أسرار المجد- السرُّ الأوَّل: قيامةُ الربّ

إذا كان المسيحُ عرفَ الموتَ والقيامة، فلكي يفتحَ لنا الطريقَ التي كانتْ مقفلةً في الماضي. فهي تقودُ إلى الآب وإلى فرحِ الملكوت. منذ صعودِ المسيح، تتوقُ الكنيسةُ وتنتظرُ مجيئَه في المجد. وإذ نصلّي مع مريمَ نطلبُ النعمةَ بأن يعجّلَ هذا الوقتُ فيأتي بحسبِ الإنجيل.

لماذا تطلبن الحيَّ بين الأموات. لم يعدْ هنا، بل قامَ.

نقرأ النصَّ الكامل في لو 24: 1-12

1وفي يوم الأحد، في الفجر وبعدُ ظلام، أتَينَ إلى القبرِ وأتَينَ بالحُنوط هذه التي أعدَدْنَ، وكانَتْ معهنَّ نساءٌ أُخرَيات. 2        فوجَدْنَ الحجرَ مُدحرَجًا عن القبر. 3ودخَلْنَ فما وجدْنَ جسدَ يسوع. 4وحدَثَ أنَّه فيما هؤلاء مُتعجِّباتٌ على هذا، ها رجلان اثنان قاما فوقَهنَّ، وبارقًا كان لباسُهما. 5فصِرْنَ في خوفٍ، وحَنَينَ وجوهَهنَّ إلى الأرض، وقائلانِ لهنَّ: “لماذا طالباتٌ أنتنَّ الحيَّ مع الأموات؟ 6ليس هو هنا. فهو قام. أُذكُرْنَ ما تكلَّمَ معكنَّ، إذْ هو بعدُ في الجليل. 7وكان قالَ: إنَّ ابنَ الإنسانِ عتيدٌ هو أن يُسلَّمَ في أيدي أناسٍ خاطئينَ ويُصلَب، وبعد ثلاثةِ أيّامٍ يقوم.” 8وهنَّ تذكَّرْنَ أقوالَه. 9ورجعْنَ من القبرِ وقُلنَ هذه كلَّها للأحدَ عشَرَ وللباقين. 10كنَّ مريمَ المجدليَّة، وحنّة، ومريمَ أمَّ يعقوبَ والبقيةَ اللواتي معَهنَّ، وهُنَّ قُلنَ للرسل. 11وتراءَت في أعينِهم الكلماتُ هذه كأنَّها هذيان، ولم يُصدِّقوهنَّ. 12أمّا سمعانُ فقامَ وركض وهو مُتعجِّبٌ في نفسه من الشيءِ الذي كان.

*  *  *

الاستغراق في قيامة المسيح يعني أن نكتشفَ من جديدٍ أسبابَ إيمانِنا يعني أن ندخلَ في فرحِ التلاميذ. ونعيشُ خبرةَ الحياةِ الجديدة التي يحملها يسوع ويرسلنا لكي نبشّر بها.

*  *  *

السلامُ عليكِ يا مريم

نضيفُ في نهاية القسم الأوَّل من السلام الملائكيّ: يسوع المسيح، "الذي قامَ من بينِ الأموات".

السلامُ عليكِ يا مريم، يا ممتلئة نعمة، الربُّ معك، مباركةٌ أنتِ بينَ النساء، ومباركٌ ثمرةُ بطنِك سيِّدُنا يسوعُ المسيح، الذي قامَ من بينِ الأموات. يا قدّيسة مريم، يا والدةَ الله، صلّي لأجلِنا نحنُ الخطأة، الآنَ وفي ساعةِ موتِنا. آمين.


 

ما إن مات يسوع حتَّى قام. وما من أحد رأى قيامته حين حصلت. ولكنَّ إيماننا يقول: إذا كنَّا نحن نغمض عيوننا على هذه الحياة لنفتحها على الأبديَّة، أتُرى يسوع لبث في الموت؟ مستحيل. وبطرس عاد إلى المزمور فردّد: "لأنَّك لا تترك نفسي في الهاوية ولا تدع قدّوسك يرى فسادًا" (أع 2: 27).

ونحن نقول: في اليوم الثالث. أي من الجمعة إلى الأحد صباحًا. ما استطاعت النسوة أن يمضين إلى القبر يوم السبت. فما إن انتهى السبت حتَّى بكّرن. ولكنَّهنَّ ما وجدن جسد يسوع. القبر فارغ، الحجر مدحرج وقد كان كبيرًا جدًّا. من دحرجه؟ ثمّ، الأكفان ملفوفة وموضوعة هنا. والمنديل كذلك. وهكذا يبدو الربُّ كأنَّه خلع ثيابه ومضى. فاليوم الثالث هو يوم اللقاء بالربّ. لا ذلك الذي رأوه معلّقًا على الصليب، بل ذلك القائم من الموت بمجد لا يضاهيه مجد. وهذا المجد يلبسه الذين يعملون الصالحات ليكونوا مع الربّ في الحياة (يو 5: 29).

سبق يسوع وقال للتلاميذ والتلميذات: إنَّه يُصلَب ثمَّ يقوم. فيسوع كان عارفًا ما ينتظره، كإنسان يموت وكإله يقوم. كلُّ هذا يُفرحنا ويجعلنا ننتظر. إن كان يسوع قام فنحن نقوم أيضًا. هو كان الأوَّل، ونحن إخوته وأخواته نسير في موكبه الظافر. غلب أعداءه الذين هم الشرّ والخطيئة والموت. ونحن نغلب معه. والشرط، نموت معه لنحيا معه.


 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM