتي، أنا عارفٌ أنَّكم بضلالٍ فعلتم هذه كما رؤساؤُكم فعلوا. 18واللهُ تَقدَّم وكرَزَ بفمِ الأنبياءِ بأن مسيحَه يتألَّم، وهكذا تمَّ. 19فتوبوا الآنَ وارجعوا بحيثُ تُمحى خطاياكم وتأتي لكم أزمنةُ راحةٍ قدّامَ وجهِ الربّ. 20ويُرسِلُ لكم ذاك الذي كان مُعَدًّا لكم، يسوعَ المسيح. 21الذي ينبغي على السماءِ أن تقبلَه حتّى امتلاءِ الأزمنةِ، التي تكلَّمَ عليها اللهُ بفمِ أنبيائِه القدّيسينَ منذُ الدهر.

*  *  *

العمل يبقى عملاً. نندهش ونمضي. فإذا لم ترافقه الكلمة، يبقى لغزًا للناس. لهذا، أتت عظة بطرس. في الرواق الأوَّل، حيث يكون الرجال اليهود والنساء، كما يكون اللامختونون. كلُّهم يقدرون أن يكونوا في هذا المكان ويسمعون.

طرح بطرس السؤال: لماذا تتعجَّبون. هي مرحلة ثانية بعد الدهشة. والمرحلة الثالثة: النظر إلى بطرس ويوحنّا. هل هم سحرة؟ هل يملكون قوَّة سحريَّة؟ كلاّ. هما رجلان مثل كلِّ واحد منَّا. تتعجَّبون لأنَّ هذا الرجل – الذي تعرفونه كلُّكم – يمشي، يقفز. وها نحن نقول لكم السبب: الله الآب مجَّد ابنَه يسوع المسيح. "فتاه". هكذا قيل في سفر إشعيا عن "عبد الربّ وعابده" الذي أُسلم بسبب خطايانا وسُحق بسبب آثامنا. لا ليس بقوَّتنا جعلنا هذا الرجل يمشي، ولا بتقوانا، بل باسم يسوع الناصريّ.

 

وعاد الرسولان يتحدَّثان عن موت يسوع وقيامته. ذاك هو أساس الإيمان. تستطيعون أن تؤمنوا، وعندئذٍ لن يكون مجال للتساؤل. ويمكنكم أن ترفضوا كما فعل رؤساؤكم. وينتهي كلام بطرس في دعوة إلى التوبة: عن جهل فعلتم ذلك. ويسوع غفر لكم من أعلى صليبه، وهو لا يزال غافرًا لنا جميعًا ويستعدّ ليمنحنا الخلاص وجميعَ الآتين إليه بقلب منسحق.

مثل أطفال رضَّع

في كلِّ أموركم، استندوا بكلّيَّتكم على عناية الله، التي بها وحدها تنجح جميع مقاصدكم. ومع ذلك، اشتغلوا من جهتكم بهدوء تامّ لكي تتشاركوا معها. ثمَّ آمنوا أنَّكم إن سلّمتم نفوسكم بكلّيَّتها لله، تكون النتيجة الدائمة التي تحصلون عليها، الأكثر فائدة لكم، سواء بدا ذلك لكم صالحًا أو رديئًا بحسب حكمكم الخاصّ. تصرَّفوا مثل الأطفال الرضَّع الذين يمسكون بيدٍ، يدَ أبيهم، وباليد الأخرى يقطفون توتة الأرض وثمر العلّيق إلى جانب السياجات. فإذا أنتم تجمعون خيور هذا العالم باليد الواحدة، تمسَّكوا دومًا بالثانية، بيد الآب السماويّ. وتلفَّتوا من وقت إلى آخر باتّجاهه لتروا إن كان راضيًا على طريقة عيشكم ومشاغلكم. وفي جميع الظروف، احذروا من أن تتركوا يده وحمايته، حين تفكّرون بأن تجمعوا أكثر وتقطفوا. فإن هو تخلَّى عنكم، لن تخطوا خطوة واحدة إلاَّ وتسقطون أرضًا على أنوفكم.

القدّيس فرنسيس السالسيّ

 

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM