إبراهيم وضيوفه

 

إبراهيم وضيوفه

 

الزمان: وقت الظهيرة و الحرّ . المكان غي حبرون ، إلى الجنوب من أورشليم . بالتحديد عند السنديانة التي في ممرا . إبراهيم " جالس في باب الخيمة" . هكذا يرى المارِّين ويلاحظُ أهل بيته.

 

أمّا الذين مرّوا في ذلك اليوم ، وهو يوم لا ينساه إبراهيم ، فهم ثلاثة . ثلاثة رجال . قالت عنهم الرسالة إلى العبرانيِّين : أضاف إبراهيم :"أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون " (13 :2) . قال العالم اليهوديّ : الله وملاكان . كما الملك أو الأمير يزور الرعيَّة ، يتفقد الناس ، يرافقه حارسان . وهكذا نفهم أن يكون الحديث في صيغة المفرد :"يا سيِّد إن كنت وجدت نعمة في في عينيك".(تك 18: 3) . أو في صيغة الجمع : "إغسلوا أرجلكم واتكئِوا  (آ4) . أمَّا أباء الكنيسة فرأوا فيهم "الثالوث الأقدس " كما في أيقونة روبليف الشهيرة .

 

أيأتي الربُّ ولا تكون وليمة ؟ أما هذا هو القدَّاس قبل كل شيء ؟ الربُّ يدعونا إلى وليمة زما أعظمها وليمة ! وما يلفتُ النظر، كلهم يشاركون : إبراهيم ، سارة ، الغلام ، أو أحد الشُّبَّان الذين يعملون معه . وكلُّهم يعملون بسرعة ، لأنًّه ضيف لا كالضيوف العاديِّين . أيكون الله في بيتنا ولا يستنير ؟ فهذا الذي حصل لزكَّا العشَّار . فما أن دخل بيته يسوع حتَّى تحوَّل البيت إلى مكان يقيم فيه يسوع . وتحوّل أهل البيت ، فصار زكَّا ابن ابراهيم ، ابن الخلاص .

في الإنجيل ، الربُّ يسوع هو من يُتكئِنا ويقوم بخدمتنا . أمَّا هنا فإبراهيم يخدم ولا يجلس مع ضيوفه . بل يقف ليرى إذا كانوا يحتاجون شيئاً طا. والبركة التي حملها هؤلاء الزوَّار : لم تعد سارة عاقراً ، تحول البيت من الحزن إلى الفرح ، ومن الإكتئاب إلى الضحك . أجل ، لا يكون مرور الرَّب دون أن يبدَّل القلوب ويطلقنا ويقول لنا: " امضوا بالسلام .... خذوا البركة ".

 

***

 

التكوين - الظهورفي مَمْرا 18: 1- 13

1 - وتَجلَّى الرَّبُّ لَه في بَلُّوطة مَمْرا، وإذْ كان جالِساً في بابِ الخَيمَة، في حَرِّالنَّهار.

2 - فرفَعَ عَينَيه فرأى ثَلاثَةُ رِجالٍ واقِفينَ فوقَهُ. فلَمَّا رَآهُم، بادرَ إِلى لِقائِهم مِن بابِ الخَيمَة وسَجَدَ على الأَرض.

3 - وقال: يا سَيِّدي، إِن نِلتُ حُظْوَةً في عَينَيكَ، فلا تَجُزْ عن عَبدِكَ،

4 - آخذُ  قَليلاً مِنَ الماء واغسِلوا أرجُلَكم واتَّكئوا تَحتَ شَّجَرة البُطمة.

5 - وأُقدِّمَ كِسرَةَ خُبْزٍ واسنِدوا بِها قلبَكم ، و بَعدَ ذلك تعبرون إلى بعيد، لأنَّكم هكذاعَبَرتُم قُربَ عَبدِكم. فقالوا: "هكذا تَصنَعُ كَما قُلتَ."

6 - فأَسرَعَ إِبراهيمُ إِلى الخَيمَةِ وركضَ إِلى الخيمة لدى سارةَ وقال: "عَجَّلي، هاتي ثَلاثَ َكيلاتٍ قمحٍ ناشف فاَعجِنيها وآصنَعي أرغفة.

7 - وبادَرَ إِبْراهيمُ إِلى البَقَر، فأَخَذَ عِجْلاً رَخْصًا طَيِّباً وسَلَّمَه إِلى الخادِم فأَسرَعَ في إِعْدادِه.

8 - ثُمَّ أَخَذَ لَبَنًا وحَليبًا والعِجْلَ الَّذي أَعَدَّه وجَعَلَ ذلك بَينَ أَيْديهِم وهو واقِفٌ بِالقُربِ مِنهم تَحتَ الشَّجرة، فأَكلوا.

9 - ثُمَّ قالوا لَه: " أَينَ هي سارةُ اَمرَأَتُكَ؟ " قال: "ها هي في الخَيمة ".

10 – فقال لهُ (واحدٌ منهم): " سأَعودُ إِلَيكَ في مِثْلِ هذا الوَقْت، وَيكونُ لِسارةَ اَمرَأَتِكَ اَبنٌ". وكانَت سارةُ تَتَسمَّعُ عِندَ بابِ الخَيمَةِ الَّذي وَراءَه.

11 - وكانَ إِبْراهيمُ وسارةُ شَيخَينِ طاعِنَينِ في السِّنّ، وقَدِ انقَطَعَ عن سارةَ ما يَجْري لِلنِّساء.

12 - فضَحِكَت سارةُ في نَفْسِها قائلةً: " اَبَعْدَ هَرَمي هل يكون لي شباب، وسَيَدّي قد شاخ؟"

13 - فقالَ الرَّبُّ لإِبْراهيم: "ما بالُ سارةَ قد ضَحِكَت قائلَةً: أَحَقًّا أَلِدُ وقَد شِخْتُ؟ "- هَل مِن أَمْرٍ يُعجِزُ الرَّبّ؟ في مِثْلِ هذا الوَقْتِ أَعودُ إلَيكَ في الرَّبيع وَيكونُ ابنٌ لِسارةَ إمرأتُك" - فأَنكَرَت سارةُ وقالت: "ما ضحَكْت " ، ذلك بأَنَّها خافَت. فقال لها: " لا، بل ضَحِكْتِ ".

 

 

.  ّ

 

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM