يوسف حارس أسرار الله

 

يوسف حارس أسرار الله

 

مع أنَّه كان له ملوك بين أجداده، وأنَّه تحدَّر من هؤلاء الملوك الذين جعلهم الله ذاتُه على العرش، وجدَ يوسف نفسه، بدون كآبة، في وضع وضيع وخفيّ، فما طلب يومًا أن يخرج من الطريق التي رُسمت له. ما بدا له الفقر عارًا حين الله سمح بذلك. كان يكفيه أن يجدَّ في عمل يديه، أن يحفظ لله حياةً أعدَّها لخدمته. وتطلَّع في حاله. لا ثورات! حظٌّغريب! بل استعدادات لقبول عناية حكيمة وسجودٌلله.

كم أحبَّ أن أتمثّله تحت سقف قرويّ وفي بيت ضيّق وفقير، بعيدًا عن ضجَّة العالم وضجيجه. يتقدَّس بالعمل، بالانزواء وبالصلاة! أيّ قصر ضمَّ يومًا مثل هذه العيلة الرفيعة؟ ففي هذا المدى المظلم والصغير، كم من الأمور العظيمة حصلت! هنا رُسم تصميم عالم جديد، مخلوق في البرّ وقداسة الحقّ. هنا بدأت تتنفَّذ في الزمن مشاريع أزليَّة من لدن رحمة الله تجاه بشر عاقّين، ناكري الجميل، خاطئين. هنا تكوَّنت أوَّل نماذج العبادة الروحيَّة والباطنيَّة التي سوف تتثبَّت، وهنا وُضعت أسسُ إنجيل غير معروف سوف يُحمل إلى كلِّ أقطار الأرض.

Copyright © 2017 BOULOS FEGHALI. SITE by OSITCOM ltd
Webmaster by P. Michel Rouhana OAM