يوسف وإخوته

قراءة من سفر التكوين (37: 1-4)

37    1وسكنَ يعقوبُ في أرضِ غُربةِ أبيه، في أرضِ كنعان. 2وهؤلاء مواليدُ يعقوب. كان يوسفُ ابنَ سبْعَ عشْرةَ سنة، وكان راعيَ غنمٍ معَ إخوتِه، وهو مَنْ كبُرَ معَ ابنَي زِلفةَ ومعَ ابْنَي بِلهةَ امرأتَي أبيه. وأتى يوسفُ بخبَرِهم السيِّئ إلى أبيهم.

3وكانَ إسرائيلُ يُحبُّ يوسفَ أكثرَ من أبنائِه كلِّهم، لأنَّه كانَ لَهُ ابنَ الشيخوخَةِ وصنَعَ له قميصًا بأكمام. 4ورأى إخوتُه أنَّ أباهم يُحبُّه أكثرَ من أبنائِه كلِّهم، فأبغَضوهُ وما استطاعوا أنْ يَتكلَّموا مَعَهُ بِسَلام.

*  *  *

كان يوسف وحده ابن راحيل، المرأة التي أحبَّها يعقوب. انتظرت أمُّه طويلاً قيل أن يرزقها ولد. وسوف تموت حين تضع الولد الثاني. وهكذا كان يوسف ذلك "العدوّ" بالنسبة إلى أشقَّائه العشرة.

ميَّزه والده في أكثر من ناحية. لباسه غير لباس إخوته: قميص مزركش. سوف يتميَّز يعقوب حالاً هذا القميصَ حين يحمله الإخوة بعد أن باعوا يوسف. "تحقَّقه وقال: "قميص ابني". ثمَّ إن يوسف لم يكن يمضي لرعاية الغنم، شأنه شأن أشقَّائه. فيلبث في البيت قرب والده.

تميَّز يوسف عن إخوته. فسلوكه غير سلوكهم. قال سفر التكوين: "وأخبر يوسف أباه ما يشاع من سوء عن إخوته" (37: 2). وقال الترجوم في هذا المجال: "رآهم يأكلون لحمًا سُلخ من وحش لا يزال حيًّا. أكلوا أذنيه وقوائمه." وهذا ما يعارض فرائض سفر اللاويّين.

وقال سفر التكوين: "أحبَّ (يعقوب) يوسف أكثر من سائر بنيه، لأنَّه ابن شيخوخته" (آ3). وأضاف الترجوم: "لأنَّ قسمات يوسف كانت شبيهة بقسماته."

فيوسف هذا صورة بعيدة عن يوسف خطّيب مريم: هو البارّ. أي القدّيس الذ لا يهمُّه سوى أن يعمل مشيئة الله. أما هكذا كان يسوع؟ منذ البداية قال: "ها أنا آتٍ لأصنع مشيئتك يا الله" (عب 10: 5). وفي النهاية، صلَّى في بستان الزيتون: "لا تكن مشيئتين بل مشيئتك" (لو 22: 22).

أمّا إذا أردنا أن نعرف كيف تميَّز يوسف خطّيب مريم عن الذين عُرفوا في أيَّامه، فينبغي أن تعود إلى الأناجيل المنحولة.

هنا نقرأ إنجيل يعقوب التمهيديّ. مريم هي في الهيكل. فمن يكون أهلاً لها؟ وضع كلُّ واحد عصاه، أمام تابوت العهد. كما أمرهم عظيم الكهنة. صلَّى. ولمّا انتهى من الصلاة، أخرج العصي وأعطاهم إيَّاها. فلم تكن علامة على واحدة منها، إلاَّ عصا يوسف. هو الذي اختاره الربُّ ليأخذَ مريمَ إلى بيتِه.